الضفة الغربية | هدم منازل في جنين واستمرار اقتحام مخيّم عسكر

17 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 17:51 (توقيت القدس)
قوات الاحتلال تقتحم مخيم عسكر شرقي نابلس، 16 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال في الضفة الغربية، مستهدفة مخيمات مثل عسكر الجديد والجلزون، مع اعتقال أئمة وتخريب ممتلكات وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
- تستمر آليات الاحتلال في هدم المنازل في مخيم جنين، مستهدفة نحو مئة منزل، مما يسبب نزوح آلاف الفلسطينيين وأضراراً للبنية التحتية، في إطار مخطط لتغيير معالم المخيم.
- تواصل قوات الاحتلال عدوانها على بلدة جيوس، مع مداهمات للمنازل وتحويل بنايات إلى ثكنات عسكرية، واعتقال مواطنين وسرقة ممتلكات، مما يعطل الخدمات الأساسية.

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، اقتحام مخيّم عسكر الجديد شرقي نابلس، شمالي الضفة الغربية. وتنفذ قوات الاحتلال في مخيّم عسكر الجديد، عمليات مداهمة وتفتيش منازل، ترافقها تحقيقات ميدانية، طاولت حتى الآن عشرات المنازل، وفق ما أكده الناطق باسم مؤسسات وفعاليات نابلس، ومسؤول الإغاثة الطبية غسان حمدان، في حديث مع "العربي الجديد".

وفي سياق منفصل، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، مداهمات واعتقالات لمواطنين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بينهم أئمة مساجد. وأكد مركز الجلزون للإعلام المجتمعي، في بيان له، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجراً، مخيّم الجلزون شمالي مدينة رام الله، واعتقلت ثلاثة من أئمة وخطباء المساجد، ودهمت عدداً من منازل المواطنين، وتخللت العمليات أعمال تفتيش وعبث وتخريب في محتوياتها، قبل أن تعتقل كلاً من إمام مسجد حراء الشيخ محمد صالح عليان، وإمام مسجد النور الشيخ طارق أحمد زياد، والخطيب وأستاذ العلوم الشرعية البراء خليل رمانة.

وبحسب مركز الجلزون، فقد اقتحمت قوات الاحتلال عدداً من المحال التجارية والممتلكات الخاصة وسط المخيّم، وأقدمت على تخريب وتكسير محتويات عدد من المقاهي الشعبية، وتحطيم عدد من مركبات المواطنين المتوقفة في شوارع المخيّم، بالإضافة إلى مداهمة مقهى إنترنت، وتخريب أجهزة الكمبيوتر ومحتوياته بشكل كامل.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة وعشوائية باتجاه منازل المواطنين في مخيّم الجلزون، ما تسبب بحالات اختناق بين السكان، خاصة الأطفال وكبار السن، كما قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على النصب التذكارية للشهيدين أسيد حميدات وعبد الرحمن قاسم المقامة وسط المخيّم وتحطيمها، في استمرار لاستهداف الرموز الوطنية واستفزاز الأهالي، وفق مركز الجلزون.

الاحتلال يواصل هدم المنازل في مخيّم جنين

إلى ذلك، واصلت آليات الاحتلال الإسرائيلي اليوم عمليات الهدم المستمرة منذ أيام داخل مخيّم جنين شمالي الضفة الغربية، في إطار مخطط واسع النطاق يستهدف هدم ما يقارب مئة منزل داخل المخيّم، كان الاحتلال قد أعلن عن نيته هدمها قبل نحو عشرة أيام. وأفاد مسؤول الإعلام في بلدية جنين، بشير مطاحن، في حديث مع "العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال استقدمت صباحاً جرافات وآليات للهدم تتبع لشركات خاصة إسرائيلية، وتواصل من خلالها عمليات الهدم المكثفة لتلك البنايات السكنية.

وأوضح مطاحن أن عمليات الهدم لهذه البنايات المئة من المتوقع أن تتسبب بأضرار جسيمة، تطاول نحو مئة بناية سكنية مجاورة، نظراً لطبيعة البناء المتلاصق في المخيّم، إذ تشكل الكثافة العمرانية عاملاً يضاعف من حجم الدمار الناجم عن هذه العمليات، وتضم البنايات المئة التي بدأ الاحتلال بهدمها أخيراً نحو 300 وحدة سكنية، وفق مطاحن.

وبيّن مطاحن أن عمليات الهدم الجارية ليست سوى استكمالٍ للطرق والشوارع التي شقّها الاحتلال سابقاً فوق أنقاض المنازل المدمرة، إضافة إلى مربعات سكنية كاملة قرّر تسويتها بالأرض ومسحها عن الخريطة تماماً، في خطوة تمهد لتغيير شامل في معالم المخيّم.

وتواصل قوات الاحتلال عملية عسكرية واسعة ضد ثلاثة مخيّمات في جنين وطولكرم، إذ يتواصل العدوان ضدّ مخيّم جنين منذ 149 يوماً، و142 يوماً في مخيّم طولكرم، و129 يوماً في مخيّم نور شمس، فيما أدى العدوان على تلك المخيّمات إلى نزوح نحو 47 ألف فلسطيني، وهدم أكثر من ألف بناية، إضافة إلى عشرات الشهداء.

