أعلن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، اليوم الأربعاء، أن جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة المقرر عقدها الأسبوع المقبل ستكون الأخيرة، مؤكداً أنها ستشهد الاتفاق على آلية لجدولة الانسحاب الأميركي من العراق.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع) عن حسين قوله، إن "جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة بين العراق والولايات المتحدة ستكون الأخيرة، وستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي".
وأضاف حسين، الذي وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أمس الثلاثاء، تحضيراً لانعقاد الجولة المقرر أن يلتحق بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، حيث سيجري اجتماعاً في البيت الأبيض في السادس والعشرين من الشهر الحالي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، أن الاميركيين يتواجدون حالياً في معسكرات عراقية وليست أميركية ولا توجد قواعد أميركية في العراق.
وأشار إلى أن "الإدارة الأميركية الحالية تفهم الأوضاع في العراق بشكل يخالف الإدارة السابقة، ولقاء رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي جو بايدن سيناقش مجمل العلاقات العراقية الأميركية".
ورجح وزير الخارجية، "عودة العراق وأميركا إلى اتفاق العام 2008 بعد انتهاء جولات الحوار"، مؤكداً أن "تنظيم داعش الإرهابي ما زال يشكل تهديداً ونحتاج إلى دعم استخباري أميركي".
في هذا الإطار، أبلغ مسؤول عراقي بارز في بغداد مراسل "العربي الجديد" بأن فصائل مسلحة وافقت على التهدئة ووقف استهداف المصالح الأميركية في العراق بالصواريخ والطائرات المسيرة لحين اتضاح نتائج زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى واشنطن ومخرجات جولة الحوار الرابعة بين البلدين.
وأضاف أن "الإعلان عن انسحاب القوات القتالية الأميركية سيكون كفيلاً بتهدئة الأوضاع قبل الانتخابات، لكن هناك أطرافاً تصر على خروج كامل القوات الأجنبية القتالية منها والاستشارية العاملة ضمن التحالف، وجهود سياسية بذلت لتحقيق تهدئة لحين إنجاز مهمة الكاظمي الذي سيحرص على الخروج بتسوية في الملف"، وفقاً لتعبيره.
وفي مطلع إبريل/نيسان الماضي، عقد الجانبان العراقي والأميركي الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وهي الأولى التي تعقد في عهد الرئيس جو بايدن، وترأسها وزيرا خارجية كلا البلدين، وتم خلال هذه الجولة الاتفاق على تحول دور القوات الأميركية وقوات التحالف إلى المهمات التدريبية والاستشارية، ودعم القوات العراقية وتمكينها في مواجهة تنظيم "داعش"، وتعزيز كفاءة مؤسسات الدولة فضلاً عن تقديم مساعدات للعراق فيما يتعلق بأزمتيه الصحية والمالية.
وكانت الجولة الأولى انطلقت في يونيو/حزيران العام الماضي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة واستمرت عدة ساعات، شارك بها مسؤولون أمنيون وعسكريون فضلاً عن مسؤولين بوزارتي خارجية البلدين، تلتها جولة ثانية في واشنطن بزيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ولقائه الرئيس السابق دونالد ترامب في أغسطس/آب العام الماضي
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال مسؤول عراقي، لـ"العربي الجديد"، إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي "سيبحث سحب القوات المقاتلة (الأميركية) من العراق، ولن يجري التطرق إلى كامل القوات الأميركية، لكن قوى سياسية وفصائل مسلحة ترفض ذلك وتعتبره مناورة ومحاولة التفاف، كونه لا يمكن تمييز العسكري المقاتل من الآخر المكلف بالتدريب والدعم". ولفت إلى اتصالات بين الكاظمي وقيادات سياسية شيعية في هذا السياق بدأت فعلاً لتجنّب أي رد فعل تصعيدي بعد عودته إلى بغداد.