الضمانات الأمنية والأرض محور اجتماع ترامب مع زيلينسكي

18 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 19:00 (توقيت القدس)
ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، 28 فبراير 2025 (سول لوب/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب للضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للقبول بصفقة تتضمن تنازلات أوكرانية، رغم رفض زيلينسكي السابق، وذلك بعد قمة غير مثمرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
- تتسم مواقف ترامب بالتقلب، حيث يدعو الآن إلى صفقة تشمل تخلي أوكرانيا عن أراضٍ مقابل ضمانات أمنية، مع تأكيده على أن أوكرانيا لن تستعيد القرم ولن تنضم للناتو.
- يسعى ترامب للحصول على تنازلات من روسيا، مثل حماية مماثلة للمادة الخامسة من حلف الناتو لأوكرانيا، رغم عدم وجود تأكيد رسمي.

في لقاء قد تحدده "الضمانات الأمنية" ومساحة الأرض التي قد يُتنازَل عنها، يستضيف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بمشاركة عدد من القادة الأوروبيين، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا كير ستامر ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته. ويأتي لقاء ترامب وزيلينسكي والقادة الأوروبيين بعد القمة التي عقدها ترامب في ولاية ألاسكا الأميركية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة الماضي، للتفاوض حول وقف إطلاق النار في أوكرانيا، والتي انتهت من دون أي اتفاق أو الوصول إلى الخطوط العريضة التي حدّدها ترامب بنفسه في ما يخص وقف إطلاق النار. استُبعد زيلينسكي من قمة ألاسكا، ويرغب القادة الأوروبيون في دراسة مقترحات ترامب التي أعلن الرئيس الأوكراني رفضها جميعاً.

ترامب وزيلينسكي.. لقاء ثانٍ بلا تقدم

تبدو مواقف الرئيس ترامب متقلبة، إذ كان قد أكد، على مدار الأشهر الماضية، أنه يريد وقف إطلاق النار، لكنه الآن يدعو إلى صفقة شاملة تشمل تخلي كييف عن أراض أوكرانية مع تقديم ضمانات لأوكرانيا، حيث قال قبل لقائه بوتين إن وقف النار أولويته القصوى، بينما ردّد بعد لقاء بوتين أن وقف إطلاق النار ليس ضرورياً وأن الأفضل هو السعي إلى اتفاق سلام دائم. 

تبدو مواقف ترامب متقلبة، حيث كان أكد أنه يريد وقف النار، لكنه الآن يدعو إلى صفقة تشمل تخلي كييف عن أراض أوكرانية

وكتب ترامب على منصة تروث سوشال، أمس الأحد، أن "أوكرانيا لن تستعيد شبه جزيرة القرم (التي احتلتها روسيا في 2014) ولن تنضم إلى حلف ناتو"، مضيفاً أنه "بإمكان الرئيس زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريباً إذا رغب في ذلك، أو مواصلة القتال، تذكروا كيف بدأت"، موجهاً انتقادات حادة للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، معتبراً أنه "منح روسيا شبه جزيرة القرم قبل 12 عاما من دون رصاصة واحدة ومن دون ضم أوكرانيا إلى حلف ناتو"، معتبراً أن "بعض الأشياء لا تتغير أبداً".

ووصف ترامب في منشور آخر له لقاءه المرتقب اليوم مع القادة الأوروبيين بأنه "يوم كبير في البيت الأبيض". وكتب: "لم يكن لدينا هذا العدد من القادة الأوربيين في وقت واحد. شرف عظيم لأميركا. دعونا نرى ما هي النتائج". كما هاجم وسائل الإعلام الأميركية في منشور آخر، ووصفها بـ"الكاذبة"، وذلك بسبب تغطيتها قمته مع بوتين. وكتب: "أنا مقتنع تماماً أنه حتى لو استسلمت روسيا... وأعطتنا موسكو نفسها، فستقول وسائل الإعلام الكاذبة والديمقراطيون إن هذا كان يوماً سيئاً لترامب".

الضمانات والأرض

وبعد يومين من عدم الوصول إلى اتفاق على وقف إطلاق النار مع بوتين، يسعى ترامب اليوم للضغط على زيلينسكي للقبول بصفقة يعترض عليها الرئيس الأوكراني. وتعود إلى الأذهان، مع لقاء ترامب وزيلينسكي اليوم، زيارة زيلينسكي الكارثية في فبراير/شباط الماضي إلى البيت الأبيض التي تحولت إلى جدال قبل أن يُطرَد وتُلغى مأدبة الطعام التي كانت مقررة معه، قبل أن يلتقيا لاحقاً. اليوم، وبانتظار لقاء ترامب وزيلينسكي الثاني في البيت الأبيض هذا العام، يعود الرئيس الأوكراني إلى العاصمة واشنطن وسط تساؤلات حول موقف ترامب الحقيقي من الحرب بعد لقائه مع بوتين.

وذكر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في مقابلة، أمس الأحد، على قناة سي بي أس، أن القادة الأوربيين يأتون إلى البيت الأبيض لأن الرئيس أحرز تقدماً في محادثاته يوم الجمعة مع بوتين، وأنهم "يأتون إلى هنا لأننا نعمل معاً"، نافياً أن يكون وجودهم "لحماية زيلينسكي من التنمر". وقال روبيو: "لا أقول إننا على وشك التوصل إلى اتفاق سلام، لكن شهدنا تقدماً كافياً لعقد هذا الاجتماع. تقدم كاف لنا لتخصيص المزيد من الوقت لهذا الأمر".

من جهته، اعتبر المبعوث الخاص لترامب ستيف ويتكوف، في تصريحات لشبكة سي أن أن أمس الأحد، إن الولايات المتحدة تعمل على الحصول على تنازلات من روسيا من شأنها تغيير قواعد اللعبة. وأضاف ويتكوف: "لقد تمكنا من الحصول على التنازل التالي المتمثل في أن أميركا يمكنها أن تقدم حماية مماثلة للمادة الخامسة (بند الدفاع الجماعي لحلف ناتو)، وهو أحد الأسباب الحقيقة وراء رغبة أوكرانيا بالانضمام إلى حلف ناتو". 

ولم تعلن روسيا أو أي مسؤول أميركي من قبل الموافقة على هذا القرار أو أنه أحد مخرجات قمة ألاسكا بين ترامب وبوتين. ويعد هذا الأمر تحولاً كبيراً حال حدوثه في موقف إدارة ترامب الذي يقول دائماً إن أوروبا هي التي يجب عليها تقديم الضمانات الأمنية طويلة الأمد لأوكرانيا.

المساهمون