ومنذ بدء العدوان على المخيّمات، بدءاً من مخيّم جنين في الحادي والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، شهدت مخيّمات الضفة الغربية وبعض البلدات عدواناً يستمر بين ساعات إلى أيام، وسط مداهمات للمنازل وتحقيقات ميدانية واعتقالات.

حملة اعتقالات وتحقيقات واسعة في الضفة

إلى ذلك، أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني في بيان صحافي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت منذ مساء أمس الاثنين، وحتّى صباح اليوم الثلاثاء، حملة اعتقالات وتحقيق ميداني واسعة، طاولت 30 مواطناً على الأقل من الضفة الغربية، بينهم أطفال، بالإضافة إلى أسرى سابقين. وقد استهدفت عمليات الاعتقال والتّحقيق الميداني، العديد من المواطنين، بذريعة وجود مواد مصوّرة على هواتفهم للحظات وصول الصواريخ، أو أي مواد أخرى يصنفها في إطار التحريض، على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق الهيئة والنادي.

وبحسب الهيئة والنادي، يأتي استمرار عمليات الاعتقال، في ضوء استمرار الإبادة منذ أكثر من عام ونصف العام على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والعدوان الشامل الذي يشنّه الاحتلال في الضّفة، وأشارت الهيئة والنادي إلى أن الاحتلال انتهج جملة من السياسات والجرائم في مختلف المناطق التي يقتحمها وينفذ فيها عمليات الاعتقال في الضفة، وأبرز هذه السياسات التحقيق الميداني الممنهج الذي طاول المئات من المواطنين، والذي شمل عائلات بأكملها، إضافة إلى اعتقال المواطنين رهائنَ، وتحويل المنازل إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار أصحابها على الخروج منها، والنزوح إلى مناطق أخرى، هذا عدا عن عمليات التدمير المتعمدة للبنى التحتية، إلى جانب عمليات الإعدام الميداني، وعمليات الاغتيال.

وأكدت الهيئة والنادي أنّ حملات الاعتقال وما يرافقها من عمليات تحقيق ميداني، وما يشنّه الاحتلال على أبناء الشعب الفلسطيني، يأتي امتداداً لحرب الإبادة، إذ شكّلت عمليات الاعتقال ولا تزال أبرز السياسات الثابتة والممنهجة التي يستخدمها الاحتلال، لتقويض أيّ حالة مقاومة متصاعدة ضدّه.

سقوط شظايا صواريخ في بلدات عدة في الضفة

من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية بسقوط شظايا صواريخ في بلدات ومناطق عدة من الضفة الغربية، دون تسجيل إصابات أو أضرار جراء ذلك. وفي السياق ذاته، أشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نصبت منصة دفاعية لمنظومة "القبة الحديدية" في مستوطنة "ترسلة" جنوب جنين شمالي الضفة، في إطار تعزيز إجراءاتها العسكرية في المنطقة تحسّباً لسقوط صواريخ إيرانية.

الاحتلال يواصل عدوانه على جيوس.. مداهمات وتحقيقات ميدانية

في موازاة ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على بلدة جيوس شرق قلقيلية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، منذ ساعات طويلة، وسط مداهمات للمنازل وتنفيذ تحقيقات ميدانية. وبحسب مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، فقد حولت قوات الاحتلال بنايتين سكنيتين في جيوس إلى ثكنتين عسكريتين ومركزي تحقيق ميداني خلال اقتحام البلدة المتواصل منذ منتصف الليلة الماضية (ليلة الاثنين - الثلاثاء)، وحققت مع العشرات من الأهالي، لا سيما الشبان بعد اقتيادهم لهاتين البنايتين، فيما اعتقلت أحد المواطنين.

ولا يزال الاقتحام مستمراً داخل البلدة منذ الليلة الماضية، حيث يقوم جنود الاحتلال بمداهمة المنازل والتفتيش بداخلها وتخريب محتوياتها وتعصيب أعين من تريد التحقيق معه من داخل منازل المواطنين، قبل اقتيادهم إلى مراكز التحقيق الميداني

وأكد المدير التنفيذي لبلدية، جيوس يوسف خالد، لـ"العربي الجديد"، أنه وردت شكاوى من سرقة جنود الاحتلال مبالغ مالية ومصوغات ذهبية. وقال خالد إن "جيش الاحتلال اقتحم عشرات المنازل في عدة أحياء من بلدة جيوس"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال طرد سكان البنايتين اللتين جرى تحويلهما إلى ثكنتين عسكريتين؛ الأولى في وسط البلدة، والثانية غربها قرب جدار الفصل العنصري.

وحول شهادات المواطنين ممن اقتحم جنود الاحتلال منازلهم، نقل خالد أن الجنود ادعوا بأن العملية العسكرية ستستمر 48 ساعة. وأشار إلى أن حركة الناس في البلدة محدودة بسبب امتلاء الأحياء بجنود الاحتلال المشاة، الذين يتفاجأ من ينزل إلى الأحياء والشوارع بهم. وحول تأثير الاقتحام، أكد خالد توقف خدمة شحن الكهرباء مسبقة الدفع لساعات سواء داخل البلدية أو في النقطة الخارجية، وإعادة فتح الخدمة لفترة قصيرة عصراً.

المساهمون