- تصاعدت التوترات مع اغتيالات في صفوف الحرس الثوري واستهداف مواقع نووية في أصفهان، مما يعكس تصاعد التوترات بين الجانبين.
- أحبطت السلطات الإيرانية محاولات تفجير وضبطت أسلحة واعتقلت متعاونين مع إسرائيل، بما في ذلك تفكيك قنبلة إلكترونية في طهران.
أعلن وزير الصحة الإيراني محمد رضا ظفرقندي، اليوم السبت، أن العدوان الإسرائيلي على إيران خلّف حتى الآن 430 قتيلاً وأكثر من 3500 جريح. وأضافت الوزارة أن الهجمات الإسرائيلية طاولت سبع سيارات إسعاف، و14 عاملاً في منظمة طب الطوارئ الإيرانية، مشيرة إلى أن عدداً من المصابين حالتهم حرجة. ولفتت إلى أن الهجمات استهدفت أيضاً ثلاثة مواقع لطب الطوارئ، ومصحة واحدة، وثلاثة مستشفيات، ما ألحق بهذه المؤسسات الصحية أضراراً.
وبعد مرور ثلاثة أيام، أدخل الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات، والمراكز الصحية، وفرق الإغاثة، إلى قائمة الأهداف، على غرار ممارساته في قطاع غزة. ويعيش القطاع الصحي في إيران حالة من الاستنفار منذ أسبوع بعد بدء العدوان الإسرائيلي، إذ ألغت وزارة الصحة جميع الإجازات الممنوحة للأطباء والممرضين، داعية جميع الكوادر إلى ضرورة الحضور المستمر في أماكن عملهم لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين.
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أيضاً اتخاذ جملة قرارات أخرى، منها جميع الخدمات العلاجية للجرحى في المراكز الحكومية والخاصة مجاناً، معلنة عن تنسيق تام مع الجهات المختصة لضمان استمرار إمدادات الطاقة والمياه، وعدم تعرّض المستشفيات لأي انقطاع في الكهرباء أو الغاز. أما بشأن الإمدادات الطبية، فقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع هيئة الغذاء والدواء، والإدارة العامة للتجهيزات الطبية لتأمين مخزون كاف ومستمر من المستلزمات والعقاقير الحيوية.
اغتيالات في صفوف الحرس الثوري الإيراني
في سياق آخر، قُتل خمسة من عناصر الحرس الثوري الإيراني في هجوم شنته إسرائيل على محافظة لرستان غربي إيران. وبحسب وكالة مهر الإيرانية، أفاد بيان صادر عن قيادة الحرس الثوري في لرستان، بأن الهجوم استهدف موقعاً في مدينة خرم آباد، وأسفر عن مقتل خمسة جنود.
ودخل العدوان الإسرائيلي على إيران اليوم السبت، أسبوعه الثاني، إذ يستمرّ بأشكال مختلفة، من اغتيالات وهجمات بالمسيّرات الصغيرة من داخل إيران، والهجمات الجوية المباشرة. وفي السياق، أعلن الاحتلال الإسرائيلي اليوم اغتيال مسؤول الملف الفلسطيني في فيلق القدس الإيراني سعيد إيزدي، في استهداف لمبنى سكني في مدينة قم جنوبي العاصمة طهران، لكنّ الجانب الإيراني لم يعلّق بعد على هذا الخبر، فيما أشارت وسائل إعلام إيرانية إلى وقوع هجوم على شقة سكنية في حارة سالارية بالمدينة.
وأوردت وكالة تسنيم الإيرانية أنّ يافعاً إيرانياً يدعى إحسان قاسمي، ويبلغ من العمر 16 عاماً قد قُتل في استهداف هذا المبنى، كما ذكر الإعلام الإسرائيلي اغتيال قائد آخر في الفيلق يدعى بهمن شهرياري غربي إيران، أمس الجمعة. إلى ذلك، أعلن الجيش الإيراني، مقتل 15 من ضباطه وجنوده منذ بدء العدوان الإسرائيلي.
اغتيال عالم نووي آخر
في غضون ذلك، أفادت وكالات أنباء إيرانية بأنّ العالم النووي إيثار طباطبائي قمشه قد تعرض لعملية اغتيال الأسبوع الماضي في بيته، ما أدى إلى مقتله وزوجته منصورة حاجي، وذكرت هذه المصادر أن طباطبائي حاصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة النووية، والماجستير في الهندسة الميكانيكية، وعمل لسنوات في الصناعة النووية الإيرانية.
