العراق: إحباط هجوم صاروخي على معسكر للجنود الأتراك شمالي البلاد

الجيش العراقي يحبط هجوماً صاروخياً على معسكر للجنود الأتراك شمالي البلاد

15 سبتمبر 2021
الاستهداف ليس الأول من نوعه (فاتح اكتاس/الأناضول)
+ الخط -

أفادت مصادر أمنية ومحلية عراقية، اليوم الأربعاء، بأن قوة من الجيش أحبطت هجوما صاروخيا كان يستهدف معسكرا توجد فيه قوات تركية في بلدة بعشيقة، شمال شرقي الموصل، ضمن محافظة نينوى، شمالي العراق، وسط ترجيحات بوقوف أحد الفصائل الحليفة لطهران المنتشرة في المنطقة وراء ذلك.
ووفقاً لضابط في الجيش العراقي، فإن "معلومات استخبارية كشفت مخططا لاستهداف معسكر بعشيقة، الذي يوجد فيه عشرات الجنود والعسكريين الأتراك (على بعد نحو 30 كيلومترا شمال شرقي الموصل)، وحددت مكان وجود منصات الصواريخ".
وبين الضابط، في تصريح لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، أن "قوة من الجيش تحركت نحو المكان، في منطقة الشلالات في الموصل، بشكل عاجل وتم تطويقه، وضبطت 8 منصات محلية الصنع لإطلاق الصواريخ مع صواريخ من طراز غراد، كانت موجهة باتجاه المعسكر".
وأوضح أن "ضبط الصواريخ مع تلك المنصات، يؤكد أن الجهات التي كانت تخطط للهجوم لم تنجز عملها بعد، وكانت تريد تنفيذ الهجوم بوقت لاحق، قد يكون ليل اليوم أو فجر غد"، مشيراً إلى أن "القوة تمكنت من تفكيك المنصات وإخلائها مع الصواريخ، فيما تم تنفيذ عملية تفتيش لكشف الجهة التي تقف وراء التخطيط للهجوم".
والمنطقة التي ضبطت بها منصات الصواريخ تخضع لسيطرة فصائل منضوية تحت لواء "الحشد الشعبي"، أبرزها مليشيا "عصائب أهل الحق"، و"النجباء"، إضافة إلى مقاتلين ينتمون لمليشيا "حشد الشبك"، التي أصدرت واشنطن، العام الماضي، قرارا بوضع مؤسسها وزعيمها الروحي وعد القدو على لائحة العقوبات، بتهم ارتكاب "انتهاكات إنسانية" و"إعاقة الاستقرار" في مناطق سهل نينوى.
وأكد مسؤول في مجلس محافظة نينوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الهجوم يحمل بصمات الفصائل المسلحة، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المنطقة التي ضبطت بها الصواريخ لا يمكن لأي جهة أن تنشط بها، بسبب السيطرة الواضحة للحشد الشعبي فيها"، متهما "الحشد بتنفيذ أجندات بالاتفاق مع عناصر حزب العمال الكردستاني، الذي يسعى لضرب القوات التركية التي تستهدفه".
وأشار إلى أن "التحقيقات التي تفتح بملفات مماثلة يتم إغلاقها للأسف، ولا سيما أن الجهات المتورطة بها معروفة للجميع، لكن لا أحد يحاسبها قانونيا"، مشددا على "ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة لمنع تلك الهجمات الخطيرة، والتي تعد خروجا على القانون وتمردا على سياسات الدولة".

 

وكان معسكر بعشيقة، والمعروف أيضا بمعسكر زيليكان، قد تعرض خلال الشهر الفائت إلى قصف صاروخي تسبب بأضرار مادية دون وقوع خسائر بشرية، وقد نفذ القصف بعد أيام قليلة من تهديدات أطلقتها مليشيات عراقية باستهداف الوجود التركي في البلاد.
وكثيرا ما تهدد مليشيات عراقية باستهداف المصالح التركية، بسبب عمليات للجيش التركي ضد مسلحي حزب "العمال الكردستاني"، الذي ينشط في بلدات حدودية عراقية ويتخذها منطلقاً لتنفيذ اعتداءات إرهابية داخل الأراضي التركية.
ومنذ إبريل/نيسان الماضي تنفذ تركيا عمليات عسكرية واسعة ضد مسلحي "الكردستاني" داخل الأراضي العراقية، ونتج عنها سقوط عشرات القتلى من الحزب، فضلا عن تدمير مواقع تابعة له.