العراق: ترقب على الحدود مع سورية تحسبا لرد أميركي على هجوم عين الأسد

العراق: ترقب على الحدود مع سورية تحسباً لرد أميركي على هجوم عين الأسد

08 مارس 2021
واشنطن تتهم مليشيات مدعومة من إيران باستهداف قواتها (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -

بعد يوم من تصريحات لوزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، أكد خلالها أنّ بلاده سترد على الهجوم الصاروخي الذي نفذته فصائل مسلحة على قاعدة عين الأسد، غربي العراق، قال مسؤولون محليون في محافظة الأنبار إنّ بعض الفصائل المسلحة المنتشرة على طول الشريط الحدودي مع سورية، أخلت مواقعها تحسباً لهجوم أميركي.

وقال مصدر أمني في مدينة القائم غربي العراق على الحدود مع سورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ ما لا يقل عن 4 مقرات تم إخلاؤها على الحدود تتبع لفصائل مسلحة بينها موقع متقدم لـ "كتائب حزب الله" وآخر مشترك يعرف باسم "المرابطة 1" ويضم عدة فصائل مسلحة.

ولفت المصدر ذاته، الذي اشترط عدم ذكر اسمه، إلى أنّ هذه الفصائل دخلت الحدود العراقية بعدما كانت تتواجد داخل الأراضي السورية الحدودية في مسعى فُسّر على أنه توقع بأن توجه واشنطن الرد داخل سورية مثلما حصل في المرة الماضية، حينما وجهت ضربة أميركية، استهدفت فصائل مسلحة موالية لإيران في البوكمال بريف محافظة دير الزور الشرقي شرقي سورية، في 26 فبراير/ شباط الماضي، رداً على الهجمات الأخيرة على مصالح غربية في العراق.

وأكد قيام عدد من تلك المليشيات باتخاذ منازل سكنية في بلدتي القائم وحصيبة قرب الحدود مقرات مؤقتة لها، محذراً من أن ذلك قد يعرض حياة المدنيين للخطر ويفقد الاستقرار.

كما نقلت وكالة أخبار محلية عراقية، عن عقيد بقوات حرس الحدود العراقية، لم تسمه، قوله إنّ "فصائل كتائب حزب الله والطفوف وسيد الشهداء ووحدات أخرى ضمن الحشد الشعبي، أجرت تغييرات واسعة في مناطق انتشارها ضمن بلدات القائم، وحصيبة، والرمانة ومكر الذيب المقابلة لمدينة البوكمال السورية"، مضيفاً أنّ "التحركات شملت إخلاء بعض المواقع والانتقال لمواقع أخرى، والتقليل من عدد الأفراد الموجودين في تلك المناطق".

وأكد أنه "تم إخلاء مبان كان يتمركز فيها مقاتلو تلك الفصائل، من أبرزها مجمع الفوسفات والجمرك القديم والأنواء الجوية في تلك المناطق".

ولا تعلن السلطات العراقية عن هوية الجماعات التي تنفذ هجمات متكررة ضد المصالح الأجنبية وخصوصاً الأميركية في العراق، غير أنّ واشنطن تتهم مليشيات مدعومة من إيران بالوقوف وراء ذلك. 

وقال أوستن، أمس الأحد، إنّ واشنطن سترد على الهجمات التي تستهدفها في العراق في "الوقت المناسب". وأضاف، خلال مقابلة مع شبكة "إيه بي سي"، الأميركية، أنّ "واشنطن ستنتقم للهجوم الصاروخي في العراق، ونأمل أن تقوم إيران بالأمور الصحيحة"، حيث تعرضت قاعدة عين الأسد التي يوجد فيها أكثر من 2000 جندي أميركي، للاستهداف بمجموعة من الصواريخ، الأربعاء الماضي.

وأشار إلى أنّ البنتاغون (وزارة الدفاع) لا يزال يقيّم ما حصل، من أجل تحديد الجهة المسؤولة، موضحاً أنه على طهران معرفة أن واشنطن ستدافع عن قواتها بشكل "مدروس ومناسب". وكشف أوستن أنه هو "من اقترح شن ضربة في سورية، والمبنى الذي تم استهدافه، كان يُستخدم من قبل جماعات مسلحة مسؤولة عن الهجمات الأخيرة".

وأضاف أنّ إيران بصفتها داعمة للمليشيات في المنطقة، يجب عليها أيضاً تقييم واستخلاص النتائج مما حصل من الضربة الجوية الأميركية الأخيرة. وذكر أنه "علينا تزويد قواتنا بالموارد والتدريبات المناسبة، ليس للتفوق فقط، بل لتحقيق الانتصار بشكل حاسم".

وفي السياق ذاته، حذر القيادي في منظمة "بدر"، قصي الأنباري، مما وصفه بـ"وجود نية لدى الجيش الأميركي لإبعاد الحشد الشعبي عن المناطق الحدودية"، مضيفاً، في حديث لوسائل إعلام محلية، أنّ "لدى الأميركيين أهدافاً خبيثة، والقوات الأميركية لا ترغب بوجود الحشد الشعبي في المناطق الحدودية مع سورية"، على حد قوله.

وكانت جماعات عراقية مسلحة حليفة لإيران، قد أصدرت، الخميس الماضي، بياناً، توعدت فيه بما سمته "صفحة جديدة من التصعيد ضد القوات الأميركية المتواجدة في العراق والمتعاونين معها"، مهدّدة بشنّ هجمات واسعة تستهدف المعسكرات والأرتال الأميركية في البلاد. وجاء هذا التهديد، بعد يوم واحد من الهجوم الصاروخي الذي استهدف قاعدة عين الأسد غربي العراق، بـ10 صواريخ، وأسفر عن وفاة متعاقد مدني أميركي، بحسب تقرير صدر عن البنتاغون.

المساهمون