العراق: استمرار التحقيق مع قيادي "الحشد" المعتقل

العراق: استمرار التحقيق مع قيادي "الحشد" المعتقل والفصائل تتراجع عن لغة التهديد

30 مايو 2021
عناد يحذر الفصائل المسلحة من أي محاولة لتكرار مشهد التحرك العسكري وسط بغداد (فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت لهجة التهديد والتلويح بالسلاح من قبل المليشيات المسلحة في العراق، تجاه حكومة مصطفى الكاظمي، عقب اعتقال قوات الأمن العراقية القيادي في "الحشد الشعبي" قاسم مصلح، وما تبعه من تحرك مسلح وتطويق المنطقة الخضراء من قبل تلك المليشيات.

وفي وقت لا يزال الغموض فيه يلف مصير المعتقل، أكد مسؤولون أن الحكومة حذّرت تلك الفصائل من أي تحرك أو تهجم على هيبة الدولة.

وأمس السبت، حذر وزير الدفاع، جمعة عناد، الفصائل المسلحة من أي محاولة لتكرار مشهد التحرك العسكري وسط بغداد، معتبراً أن الدولة لن تخيفها 40 سارة تحمل أسلحة، في إشارة إلى استعراض المليشيات المسلح.

ورغم ذلك، ما زالت القوات العراقية في حالة إنذار وسط بغداد، وفي محيط المنطقة الخضراء، التي تضم مبنى السفارتين الأميركية والبريطانية، والمباني الحكومية العراقية، ووفقاً لمسؤول عسكري رفيع، فإن "الحكومة وجهت القيادات الأمنية باستمرار حالة الاستعداد لأي طارئ، وتحمّل مسؤولية ضبط الأمن".

وأكد المسؤول لـ"العربي الجديد"، أن "من ضمن التوجيهات منع دخول أرتال الفصائل المسلحة إلى بغداد بدون موافقة من قيادة العمليات المشتركة"، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء هدد بتحرك واسع إذا تكرر أسلوب التهديد المسلح من قبل تلك الفصائل، كذلك أصدر تحذيرات بمعاقبة أي قائد أمني يثبت تهاونه في تنفيذ التعليمات المتعلقة بأمن العاصمة".

وبخصوص القيادي في "الحشد الشعبي" المعتقل، أكد أنه "ما زال قيد التحقيق، ويجري استجوابه على عدة ملفات، منها استهداف الناشطين وقتل متظاهرين في كربلاء، وكذلك استهداف مصالح أميركية"، مشيراً إلى أن "الضغوط مستمرة على الكاظمي من قبل أطراف سياسية مختلفة وأخرى بالحشد الشعبي لإطلاق سراحه".

فصائل "الحشد" اعتمدت هذه المرّة أسلوب الانتقاد للحكومة، بشأن موقفها إزاء قيادات الفصائل، إذ انتقد القيادي في مليشيا "عصائب أهل الحق"، جواد الطليباوي، ما قاله وزير الدفاع جمعة عناد.

وقال الطليباوي، في بيان، إن "وزير دفاعنا عندما يواجه الأميركيين، يخبرهم أن الجيش العراقي يحتاج إلى سبع سنوات كحد أقل لتكتمل إمكاناته، وأنه لا يستطيع الآن أن يواجه داعش بمفرده، ويطلب منهم بصراحة البقاء. أما في مقابل الحشد، فيقول إن الجيش العراقي يستطيع أن يواجه دولة بمفرده".

وأضاف أن "على وزير الدفاع أن يكون شجاعاً ويقول هذا الكلام لجيش الدولة الأجنبية التي تقول إنها باقية لأن الجيش العراقي لا يستطيع بمفرده التصدي لداعش".

أمّا المتحدث باسم مليشيا "كتائب سيّد الشهداء"، كاظم الفرطوسي، فقد اتهم الحكومة بأنها "تنفذ مشروعاً أميركياً في العراق"، معتبراً، في تصريح صحافي، أن عملية اعتقال قاسم مصلح القيادي في "الحشد الشعبي"، "استهداف متعمد وخطير، تقف خلفه الولايات المتحدة"، متهماً حكومة الكاظمي بأنها "تتلقى إملاءات أميركية".

وكان التحرك العسكري لفصائل "الحشد" إثر اعتقال مصلح، قد قوبل بانتقادات داخلية وخارجية واسعة، وسط تحذيرات من استمرار الارتباك الأمني في العاصمة العراقية ومحاولات التجاوز على هيبة الدولة.