العراق: تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم يدخل عبر قوائم متفرقة بالانتخابات البرلمانية

18 مارس 2025
الانتخابات العراقية في ذي قار، 10 أكتوبر 2021 (أسعد نيازي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قررت قوى الإطار التنسيقي في العراق خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة عبر قوائم متعددة، بهدف إعادة الاجتماع بعد الانتخابات لتشكيل الأغلبية، رغم عدم تحديد موعد رسمي للانتخابات.
- يعكس خوض الإطار التنسيقي الانتخابات بأكثر من قائمة الخلافات الداخلية وعدم الثقة بين قواه، وقد يؤدي عودة مقتدى الصدر إلى توحيد الإطار لمواجهة مشروعه.
- تشكل الإطار التنسيقي بعد انتخابات 2021 لمنافسة التيار الصدري، ويضم قوى مثل ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح، وأصبح الكتلة الكبرى بعد انسحاب التيار الصدري.

كشفت قوى سياسية داخل التحالف الحاكم في العراق (الإطار التنسيقي)، المظلة الجامعة للقوى العربية الشيعية في العراق (باستثناء التيار الصدري)، لـ"العربي الجديد"، أن خوض هذا التحالف انتخابات مجلس النواب المقررة بعد نحو 7 أشهر من الآن، سيكون عبر القوائم المتفرقة، مشيرة إلى أن هذه القوى سوف تجتمع مجددا بعد كشف النتائج ومعرفة الحجوم الانتخابية. وبدأت دورة مجلس النواب العراقي الحالية (الخامسة) في 9 يناير/كانون الثاني 2022، وتستمر لأربع سنوات، تنتهي في 8 يناير/كانون الثاني 2026. وبحسب قانون الانتخابات يجب إجراء الانتخابات التشريعية قبل 45 يوماً من انتهاء الدورة البرلمانية، ولهذا من المتوقع أن تجري انتخابات مجلس النواب المقبلة في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2025، لكن لغاية الساعة لم يحدد لها أي موعد من الحكومة العراقية ولا مفوضية الانتخابات المستقلة.

ويقول عبد الرحمن الجزائري، عضو ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه نوري المالكي، لـ"العربي الجديد"، إن "قوى الإطار التنسيقي ستخوض انتخابات مجلس النواب القادمة بأكثر من قائمة انتخابية، ونحن في دولة القانون سنخوض العملية الانتخابية بشكل منفرد دون أي تحالفات انتخابية مع أي طرف سياسي".

وتوقع الجزائري أن تدخل قوى "الإطار التنسيقي"، الانتخابات عبر أربع قوائم انتخابية او أكثر، مبينا أن ذلك "يعتمد على شكل الاتفاقات التي ستجرى قريباً لحسم مواقف الكتل والأحزاب من التحالفات الانتخابية، فهناك حوارات جانبية لكنها لم تحسم حتى الآن".

وأضاف ان "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على الأغلب سيكون مشاركا في العملية الانتخابية ضمن إحدى القوائم الانتخابية العائدة لقوى الإطار التنسيقي، لكن دخول قوى الإطار في قوائم انتخابية متعددة، لا يعني تفكك هذا الإطار، بل الإطار التنسيقي سيكون مجتمعاً من جديد وثابتا بعد الانتخابات بهدف تشكيل الأغلبية، كما فعل ذلك خلال انتخابات البرلمان السابقة".

القيادي في التحالف محمود الحياني، قال لـ"العربي الجديد"، إن "التوجه هو خوض الانتخابات بأكثر من قائمة انتخابية"، مضيفا أن "الإطار التنسيقي، سيعود ويجتمع مجددا وبشكل موحد بعد الانتخابات وما بعد كشف الحجم الانتخابي لكل كتلة وحزب".

وأكد الحياني أن "قوى الإطار التنسيقي ما زالت تجري حوارات بشأن شكل التحالفات الانتخابية، لكن هي سوف تخوض الانتخابات البرلمانية بقائمة واحدة ببعض المحافظات والمدن، بكركوك، من أجل ضمان أن تكون منافسا قويا أمام باقي التحالفات الانتخابية من باقي المكونات (السنية، الكردية)".

عدم ثقة

في المقابل، قال الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد"، إن "خوض الإطار التنسيقي الانتخابات البرلمانية المقبلة، بأكثر من قائمة انتخابية، يؤكد على الخلافات داخل هذا الإطار، ويدل على عدم الثقة ما بين قوى وأحزاب هذا الإطار والخشية من سرقة أصوات الناخبين في حال كانوا ضمن تحالف واحد".

وبين الحكيم أن "وحدة الإطار التنسيقي مهددة منذ فترة طويلة، خاصة الفترات الماضية، التي شهدت خلافات عميقة ما بين أطراف هذا الإطار وبعض تلك الخلافات دفعت حتى إلى مقاطعة الاجتماعات من قبل بعض الأطراف، خاصة بعد صراع الاستحواذ على المناصب في الحكومات المحلية ومجالس المحافظات".

وأضاف الباحث في الشأن السياسي أن "ما يوحد الإطار التنسيقي خلال الفترة المقبلة، هو رجوع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المشهد السياسي والانتخابي، فهنا الإطار سيكون مجبراً على التوحد من أجل مواجهة مشروع الصدر، ولضمان بقاء نفوذه خلال الفترة المقبلة، وربما الصدر ينجح هذه المرة إذا ما قرر العودة بكسب أطراف لجانبه من الإطار لإكمال مشروع حكومة الأغلبية الوطنية".

وتشكل تحالف "الإطار التنسيقي" عقب الانتخابات البرلمانية التي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول 2021، والتي فاز بها "التيار الصدري"، إذ دفع فوز التيار القوى الحليفة لإيران إلى تشكيل إطار موحد لمنافسته، وما إن انسحب التيار من العملية السياسية، حتى أصبح "الإطار التنسيقي" الكتلة الكبرى برلمانياً بحصوله على 130 نائباً، الذي تمكن من خلالها من تشكيل الحكومة.

وضم تحالف "الإطار التنسيقي" قوى ائتلاف "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، وتحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري، وتحالف "قوى الدولة" بزعامة عمار الحكيم، وكتل "عطاء"، وحركة "حقوق"، و"حزب الفضيلة"، وغيرها.

المساهمون