في الأثناء، أعلنت معاونية الشؤون الأمنية والشرطية في محافظة أصفهان، اليوم السبت، أن موقع أصفهان النووي تعرض لهجمات إسرائيلية، مؤكدةً أن ذلك لم يخلف تسرباً إشعاعياً للمواد الخطيرة في المنطقة، داعية المواطنين إلى عدم القلق، وأضافت أن هجمات اليوم على المحافظة طاولت أهدافاً في مدن لنجان، ومباركة، وشهرضا وأصفهان، مشيرة إلى أنه لم تُسجل بعد خسائر في الأرواح نتيجة هذه الاعتداءات.
وإلى جانب منشأة نطنز النووية المخصّصة لتخصيب اليورانيوم، تحتضن أصفهان مركزاً نووياً مهماً آخر تحت مسمّى موقع أصفهان النووي أو مركز معالجة اليورانيوم (UCF)، الذي بُني على مساحة 60 هكتاراً، وهو يشتمل على نحو 60 منشأة ومركز إنتاج تعمل في الصناعة النووية الإيرانية، منها مفاعلات نووية عدّة، ومن أهم النشاطات النووية في مركز معالجة اليورانيوم، انتقال الكعكة الصفراء إليه لمعالجتها، وإعدادها في عملية التخصيب لإنتاج الوقود النووي، لكن المركز لا يقوم بتخصيب اليورانيوم.
إحباط تفجير قنبلة وضبط أسلحة
وصدرت خلال الساعات الأخيرة، بيانات عدّة من أجهزة الأمن والاستخبارات والشرطة الإيرانية، بشأن اكتشاف أسلحة وقنابل وضبطها في مناطق متعدّدة في البلاد، في إطار حملة أمنية للوصول إلى المتعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ هجماته من داخل إيران. في السياق، أعلنت شرطة طهران أنها نجحت في تفكيك قنبلة إلكترونية غربي العاصمة طهران قبل تفجيرها.
كما أعلن الحرس الثوري في محافظة ألبرز غربي طهران، اكتشاف أسلحة وطلقات نارية في بيت في منطقة غرمدرة بين مدينتَي طهران وكرج، مشيراً إلى اعتقال شخصَين في العملية. في الأثناء، أعلن جهاز الاستخبارات في محافظة جيلان شمالي إيران ضبط شحنة قنابل يدوية الصنع.
اعتقالات مستمرة
في غضون ذلك، صدرت اليوم السبت، أيضاً بيانات متعدّدة من جهات أمنية واستخباراتية إيرانية، بشأن اعتقال العشرات، في إطار حملة أمنية للوصول إلى عملاء يتعاونون مع إسرائيل، سواء أؤلئك الذين ينفذون هجمات من داخل إيران، أو اللذين يقومون بنشر محتويات على شبكات التواصل، تعتبرها السلطات داعمة للاحتلال الإسرائيلي وهجماته، وتشوش على الرأي العام.
في السياق، أعلنت شرطة محافظة بوشهر جنوبي إيران المطلّة على الخليج، اعتقال 9 "متعاونين" مع الاحتلال في المحافظة، "تورطوا في الدعم والتشويش على الرأي العام وزعزعة الأمن النفسي المجتمعي"، كما ذكرت وسائل إعلام إيرانية نقلاً عن أجهزة الأمن، اعتقال 8 أشخاص غربي إيران أثناء هروبهم منها، "بعد وقوعهم خلال الشهور الأخيرة في فخّ الاستخبارات الإسرائيلية وخيانتهم للوطن".
إلى ذلك، أعلنت استخبارات الشرطة في محافظة قم، اليوم السبت، اعتقال 22 شخصاً بتهمة "العلاقة مع أجهزة التجسّس الصهيونية والتشويش على الرأي العام ودعم الاحتلال"، وذكرت النيابة العامة في مدينة يزد وسط إيران أيضاً، اعتقال "عميل قام بتزويد الموساد بمعلومات عن منظومات الدفاع الجوي في بعض المنشأت، ما أدى إلى استهدافها في الهجمات الاخيرة"، مشيرة إلى تشكيل ملفات قضائية لـ81 إيرانياً في محافظة يزد خلال الأسبوع الأخير، بتهمة نشر إشاعات ومحتويات كاذبة، واعتقال 7 منهم، وتوجيه إنذارات قضائية لأكثر من 200 منهم.