العراق: حملة اعتقالات تطاول ناشطين في بابل بعد تظاهرات ليلية

العراق: حملة اعتقالات تطاول ناشطين في بابل بعد تظاهرات ليلية طالبت بكشف قتلة الوزني

13 مايو 2021
مواجهات بين عناصر الأمن والمتظاهرين في محافظة بابل (فرانس برس)
+ الخط -

شهدت محافظة بابل، جنوب بغداد، ليل الأربعاء-الخميس، تظاهرات ليلية غاضبة طالبت بالكشف عن قتلة الناشط إيهاب الوزني، الذي اغتيل قبل خمسة أيام في محافظة كربلاء، وسط العراق، ووضع حد للفصائل المسلحة والجهات التي تلاحق الناشطين.

وبينما اندلعت مواجهات بين عناصر الأمن والمتظاهرين، أقدمت القوات الأمنية على تنفيذ حملة اعتقال طاولت عدداً من المتظاهرين. 

وفي ساعة متأخرة من ليل أمس، خرج العشرات من أهالي مدينة الحلة (مركز المحافظة)، في تظاهرة حاشدة وسط المدينة، تطالب بوقف العنف المنظم ضد الناشطين. 

وأحاط العشرات من عناصر الأمن التظاهرة، وواجهوا المتظاهرين بالرصاص الحي وقنابل الغاز، ما تسبب بحالات اختناق في صفوفهم، فيما نفذ عناصر الأمن حملة اعتقالات بين المتظاهرين بعدما فرقوا التظاهرة.

ووفقاً لعضو تنسيقية تظاهرات بابل عمار العوادي، فإنّ "القوات الأمنية اعتقلت العديد من المتظاهرين، بعدما لاحقتهم في الشوارع والأزقة في المدينة وهي تطلق الرصاص الحي باتجاههم، وحتى الآن لا نعرف العدد الحقيقي للمعتقلين، بينما فقدنا الاتصال بالكثير منهم".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "القوات الأمنية وبدعم من الفصائل المسلحة، تسعى لإنهاء التظاهرات في المحافظة من خلال حملة الاعتقالات التي استمرت حتى ساعات الصباح". 

وأضاف أن "تلك الجهات لاحقت عدداً من المتظاهرين إلى منازلهم وتمكنت من اعتقالهم"، مشيراً إلى أن "العديد من المتظاهرين لم يستطيعوا العودة إلى منازلهم، وأجبروا على قضاء ليلتهم بمنازل أصدقاء أو أقرباء لهم، خوفاً من عمليات الاعتقال التي تستهدفهم". 

وحمّل الحكومة "مسؤولية ما يجري من قمع واعتقال تستهدف متظاهري المحافظة في أول أيام عيد الفطر"، مشدداً على أن "تلك الحملة لن تسكت صوتنا، بل سنواصل التظاهر والمطالبة بالحقوق".

وأطلق ناشطون وسماً على مواقع التواصل بعنوان "بابل تقمع"، تنديداً بحملة الاعتقالات والقمع الذي تعرض له المتظاهرون.

 الإعلامي عمر الجنابي، قال في تغريدة له على "تويتر": "حملة اعتقالات واسعة للمحتجين في محافظة بابل، تقوم بها قوات الأمن العراقي".

وقال الصحافي العراقي محمود النجار، في تغريدة له: "نامت بابل على صوت الرصاص الحي الذي خطف أرواح الشباب المحتجين في ليلة العيد، وهذه مشاهد الانتهاكات وعمليات القمع التي أشرفت عليها الحكومة العراقية وأعطت الصلاحيات لقوات مكافحة الشغب لقتل المتظاهرين وتفريقهم بالرصاص والدخانيات. نداء للشرفاء ادعموا الأحرار وأنقذوا الثوار".

الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي، قال في تغريدة له وسمها بـ"بابل تُقمع": "كلما اقتربنا من الانتخابات ستتفشى سلالة الإجرام أسرع بكثير من سلالة كورونا الهندية؛ فهم لا يريدون بقاء زخم التظاهرات مستمراً وصولاً إلى الانتخابات، كي لا تنعكس على نتائجها التي ستكون سلبية عليهم. لذا أفضل حل بالنسبة لهم هو القمع ووضع العراقيل أمام أي تغيير مهما كان بسيطا".

في الأثناء، جددت الحكومة العراقية تعهداتها للجانب الإيراني بالكشف عن منفذي إحراق قنصليتها بكربلاء خلال التظاهرات الغاضبة التي اندلعت عقب تشييع الناشط الوزني.

وقالت وزارة الخارجية، في بيان أصدرته ليل أمس، إنّ "الحكومةُ العراقيّة تجدد رفضها وإدانتها بشكل قاطع لأي عملٍ يُعَدُ مزعزعاً لأمنِ واستقرار البعثات الدبلوماسيّة المقيمةِ في العراق، ولا سيما ما تعرّضت له قنصليّة الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في مدينةِ كربلاء مُؤَخَّرَاً". وأكدت "استمرار التحقيقات للكشفِ عن هُويةِ الفاعلين، والأخذِ بالسُبُلِ الكفيلةِ للتوصُّل إلى النتائج".

 ومنذ اغتيال الناشط الوزني، عادت ساحات التظاهر لتشهد احتجاجات يومية في مدن البصرة والكوت وميسان والناصرية، فضلا عن كربلاء، وهي المحافظة التي ينتمي إليها الوزني، فيما يقابل عناصر الأمن المتظاهرين بالقمع والرصاص الحي والتضييق.