العراق: ترجيحات بوقوف "داعش" وراء انفجار البصرة نتيجة تراخ أمني

العراق: هل يقف تنظيم "داعش" وراء انفجار البصرة؟

07 ديسمبر 2021
الهجوم أسفر عن سقوط 4 قتلى(علي مكرم جريب/الأناضول)
+ الخط -

ترجح مصادر من السلطات الأمنية العراقية أن يكون تنظيم "داعش" وراء انفجار ناجم عن دراجة نارية ملغومة في مدينة البصرة جنوبي العراق، اليوم الثلاثاء، وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 4 عراقيين، وإصابة نحو 8 آخرين، وفقاً لتصريحات المحافظ أسعد العيداني وبيانات خلية الإعلام الأمني، فيما أشار خبير أمني إلى أن وصول عناصر من تنظيم "داعش" لتنفيذ هجمات في مناطق جنوب العراق ليس صعباً.
وتواصل "العربي الجديد"، مع أكثر من مسؤول أمني في البصرة، وقال معظمهم إن "التحقيقات جارية للكشف عن ملابسات الانفجار، وقد قُطعت جميع الشوارع المؤدية إلى دائرة الانفجار القريبة من مبنى المستشفى التعليمي وسط المدينة". 

ولفت مسؤول من بينهم إلى أن "حجم الانفجار والخسائر البشرية التي خلفها لا يدل على كون الانفجار عرضياً أو طبيعياً، بل أنه جرى بفعل فاعل، وقد يكون تنظيم "داعش" الإرهابي هو المسؤول، لا سيما أنه يسعى إلى العودة من جديد في سلسلة من الهجمات على مناطق متفرقة من البلاد".
ووقع الانفجار بالقرب من شارع مزدحم عند مستشفى حكومي ومجموعة من المطاعم والفنادق السياحية واستهدف سيارة "ميني باص" يستقلها ركاب ما زالت هويتهم مجهولة لغاية الآن، فيما تضاربت المعلومات عن أسباب الانفجار وطبيعته، لكن محافظ البصرة أسعد العيداني قال إن الهجوم ناجم عن انفجار دراجة مفخخة، في إشارة إلى كونه اعتداءً إرهابياً، فيما أعلن عن "الحداد لثلاثة أيام في البصرة".

صراع العروش

من جهته، أعلن قائد عمليات البصرة اللواء الركن علي الماجدي، فتح تحقيق بحادث الانفجار الذي وقع بمركز المحافظة قرب جسر الصمود المحاذي لمنطقة البصرة القديمة. 
وقال الماجدي في تصريحات إن "انفجار الدراجة التي كانت مفخخة تسبب بأضرار بعض المركبات التي مرت أثناء انفجارها"، معتبراً أن "عملية التحقيق ستكشف تفاصيل جديدة عن الانفجار".
أما الناشط السياسي إبراهيم الصميدعي، فقد غرّد عبر "تويتر" قائلاً: "التراجع الأمني مخيف جداً، من مشارف الشمال إلى الوسط ثم أقصى الجنوب، يا هل ترى هل هذا كله بفعل الإرهاب وحده أم أن لصراع العروش أثراً في التراخي أو الفعل؟ أما الحكومة فهي ليست حكومة تصريف أعمال في الأمن وصار لازماً عليها أن تترك كل الملفات للحكومة القادمة وتتفرغ لمسك ملف الأمن".

 
إهمال أمني

ولم يستبعد الخبير الأمني سرمد البياتي أن يكون الانفجار في البصرة من فعل تنظيم "داعش"، مبيناً في اتصالٍ مع "العربي الجديد"، أن "قوات الأمن العراقية لا تقوم بواجبها بصورة جيدة في بعض الأحيان، وتحديداً في مداخل المدن وفي نقاط التفتيش الرئيسية". 

ولفت إلى أن "وصول عناصر من تنظيم داعش إلى البصرة أو مدينة من مدن جنوب العراق لتنفيذ هجمات ليس صعباً، بسبب الإهمال الأمني في المحافظات الجنوبية، مع ذلك فإننا ننتظر اكتمال التحقيقات بملابسات الانفجار".
وتشهد المحافظات الجنوبية استقراراً أمنياً نسبياً، فيما يتعلق بالتفجيرات والسيارات المفخخة، باستثناء العبوات الناسفة التي تستهدف أرتالاً تابعة للتحالف الدولي بين الحين والآخر، وتتهم مليشيات مرتبطة بإيران بالوقوف وراءها. 
ومساء أمس الاثنين، تعرضت دورية للشرطة لهجوم بأسلحة متوسطة وخفيفة في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، دون حدوث خسائر بشرية، ما دفع القوات الأمنية إلى شنّ حملة تفتيش بحثاً عن المتورطين بالهجوم.