العراق: حظر تجول في كربلاء وإيران تطالب بملاحقة مهاجمي قنصليتها

العراق: حظر تجول في كربلاء وإيران تطالب بملاحقة مهاجمي قنصليتها

10 مايو 2021
تظاهرات غاضبة في كربلاء (محمد صواف/فرانس برس)
+ الخط -

على وقع الغضب والتظاهرات الشعبية التي تشهدها محافظة كربلاء (جنوبي العراق)، منذ يوم أمس الأحد، إثر اغتيال رئيس تنسيقيات التظاهرات فيها، إيهاب الوزني، اتخذت السلطات الأمنية بالمحافظة، قراراً بفرض حظر شامل على التجول، اعتباراً من اليوم الإثنين، على يستمر لأكثر من 10 أيام، في وقت دعت فيه السفارة الإيرانية في بغداد، الحكومة العراقية لملاحقة المتسببين بإحراق قنصليتها بكربلاء، خلال احتجاجات الأمس.

وكان متظاهرون غاضبون في المحافظة، قد أقدموا أمس، بعد مراسم تشييع الوزني على إحراق أجزاء من القنصلية الإيرانية.

وفي ظل انتشار أمني مكثف، ومعلومات عن خروج تظاهرات غاضبة في المحافظة وتنظيم اعتصام مفتوح، بادرت حكومتها المحلية بتطبيق حظر التجول.

وتخشى الحكومة المحلية في المحافظة، من خروج الغضب الشعبي عن السيطرة، لا سيما أن ساحات التظاهر تستعد للعودة مجدداً، وسط مشهد أمني مرتبك.

ووفقاً لبيان أصدرته، قيادة شرطة المحافظة فإن بدء تطبيق حظر التجول الشامل يبدأ من اليوم، وقالت في بيان، إنه "تنفيذاً لمقررات خلية الأزمة في المحافظة، فقد عقد في مبنى قيادة شرطة كربلاء الاجتماع الأمني الموسع، والذي خلص بتشديد الإجراءات الأمنية ابتداءً من هذا اليوم الاثنين الساعة الثامنة مساء".

وبررت، فرض الحظر بأنه يأتي بسبب ارتفاع عدد الإصابات بالوباء في مدينة كربلاء"، مشددة على أنه "سيتم نشر جميع مفاصل الجيش والشرطة والقوات الأمنية الأخرى في المحافظة، لمنع حركة المواطنين عدا الحالات الإنسانية والفئات المستثناة سابقاً، للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين من وباء كورونا الخطير".

ودعت إلى "الالتزام بقرارات الحظر، والتعاون مع القوات الأمنية في تنفيذه، وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى".

ناشطون في المحافظة عدّو قرار الحظر، محاولة لامتصاص الغضب الشعبي فيها، وإسكات صوت الأهالي المطالبين بالقصاص من منفذي عمليات الاغتيال.

وقال الناشط، هادي المسعودي، لـ"العربي الجديد"، إن "قرار الحظر لن يثنينا عن تنظيم تظاهراتنا واعتصاماتنا. الحكومة المحلية تحاول بشتى الطرق تكميم أفواهنا ومنع عودة التظاهرات، إلا أننا لن نتراجع"، مؤكداً أن "اغتيال الوزني لا يمكن السكوت عنه، وسيكون نقطة بداية جديدة في مسار الاحتجاجات الشعبية في البلاد".

وشدد، "نعمل حالياً على إعادة الاعتصام وتنظيمه، ولن تثنينا قرارات الحظر وغيرها، في التعبير عن إرادتنا".

في الأثناء، دعت السفارة الإيرانية في بغداد، الحكومة العراقية إلى ملاحقة منفذي حرق قنصليتها في كربلاء، وقالت السفارة في بيان، إنها تدين بـ"أشد العبارات حادثة اغتيال الناشط المدني إيهاب الوزني، وتعبر عن تعاطفها مع عائلته وأقربائه، وننتظر من الأجهزة العراقية المعنية اتخاذ إجراءات عاجلة وسريعة للتعرف على القائمين على الاغتيال"، مشددة على "ضرورة ملاحقة مهاجمي القنصلية الإيرانية بكربلاء".

ودعت المواطنين الشرفاء والمتظاهرين والشباب العراقيين إلى "عدم مهاجمة البعثات الدبلوماسية والقنصليات بأي شكل من الأشكال"، معتبرة أن "ذلك يمس بالعلاقات البناءة بين البلدين، ويسبب الخلل في تقديم الخدمات الاجتماعية لمواطني المحافظات العراقية".

وأكدت أن "إيران لم ولن تطلب قتل واغتيال المواطنين العراقيين، وأنها وقفت في كافة المشاكل والأزمات مع العراق، وفي مراحل مختلفة، ومن ذلك محاربة داعش وامتزج دماء شهداء البلدين"، معتبرة أنها "دعمت سيادة العراق واستتباب الأمن فيه".

وشهدت مدن البصرة والكوت وميسان والناصرية، فضلاً عن كربلاء، ليل الأحد – الاثنين، تظاهرات غاضبة، جابت عدداً من شوارع تلك المدن. وأضرم المحتجون النار بإطارات السيارات، كما قطعوا عدداً من الشوارع الرئيسة ورفعوا يافطات وشعارات مختلفة.

 

دلالات

المساهمون