العراق: الحلبوسي يلوّح بمراجعة موقفه من المشاركة في العملية السياسية

العراق: الحلبوسي يلوّح بمراجعة موقفه من المشاركة في العملية السياسية بسبب المسلّحين

26 ابريل 2022
صوّب الحلبوسي حديثه على الفصائل المسلّحة (حيدر كارالب/الأناضول)
+ الخط -

في تصعيد جديد تشهده الساحة العراقية، لوّح رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بمراجعة موقفه من المشاركة بالعملية السياسية الجارية بشكل كامل، بسبب ما قال إنه تحكم المسلحين الخارجين عن القانون بأمن البلاد ومحاولتهم تغييب الدولة.

تصريحات الحلبوسي جاءت في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع تصاعد الحديث في بغداد والأنبار عن دعم جماعات سياسية ومسلحة حليفة لإيران، عودة عدد من الشخصيات السياسية العربية السنية إلى محافظة الأنبار، وإسقاط التهم عنها، وتوفير الحماية لها، بهدف مناكفة تحالف "السيادة"، الذي يتكون من كتلتي "تقدم" بزعامة الحلبوسي، و"عزم" بزعامة خميس الخنجر، رداً على قرارهما التحالف مع "التيار الصدري" بزعامة مقتدى الصدر، في أزمة تشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الحلبوسي إن "العمل السياسي تحكمه ثوابت وأخلاقيات، ولا يمكن أن يُصنّف الاستهتار بأمن المواطنين وإثارة الفتن بين أبناء الشعب تحت أي سبب كان على أنه مناورة أو ضغط سياسي". وأضاف: "سنتخذ مواقف جدية وحدية بمجمل المشاركة في العملية السياسية، نظراً لتحكّم المسلحين الخارجين عن القانون، وعبثهم بأمن البلاد والعباد، ومحاولاتهم المستمرة لتغييب الدولة، وإضعاف القانون، والعبث بالنسيج الاجتماعي، إذ لا يمكن أن تُبنى دولة بدون العدل والعدالة، ولا يُحترم فيها حق المواطن بالعيش الكريم".

وفي تصويب مباشر على الفصائل المسلّحة ختم الحلبوسي بالقول: "سيحاسب عاجلاً أم آجلاً كل من أجرم بحق الشعب، ونهب ثرواته، وغيّب رجاله، وقتل وأعاق شبابه وهم يطالبون بحقوقهم، وآخرون هجّرهم من ديارهم، وأودع الأبرياء بدلاً من مجرمين تم تهريبهم من السجون في وضح النهار".

وكان القيادي في تحالف "السيادة" مشعان الجبوري قد علّق في وقت سابق على عودة القيادات المبعدة من العراق أخيراً بالقول إنها "خطوة من خصوم تحالف السيادة، تهدف لإثارة المشاكل في الأنبار"، مضيفاً في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية أنه يعتقد "أنهم لن ينجحوا" في إثارة المشاكل لـ"حكمة الفرقاء وتعقلهم".

وعاد إلى محافظة الأنبار أمس الإثنين، الزعيم القبلي علي الحاتم، الذي يُعتبر حالياً أبرز خصوم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، بعد نحو ثماني سنوات من ابتعاده عن المشهد، حيث تم إسقاط التهم الموجهة ضده، واستعادة مقره في بغداد، وكذلك الأنبار.

وتحدثت مصادر سياسية في محافظة الأنبار عن عودة الحاتم تحت غطاء من أحد الفصائل المسلحة المهمة الحليفة لإيران. وأكد نائب سابق في البرلمان عن المحافظة لـ"العربي الجديد"، أن إعادة الحاتم للمشهد، "الهدف منها خلق جبهة داخلية معارضة للحلبوسي وباقي قيادات تحالف السيادة".

ولفت، في اتصال هاتفي طالباً عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "حراك إعادة المبعدين من القيادات السياسية السابقة من الذين كانت لهم مشاكل مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، مشروع تتشارك به عدة قوى سياسية ومسلحة، لكنه لا يحظى بإجماع كل قادة تحالف الإطار التنسيقي، وهناك خلافات واعتراضات على طريقة إدارة الأزمة السياسية، والضغط على القضاء".

لكن الزعيم القبلي علي الحاتم نفى يوم أمس الإثنين، وجود صفقة سياسية بعودته إلى بغداد، قائلاً عبر "تويتر": "لم نأتِ إلى بغداد تحت أي غطاء سياسي، أو صفقة أو فضل من أحد"،  مطالباً من وصفهم بـ"شيوخ العشائر وسياسيي السنة بأن يحددوا موقفهم من ممارسات الحلبوسي وأتباعه ضد أبنائنا".