العراق: تأهب أمني واسع قرب المصالح والمواقع الأميركية

22 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 12:57 (توقيت القدس)
مبنى السفارة الأميركية في بغداد، 11 يونيو 2025 (مرتضى السوداني/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- فرضت وزارة الدفاع العراقية انتشارًا أمنيًا واسعًا حول معسكرات قوات التحالف الدولي في العراق، تحسبًا لهجمات محتملة بعد دخول واشنطن الحرب على إيران، مع تعزيز المراقبة في قواعد متعددة.
- أدانت الحكومة العراقية الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، محذرة من تداعياته، ودعت إلى احترام سيادة الدول وفتح قنوات دبلوماسية لاحتواء الأزمة.
- أكدت الهيئة الوطنية للرقابة النووية في العراق عدم تسجيل تلوث إشعاعي بعد القصف الأميركي، مع تحذير المختصين من تداعيات بيئية محتملة.

قال مسؤولان في وزارة الدفاع العراقية بالعاصمة بغداد، اليوم الأحد، لـ"العربي الجديد"، إنّ وحدات خاصة فرضت انتشاراً أمنياً واسعاً قرب المعسكرات والمواقع التي تضم قوات للتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الموجودة في العراق، تحسباً لأي هجمات قد تتعرض لها رداً على دخول واشنطن الحرب على إيران واستهدافها المنشآت النووية فجر اليوم.

وأضاف أحد المسؤولين أنّ وحدات من استخبارات وزارة الدفاع وقوات مدرعة فرضت انتشارها في محيط قاعدة عين الأسد غربي الأنبار، ومنعت الدخول أو مرور السيارات بالقرب من محيط القاعدة، باستثناء أهل القرى المجاورة لها، بالإضافة إلى تسيير طائرات مراقبة. فيما أكد المسؤول الآخر أنّ معسكر فيكتوري، الملاصق لمطار بغداد، شهد إجراءات مماثلة من قبل القوات العراقية، إضافة إلى تشديد وحدات البشمركة الكردية المراقبة قرب قاعدة حرير في أربيل، التي توجد فيها قوات أميركية. وأشار المسؤول في الوقت نفسه إلى أن القوات الأميركية نظمت، في الأسبوع الأخير، عملية إجلاء كبيرة لغير العسكريين من قواعدها في العراق مع تعزيز أمن تلك المواقع.

ووجّه وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، أمس السبت، بياناً للأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لـ"الأهداف الحيوية التي تمثل الشريان الرئيسي لاقتصاد البلاد"، مؤكداً "اليقظة وتكثيف الجهد الأمني"، وفقاً لوكالة الأنباء العراقية، (واع). وكان عدد من الفصائل العراقية المسلحة قد رهنت، الأسبوع الماضي، تدخلها في الحرب إلى جانب إيران بمشاركة القوات الأميركية في العدوان الحالي على طهران، مؤكدة أنها أبلغت حكومة محمد شياع السوداني بذلك. ومن أبرز الفصائل العراقية التي هددت، وفقاً لبيانات رسمية لها، أو مواقف صدرت عن قيادات بارزة فيها خلال الأيام الثلاثة الماضية، "كتائب حزب الله"، "عصائب أهل الحق"، "كتائب سيد الشهداء"، "حركة أنصار الله الأوفياء"، "كتائب الإمام علي" و"حركة النجباء".

وأدانت الحكومة العراقية، اليوم الأحد، الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، محذرة من أن استمرار الهجمات سيكون له تداعيات على كل المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع" عن الناطق باسم الحكومة، باسم العوادي، قوله في بيان إنّ "الحكومة العراقية تعرب عن بالغ قلقها وإدانتها لاستهداف منشآت نووية داخل أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، مؤكداً أن "هذا التصعيد العسكري يُمثّل تهديداً خطيراً للأمن والسلم في منطقة الشرق الأوسط، ويعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة".
 
وأضاف أنّ "العراق يؤكد رفضه المبدئي لاستخدام القوة في العلاقات الدولية، ويدعو إلى احترام سيادة الدول، وعدم استهداف منشآتها الحيوية، خصوصاً تلك التي تخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتُستخدم للأغراض السلمية". وشدّد على أن "الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلاً للحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمسّ استقرار المنطقة والعالم".
 
وتابع بأن "الحروب لا تترك خلفها سوى الدمار، وأن مسؤولية القوى الكبرى والهيئات الأممية يجب أن تنصب على تجنيب العالم مزيداً من الأزمات، وليس إشعالها". وأشار إلى أن "العراق يدعو من منطلق مسؤوليته إزاء السلم والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى التهدئة الفورية، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة لاحتواء الموقف، والعمل على نزع فتيل الأزمة، بما يضمن الأمن المشترك، ويحترم القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

واعتبر الخبير بالشأن الأمني العراقي، أحمد النعيمي، أن أي هجوم يستهدف المعسكرات أو المواقع التي تضم قوات أو مصالح أميركية يعني أن رداً أميركياً واسعاً سيتعرّض له العراق، مضيفاً لـ"العربي الجديد" أن "من غير المعلوم، حتى الآن، ما إذا كانت تلك الفصائل ستنفذ تهديداتها وتستهدف مواقع أميركية في العراق، لكن في حال حصول ذلك فعلاً، فإن الولايات المتحدة ستستخدم هذا ذريعة لتنفيذ ضربات واسعة تستهدف مقار الفصائل وقادتها". ولفت إلى أن الحكومة العراقية قد "لا تتمكن من فعل شيء إن كان التحرك من الفصائل العراقية بطلب إيراني".

العراق يؤكّد عدم تسجيل تلوث إشعاعي

من جانب آخر، أعلنت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية في العراق، اليوم الأحد، عدم تسجيل أيّ "تلوث إشعاعي" بعد القصف الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، وذكر بيان الهيئة أنّه "من خلال متابعة ورصد قياسات منظومات الرصد الإشعاعي والإنذار المبكر وقياسات الخلفية الإشعاعية في المنافذ الحدودية لم يجرِ تأشير وجود تلوث إشعاعي يذكر، وجميع القياسات كانت ضمن حدود الخلفية الإشعاعية الطبيعية".

من جهته، قال المختصّ في الشأن البيئي عادل المختار، لـ"العربي الجديد"، إنّ "إعلان الهيئة الوطنية للرقابة النووية والاشعاعية عن عدم تسجيل أيّ تلوث إشعاعي بعد القصف الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية لا يعني أن العراق أصبح بعيداً عن دائرة خطر هذا التلوث، فهذا يعتمد على سرع الرياح وكذلك اتّجاهها (...) ربما تكون هناك تداعيات بيئة خلال الساعات المقبلة، ويجب الحذر"، وشدد المختار على ضرورة متابعة الجهات المختصّة الأمر على مدار الساعة دون انقطاع، كما دعا إلى إصدار بعض التعليمات للمواطنين عن كيفية التعامل مع تلوث إشعاعي مثل هذا إذا ما حصل، وأضاف: "هناك جهل وعدم معرفة لدى أغلب المواطنين بشأن كيفية التعامل، وهذا الأمر يحتاج إلى حملة إعلامية توعوية".