العثور على ناشط عراقي مكبلاً في مقبرة بعد اختطافه وتعذيبه

العثور على ناشط عراقي مكبلاً في مقبرة بعد اختطافه وتعذيبه

07 فبراير 2021
استمرار استهداف الناشطين العراقيين (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

عثرت السلطات الأمنية العراقية في محافظة كربلاء، ليل أمس السبت، على الناشط المدني البارز رائد الدعمي، مكبلاً ومرمياً في إحدى المقابر القديمة، وقد تعرض للتعذيب الشديد، وذلك بعد اختطافه من قبل جهة مسلحة صباح اليوم نفسه.

وقال مسؤول في قيادة شرطة محافظة كربلاء، لـ"العربي الجديد"، إن "القيادة تلقت بلاغاً رسمياً بوجود حالة اختطاف تعرض لها الناشط رائد الدعمي، صباح يوم أمس السبت، حيث اختطفه من محله في منطقة الحر وسط كربلاء مسلحون مجهولون يستقلون سيارة تحمل أرقاماً حكومية، حسب شهود العيان والبلاغ المقدم لنا".

وأضاف أنه "بعد ما يقارب من مرور 7 ساعات على عملية الاختطاف، وصلت لنا معلومات بوجود شخص مكبَّل في مقبرة كربلاء القديمة، وبعد التوجه إلى هناك، تبين أنه الناشط الدعمي، وقد كُبِّل وتعرض لتعذيب".

سوشيال ميديا
التحديثات الحية

وأكد أن "الناشط كان بحالة سيئة بعد ضربه في مناطق حساسة من جسده، فضلاً عن جروح في ظهره وصدره وقدميه". 

وكشف المسؤول ذاته أنه "من خلال التحقيق مع الناشط رائد الدعمي، قال إن الخاطفين هددوه بأن عملية الاختطاف المقبلة، لن يفرجوا عنه وهو على قيد الحياة، وطلبوا منه خلال عمليات التعذيب ترك المحافظة، وعدم المشاركة بأي عمليات احتجاج".

ونقل المسؤول عن الدعمي قوله إن "ناشطين آخرين سيتعرضون للاختطاف والتصفية، حسب ما قيل له من قبل الجهة الخاطفة"، كاشفاً "بعض تلك الأسماء للجهات الأمنية، لغرض توفير الحماية لهم".

وبين أن "قوات الأمن أجرت بحثاً على السيارة التي نفذت عملية الخطف من خلال رقمها المروري، لكن تبين لنا أن الرقم المسجل غير موجود وأن اللوحة مزيفة".

كذلك قال ناشط مقرب من رائد الدعمي، في حديث مقتضب لـ"العربي الجديد"، إن "الدعمي اختُطِف بعد توجيه انتقادات إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وكذلك إلى تحالف سائرون، وإنه قدم للجهات الأمنية إفادة تتهم عناصر من سرايا السلام بخطفه وتعذيبه".

واعتبر السياسي العراقي المستقل ناجح الميزان، أن "استمرار عمليات الاختطاف والاغتيال، تؤكد وتثبت سيطرة المليشيات على المشهد الأمني العراقي، وأنهم متى ما يشاؤون يختطفون ويقتلون، وهذه السيطرة تهدد السلم الأهلي والمجتمعي".

وبين الميزان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "حكومة مصطفى الكاظمي، تعرف جيداً من هي الجهات التي تقوم بعمليات الاختطاف والاغتيال، كما كل الطبقة السياسية تعرفها، لكن الكل يخشى الكشف عنها، لأن هذا الأمر قد يدفع إلى الاشتباك المسلّح أو التحرك السياسي لإقالة الحكومة بأكملها".

ما زال الكثير من الناشطين والمدونين العراقيين في غياهب المجهول، على الرغم من مرور أشهر عدة على اختطافهم من قبل جماعات مسلحة، لمشاركتهم في التظاهرات أو دعمها.

وعلى الرغم من الوقفات والاستنكارات التي يطلقها محتجون وناشطون حقوقيون في بغداد ومحافظات وسط وجنوب البلاد، إلا أنها لم تحصد أي نتائج إيجابية على صعيد إطلاق سراح المغيبين، أو حتى معرفة مصيرهم، أحياءً كانوا أو أمواتاً، والذين تُتهم المليشيات الموالية لإيران بتغييبهم وتصفية بعضهم في ظروف غامضة.

ويواجه عدد من المليشيات المرتبطة بإيران، تهم خطف للناشطين واستهدافهم، كما حصل في البصرة وميسان، بالأسابيع الماضية، عقب قتل أربعة ناشطين، بينهم فتاة.

ومن أبرز تلك المليشيات المرتبطة بـ"الحرس الثوري الإيراني"، كتائب "حزب الله"، و"النجباء"، و"العصائب"، و"كتائب سيد الشهداء"، و"سرايا عاشوراء".