العراق: اقتحام مكتب نائب سابق بعد مشادة كلامية عبر واتساب

01 ابريل 2025
البرلمان العراقي، بغداد 27 أكتوبر 2022 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعدت أزمة أمنية في العراق بعد مشادة كلامية بين النائب السابق حيدر الملا ورئيس البرلمان المُقال محمد الحلبوسي على واتساب، حيث اقتحم أتباع الحلبوسي مكتب الملا في بغداد، محطّمين الأثاث ومهددين الموظفين بالقتل.

- السلطات الأمنية في بغداد اعتقلت المتورطين في الهجوم، مؤكدة انتماءهم لمكتب الحلبوسي، بينما رحب الملا بإلقاء القبض عليهم وأعرب عن ثقته بالقضاء العراقي.

- الباحث أحمد النعيمي يرى أن الحادثة تعكس الاحتقان السياسي قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، مشيراً إلى أن العنف والقوة هما أساس العملية السياسية في العراق.

تسببت مشادة كلامية بين النائب السابق في البرلمان العراقي حيدر الملا، ورئيس البرلمان المُقال محمد الحلبوسي، في مجموعة حوارية على تطبيق واتساب، في نشوء أزمة أمنية، بعد اقتحام أتباع الأخير مكتباً للنائب السابق في بغداد، مساء أمس الاثنين، إذ قام المقتحمون بتحطيم المكتب ومصادرة محتويات داخله مع تهديدات بالقتل طاولت الموظفين.

ونشر ناشطون وسياسيون عراقيون فحوى المحادثة بين النائبَين السابقَين، وظهر في المحادثة المنشورة تبادل للشتائم والاتهامات، قبل أن تتحوّل إلى تهديد بالقتل أطلقه الحلبوسي بحق النائب السابق حيدر الملا. وبعد المحادثة بساعات قليلة، هاجم مسلّحون مكتب الملا واعتدوا على الحراس وحطموا أثاث المقرّ وعبثوا بمحتوياته وصادروا مواد أخرى، من بينها كاميرات المراقبة.

وقالت السلطات الأمنية في بغداد، الثلاثاء، إنها اعتقلت المتورطين في الهجوم وفُتح تحقيق في الحادث، مؤكدة في بيان أنه جرى تحديد هوية جميع المهاجمين واعتقالهم، دون الإشارة إلى الجهة التي يتبعون إليها، لكن مصادر أمنية في بغداد أكدت لـ"العربي الجديد" أن العناصر ينتمون إلى مكتب الحلبوسي، والسيارات المستعملة التي نفذوا بها الاعتداء تعود للمكتب أيضاً، وقال ضابط في الأمن العراقي إن المهاجمين سلّموا أنفسهم للشرطة بعد اتصالات مكثفة جرت في هذا الإطار خلال الساعات الأخيرة، ولم يجرِ القبض عليهم، كما سُلِّمت السيارات التي نُفذ الاعتداء بواسطتها.

من جهته، رحب الملا في منشور على منصة إكس بإلقاء القبض على المهاجمين، وقال: "الحمد لله جرى إلقاء القبض على (المعتدين) واعترفوا بجريمتهم"، مؤكداً ثقته بالقضاء العراقي: "كلي ثقةً بالقضاء العراقي العادل".

ورأى الباحث في الشأن السياسي العراقي، أحمد النعيمي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن الحادثة تدل على حالة الاحتقان السياسي والاستنفار المبكر قبل انطلاق الانتخابات التشريعية، المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول القادم، مشيراً إلى أن هذه الحادثة تعتبر "الأولى من نوعها، بالنسبة للقوى السياسية العربية السنية".

وأضاف النعيمي أن "ما حصل يؤكد على ارتكاز العملية السياسية في العراق إلى القوة والعنف، ومن يملك فائض قوة أكبر والقادر على استعمال العنف ضد خصومه أكثر، هو الأقوى سياسياً"، مشيراً إلى أن "الحادث الأمني قد يتكرر بين كتل سياسية أخرى بطريقة أو أخرى كلما اقتربنا من موعد الانتخابات".