العراق: آراء متباينة تجاه مبادرة الحكيم لتسوية أزمة نتائج الانتخابات

تباين الآراء حيال مبادرة الحكيم لتسوية أزمة نتائج الانتخابات العراقية

17 نوفمبر 2021
مبادرة الحكيم دعت إلى الحوار بين الفائزين والمعترضين على نتائج الانتخابات (فرانس برس)
+ الخط -

تباينت الآراء في العراق بشأن المبادرة التي أطلقها زعيم تيار "الحكمة" عمار الحكيم، أمس الثلاثاء، والتي دعت إلى الحوار بين الفائزين والمعترضين على نتائج الانتخابات؛ للخروج من الأزمة السياسية التي بدأت مع إعلان النتائج الأولية للانتخابات التي جرت الشهر الماضي.

وقال الحكيم، في كلمة خلال "منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط"، الذي عقد في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، الثلاثاء، إنّ المبادرة تهدف إلى جمع القوى الفائزة والمعترضة على طاولة النقاش، مبيّناً أنّ "المبادرة يجب أن تشمل المتقبل للنتائج والمعترض عليها، وأن تشارك فيها جميع القوى، سواء كانت الكبيرة أو الناشئة أو المستقلة".

ولفت إلى أنّ "هذه المبادرة ينبغي أن تؤدي إلى إعادة التوازن للعملية السياسية، من خلال اتفاق وطني جامع يقوم على أساس نقاط وتوقيتات واضحة وعملية"، داعياً جميع الأطراف إلى "الالتزام بالآليات القانونية والسلمية في الاعتراض والتفاوض".

الحكيم بدأ بالترويج لمبادرته من إقليم كردستان، إذ التقى رئيس الإقليم نيجرفان بارزاني، وزعيم "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني. وبحسب بيانين منفصلين لمكتب الحكيم؛ فإن الحكيم بحث الأزمة السياسية التي نشبت بعد الانتخابات، ومجمل الأوضاع السياسية في البلاد، والعلاقة بين بغداد وأربيل.

مصادر سياسية كردية أكدت لـ"العربي الجديد" أن مبادرة الحكيم تصدرت اللقاءين مع رئيس الإقليم، وزعيم "الديمقراطي الكردستاني"، موضحة أن الأطراف الكردية لم تحدد موقفها النهائي من المبادرة.

ولفتت إلى أن المسؤولين والسياسيين الأكراد عبّروا عن رغبتهم في جلوس جميع الأطراف السياسية على طاولة الحوار من أجل تشكيل حكومة تضمن حقوق الجميع، مبينة أنهم أكدوا أيضاً على "البقاء على مسافة واحدة من القوى السياسية الشيعية"، في إشارة إلى معسكري مقتدى الصدر والقوى المعترضة على النتائج والتي نظمت نفسها تحت عنوان "الإطار التنسيقي".

وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ أربيل اشترطت أن "تتشكل الحكومة وفقا للاستحقاقات ومصلحة البلاد وإقليم كردستان".

واعتبر القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" ماجد شنكالي؛ أنّ مبادرة الحكيم "غير واقعية"، موضحاً، خلال مقابلة متلفزة، أنّ "هذه المبادرة تهدف إلى تقسيم الديمقراطية بين الفائز والخاسر، في حين أنّ الهدف من الانتخابات هو إفراز فائزين وخاسرين".

وتابع: "لا يمكن بناء حلول عبر اعتماد الأصوات بدل المقاعد، كما في المبادرة المسربة، فكثير من التجارب حول العالم أفرزت فائزين بالأصوات لكنهم خسروا في المقاعد"، موضحاً أنّ القوى الكردية تريد تشكيل حكومة توافقية.

وبحسب ما تسرب من المبادرة، فإنّ الحكيم يريد الدعوة إلى تشكيل حكومة توافقية تعتمد على وزن الأصوات التي حصلت عليها التحالفات بدلاً عن المقاعد، والتهيئة لإجراء انتخابات مبكرة أخرى بعد عامين بعد إلغاء أجهزة تسريع النتائج.

مبادرة الحكيم حظيت بمباركة قوى "الإطار التنسيقي" الذي يضم تحالفات وأحزابا رافضة لنتائج الانتخابات العراقية.

وقال النائب السابق محمد اللكاش، الأربعاء، إنّ قوى "الإطار التنسيقي تؤيد ورقة التسوية التي طرحها الحكيم"، موضحاً، خلال تصريح صحافي، أنّ المبادرة مهمة للخروج من الأزمة السياسية التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات. 

وتابع أنّ "جميع قوى الإطار التنسيقي مع ورقة التسوية المقدمة من الحكيم، ونحن الآن بانتظار آراء ومواقف القوى السياسية على هذه الورقة"، مضيفاً أنّ "التيار الصدري والقوى السنية والكردية لا يوجد لديها رأي وموقف رسمي منها على هذه الورقة حتى اليوم".

وحتى صباح اليوم الأربعاء، لم يصدر عن "الكتلة الصدرية" التي تصدرت نتائج الانتخابات بـ73 مقعداً من أصل 329، أي موقف رسمي تجاه مبادرة الحكيم، التي تتعارض مع إصرار الصدريين على تشكيل حكومة أغلبية وفقاً لنتائج الانتخابات.

المساهمون