استمع إلى الملخص
- مقترح جديد من حماس في القاهرة يتضمن صفقة شاملة لإطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب على غزة، مع انسحاب إسرائيلي كامل، مما قد يغير مسار النقاشات المستمرة.
- العالم يشهد استفاقة شبابية ضد الظلم، مع تزايد الوعي الدولي بضرورة إنهاء الحروب البربرية، رغم صعوبة تحقيق وحدة فلسطينية حقيقية.
تقول أخبار نهاية الأسبوع إن جندياً إسرائيلياً وصل سائحاً، الأسبوع الماضي، إلى اليابان، وتحديداً إلى فندق في مدينة كيوتو، فطلبت منه إدارة الفندق التوقيع على تصريح يقر فيه بعدم ارتكاب جرائم حرب خلال خدمته العسكرية في جيش الاحتلال، شرطاً لتسجيل الدخول، وفقاً لما أورده موقع "واينت" الإسرائيلي. ونقل الموقع عن السائح، وهو جندي احتياط خدم مسعفاً حربياً في سلاح البحر الإسرائيلي، قوله: "قدّمت جواز السفر للقيام بإجراءات تسجيل الدخول إلى موظف الفندق، وعلى الفور جلب الأخير استمارة وأبلغني أنه من دون التوقيع عليها لن أتمكن من المبيت في الفندق". ويضيف: "بين البنود التي شملتها الاستمارة كُتب أن عليّ الإقرار بأنني لم أغتصب، وأقتل أشخاصاً رفعوا العلم الأبيض، وأنني لم أرتكب جرائم حرب".
هذه رؤية جديدة لهذا العالم الذي بدأ يتنبه لخطورة ما تقترفه الإنسانية البربرية الحديثة من وحشية تجاه الفلسطينيين. يقول قائل: ما أبعد هذه المدينة اليابانية عما يحدث في تلك البقعة الفلسطينية المنسية، وما أعمق هذا الإحساس بإنسانية الإنسان، وما أقرب الناس من بعضهم! وهذا يشير، عاجلاً أو آجلاً، إلى أن الظلم المستشري في العالم، وهذه العربدة، لهما نهاية واستفاقة حتمية رغم تأخرها، وقد تنتفض ذات يوم دولة في أقصى شمال الكرة الأرضية من أجل قضية تشغل جزءاً من جنوبها. وإذا كان من فضل لهذه الحرب البربرية التي تخوضها الولايات المتحدة وإسرائيل، فهي بالتأكيد استفاقة الشباب في كل جهات الأرض، انتصاراً للحق ووقوفاً ضد الظلم للحد من تقدم هذه الآلة الحربية التي تريد القتل بأي طريقة في أقرب الأوقات وإنهاء دولة بشعبها من على وجه الأرض.
يوم السبت الماضي، كشفت مصادر مصرية، لـ"العربي الجديد"، أن وفد حركة حماس الذي زار القاهرة، حمل مقترحاً بديلاً يتضمن صفقة شاملة تجري على دفعة واحدة، بحيث يُطلَق بموجبها سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والجثامين المحتجزين لدى المقاومة، ويُعلَن إنهاء الحرب على غزة بالكامل، ويُتَّفَق على الانسحاب الإسرائيلي الشامل من القطاع مع إمكانية الحديث عن جدول زمني يخص ترتيبات الانسحاب، وتكون مدته قصيرة. قد يُحدث المقترح شرخاً في هذه النقاشات الطويلة المتواصلة منذ أشهر، ولكن الاختراق الحقيقي هو وحدة فلسطينية حقيقية تنهي المأساة، وهي طبعاً غير قابلة للتحقيق الآن، أو صحوة إنسانية دولية تفرض على الحكومات طرحاً جديداً يقرّب الإنسان من إنسانية، وهذا أيضاً صعب، ولكنه أسهل من مصالحة فلسطينية صادقة.