الطيران الروسي يقصف البادية السورية بعد تصاعد هجمات "داعش" ضد النظام

الطيران الروسي يقصف البادية السورية بعد تصاعد هجمات "داعش" ضد النظام

26 نوفمبر 2021
دفعت زيادة هجمات التنظيم قوات النظام إلى سحب حواجزها ونقاطها من المنطقة (فرانس برس)
+ الخط -

كثّفت الطائرات الحربية الروسية غاراتها على البادية السورية بالتوازي مع تصعيد تنظيم "داعش" هجماته على قوات النظام والمليشيات الموالية لها في تلك المناطق، فيما واصل النظام عمليات التسوية في ريف دير الزور شرقي سورية.

وشنت طائرات حربية روسية نحو 20 غارة جوية على مواقع في باديتي التبني والبوكمال بريف دير الزور ما تسبب في مقتل ثمانية من عناصر تنظيم "داعش" في باديتي الرقة ودير الزور، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأضاف المرصد أن عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 15 جريحاً بعضهم في حالات خطرة.

ويأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف "داعش" لهجماته في باديتي الرقة ودير الزور يوم أمس، حيث قتل ضابط وسبعة عناصر من قوات النظام جراء تفجير عبوات ناسفة على رتل عسكري لهم في بادية دير الزور.

وذكر الناشط أبو عمر البوكمالي لـ"العربي الجديد" أن ثلاثة عناصر آخرين قتلوا جراء هجوم على حاجز لهم في طريق أثريا الرقة، ما دفع بالطيران الروسي للتدخل وشن غارات جوية مكثفة على مواقع "داعش" في باديتي الميادين والرصافة جنوب غرب الرقة، في حين اضطرت قوات النظام والمليشيات الموالية لإيران إلى إزالة جميع حواجزها من الطريق الواصلة بين تدمر وكباجب بريف دير الزور، وذلك بسبب زيادة الهجمات التي يشنها التنظيم على نقاطها وحواجزها، مشيراً إلى أنها أبقت على حاجز واحد على مشارف قرية كباجب يتبع للفرقة 17 والفيلق الخامس.

قصف متبادل بين النظام والمعارضة في إدلب

في سياق آخر، تبادلت قوات النظام والفصائل المقاتلة القصف على محور آفس بريف إدلب الشرقي، فيما قصفت قوات النظام صباح اليوم الجمعة، قرى وبلدات البارة وسفوهن والفطيرة وفليفل في ريف إدلب الجنوبي.

من جهتها، زعمت وزارة الدفاع الروسية مجدداً أن الفصائل المقاتلة في إدلب تحضر لفبركة هجوم بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين لاتهام قوات النظام.

وذكر نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في حميميم، الأدميرال فاديم كوليت، في بيان صحافي، أن المركز الروسي تلقى معلومات تفيد بأن "إرهابيين من تنظيم جبهة النصرة قاموا بتخزين حاويات بها مواد سامة في ملجأ تحت الأرض بالقرب من مدينة سرمدا في محافظة إدلب لفبركة هجوم بالأسلحة الكيميائية من أجل اتهام الجيش العربي السوري باستخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين". ودرجت روسيا على إطلاق مثل هذه الاتهامات دون أن تثبت صحتها ولو مرة واحدة.

من جهتها، أعلنت "هيئة تحرير الشام" في محافظة إدلب إلقاء القبض على خلية أمنية تابعة للنظام السوري في مناطق شمال غرب سورية.

وقال جهاز الأمن العام في منشور له عبر معرفاته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، إنهم وبعد الرصد والمتابعة تمكنوا أمس الخميس من القبض على خلية تتبع للنظام السوري، متورطة بعدة أعمال تخريبية وتفجيرات، كان آخرها تفجير كازية في بلدة دير حسان بريف إدلب الشمالي.

تواصل عمليات التسوية في الميادين

وفي شرق البلاد، هز انفجار عنيف مدينة القامشلي في محافظة الحسكة صباح اليوم الجمعة. وذكرت شبكات محلية أن الانفجار ناجم عن تدريبات عسكرية تجريها القوات الروسية الموجودة في مطار القامشلي، حيث استخدم الروس الذخيرة الحية، ويرجح أن التدريبات تشمل المدفعية.

كما شهدت قرى ريف دير الزور الشرقي انتشاراً أمنياً مكثفاً لقوات النظام، بالتزامن مع اعتقال عدد من المدنيين على حواجز "الفرقة الرابعة" في قرية المريعية، لسوقهم إلى الخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام، وفق شبكة "فرات بوست" المحلية.

ويتزامن ذلك مع تواصل عمليات "التسوية" في مدينة الميادين بريف دير الزور، بحضور كبار ضباط النظام الأمنيين والعسكريين.

وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أنه في إطار التسوية الشاملة الخاصة بأبناء دير الزور؛ استمرت اليوم عمليات التسوية في مركز مدينة الميادين بريف المحافظة الجنوبي الشرقي، حيث توافد العشرات من أبناء دير الزور منذ ساعات الصباح الأولى لتسوية أوضاعهم، وفق الوكالة.

غير أن مصدراً محلياً ذكر لـ"العربي الجديد" أن الإقبال على التسوية محدود، وسط مخاوف من الأهالي من عواقب ذلك عليهم، حيث يُجبر المطلوبون على الخضوع لشروط النظام تحت التهديد والوعيد، وخاصة ما يتصل بسوق الشبان للخدمة العسكرية في قوات النظام.

الائتلاف الوطني يدين مواصلة "قسد" عمليات الخطف والتجنيد

وفي دير الزور أيضاً، شهدت بلدة أبو حمام شرق المدينة، اشتباكات بين عدد من الأهالي ومليشيا "قسد"، عند مستشفى الهدى، الذي يوجد فيه حسين الكريدي الذي اعتقلته "قسد" بمداهمة منزله قبل يومين، وما زالت تحتفظ به في المستشفى، فيما اعتقلت قسد يوم أمس عمار حسان الخضر، وهو مالك فرن "سنابل السلام" في بلدة أبو حمام دون توضيح الأسباب، وفق شبكة "فرات بوست".

كما اعتقلت المليشيا الشقيقين إبراهيم وأحمد الراضي، وهما مالكا محل للاتصالات، خلال عملية مداهمة نفذتها بمساندة التحالف الدولي في بلدة مركدة جنوب الحسكة يوم أمس.

من جهته، شجب الائتلاف الوطني السوري مواصلة "قسد" عمليات الخطف والتجنيد الإجباري لا سيما للأطفال، وخاصة إقدامها مؤخراً على خطف ثلاث فتيات قاصرات من مدينة عامودا بريف الحسكة بهدف تجنيدهن.

وذكر بيان الائتلاف الصادر اليوم الجمعة أن "المليشيات الإرهابية والدخيلة لا يمكن أن تشارك في بناء الوطن، فجرائمها تتكرر سواء في ما يتعلق بالقمع والإرهاب ضد المدنيين، أو جرائم التهجير والاعتقال والإخفاء القسري والتجنيد الإجباري".