الطيب يرد على مفتي مصر: وصف المسلمين بالإرهابيين خدعة ابتلعها كثيرون

شيخ الأزهر يرد على مفتي مصر: وصف المسلمين بالإرهابيين خدعة ابتلعها كثيرون

11 أكتوبر 2020
شيخ الأزهر طالب بتجريم مصطلح "الإرهاب الإسلامي" (Getty)
+ الخط -

استنكر شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب، وصْف المسلمين بـ"الإرهابيين"، مؤكداً أن المسلمين "هم بناة حضارة حتى في قلب أوروبا".

وتأتي تصريحات الإمام الأكبر في رد غير مباشر على تصريحات لمفتي مصر، شوقي علام، قال فيها إن أكثر من نصف المسلمين في أوروبا من الجيلين الثاني والثالث ينتمون إلى "داعش".

وقال الطيب في منشور على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على مقولة: "المسلمون إرهابيون": "هذه المقولة خُدِعَ بها وابتلعها كثيرون حتى من أبناء المسلمين أنفسهم، والحقيقة التي يشهد بها الواقع والتاريخ والضمير الحر أن المسلمين هم بناة حضارة في كل مكان وُجدُوا به حتى في قلب أوروبا، والآن هم ضحايا الكيل بمكيالين في عدد من هذه البلدان".

 

وردّ شيخ الأزهر، الاثنين الماضي، على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، التي انتقد فيها الإسلام بقوله "إنه يواجه أزمة في كل مكان بالعالم".

وعلّق الإمام الأكبر على تصريحات ماكرون تعليقاً مقتضباً على صفحته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه "في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسؤولة، تتخذ من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية، هذا السلوك اللاحضاري ضد الأديان يؤسِّس لثقافة الكراهية والعنصرية ويولِّد الإرهاب".

 

وقبل ذلك، أعرب شيخ الأزهر عن غضبه ورفضه تداول مصطلح "الإرهاب الإسلامي"، وطالب بتجريم استخدامه.

وأورد بيانٌ للمشيخة أن "الإمام الأكبر أعرب عن استنكاره وغضبه الشديد من إصرار بعض المسؤولين في دول غربية على استخدام مصطلح (الإرهاب الإسلامي)؛ غير منتبهين لما يترتب على هذا الاستخدام من إساءة بالغة للدين الإسلامي والمؤمنين به، ومن تجاهل معيب لشريعته السمحة، وما تزخر به من قوانين ومبادئ تجرّم الاعتداء على حقوق الإنسان كافة، وأولها حقه في الحياة وفي الحرية والأخوة والاحترام المتبادل".

وأكد شيخ الأزهر أن "إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام أو غيره من الأديان السماوية هو خلط معيب بين حقيقة الأديان التي نزلت من السماء لتسعد الإنسان وبين توظيف هذه الأديان لأغراض هابطة على أيدي قلة منحرفة من هذا الدين أو ذاك".

وقال "إنَّ هؤلاء السادة الذين لا يكفّون عن استخدام هذا الوصف الكريه لا يتنبهون إلى أنهم يقطعون الطريق على أي حوار مثمر بين الشرق والغرب، ويرفعون من وتيرة خطاب الكراهية بين أتباع المجتمع الواحد". وطالب شيخ الأزهر "عقلاء الغرب" من مسؤولين ومفكرين وقادة رأي بضرورة "الانتباه إلى أن إطلاق تلك المصطلحات المضللة لن يزيد الأمر إلا كراهية وتعصباً وتشويهاً لمبادئ الأديان السمحة، التي تدعو في حقيقتها لنبذ العنف والحث على التعايش السلمي بين الجميع".