العراق: تظاهرات حاشدة بـ"جمعة الناصرية" ومخاوف من صدامات محتملة

العراق: تظاهرات حاشدة بـ"جمعة الناصرية" ومخاوف من صدامات محتملة

04 ديسمبر 2020
المتظاهرون يتحدون "سطوة" المليشيات (أسعد نيازي/ فرانس برس)
+ الخط -

خرج الآلاف من أهالي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، اليوم الجمعة، بتظاهرات واسعة، احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضت لها ساحة الحبوبي وسط المدينة، الأسبوع الفائت، والتي أودت بحياة 8 ناشطين، وتسببت بسقوط نحو 90 جريحا.
التظاهرات، التي حشد لها ناشطو المحافظة، على صفحات التواصل الاجتماعي، تحت مسمى "جمعة الناصرية"، بدأت وسط انتشار أمني مشدد في المدينة، إذ أقدمت القوات الأمنية، ظهر اليوم الجمعة، على إغلاق مركز المدينة بشكل كامل، بينما تم زج المئات من عناصر الأمن في الشوارع وقرب ساحة التظاهر.
ووفقا لعضو تنسيقية تظاهرات ذي قار، سلام الفتلاوي، فإن "الآلاف من أهالي المحافظة توافدوا، منذ ليل أمس وصباح اليوم، نحو ساحة الحبوبي تلبية لدعوة التظاهر، ودعما للمتظاهرين السلميين"، مبينا لـ"العربي الجديد" أن "الساحة تغص بآلاف المتظاهرين، وهم يحملون شعار (الخائفون لا يصنعون الحرية)، وينددون بمواقف الحكومة والمليشيات".

وأكد أن "الأحداث الدامية التي شهدتها ساحة الحبوبي الأسبوع الفائت على يد أتباع التيار الصدري أثبتت بما لا يقبل الشك أن الحكومة لا تطبق القانون إلا على المواطن البسيط، وأنها لا تقوى على محاسبة المليشيات على جرائمها التي ترتكبها في وضح النهار"، مبينا أنه "على مدى الأسبوع الفائت، تعرض الناشطون إلى مطاردات وتضييق واعتقالات من قبل القوات الأمنية، بينما لم تقدم الحكومة على أي إجراء لمحاسبة أتباع الصدر الذين قتلوا وأصابوا العشرات من المتظاهرين، ورغم ذلك تمت العودة الى ساحة الحبوبي".


وتابع قائلا "نطالب بالقصاص من القتلة والمجرمين. وأن الحكومة إذا ما استمرت على صمتها، فإنها ستكون شريكة للمليشيات في جرائمها"، مشددا "الناصرية صوت واحد بوجه القمع الحكومي والمليشياوي".


الناشط، حسن باسكت بول، وهو أحد الناشطين المطاردين من قبل الأجهزة الأمنية، التي داهمت منزله عدة مرات محاولة اعتقاله، قال في تغريدة له على "تويتر"، "الآن تجديد العهد للدم الثائر وإعلان البراءة من الأحزاب في ساحة الحبوبي، والأعداد تتزايد".


من جهته، أكد مسؤول أمني في المحافظة أن "القيادات الأمنية أصدرت تعليمات بتطبيق خطة لحماية ساحة التظاهر"، مبينا لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، أنه "تم نشر المئات من عناصر الأمن، خصوصا في ساحة الحبوبي ومحيطها، كما تم إغلاق مداخل ومخارج مركز المدينة".

وأشار إلى أن "هناك تطمينات أكدتها الحكومة بعدم حدوث اشتباكات مسلحة من قبل التيار الصدري مع المتظاهرين"، مضيفا أن "الحكومتين المركزية والمحلية أجرت خلال اليومين الأخيرين اتصالات مع قيادات التيار، لأجل عقد هدنة معها بعدم مهاجمة الساحة".
وأكد أن "الوضع حتى الآن تحت السيطرة، ولا توجد أي مظاهر مسلحة، لكن الخطة الأمنية ستستمر خشية حدوث طارئ".
في الأثناء، لم تكن ساحة التحرير وسط بغداد، بمعزل عن أحداث الناصرية، إذ خرج المئات من أهالي المدينة بتظاهرة حاشدة وسط الساحة، معبرين عن تأييدهم ودعمهم المطلق لأهالي الناصرية، مطالبين بإبعاد المليشيات عن ساحات التظاهر، ومحاسبتها على ما ترتكبه من جرائم.