استمع إلى الملخص
- أصيب مستوطنان بجروح حرجة بعد إطلاق نار خاطئ من شرطي إسرائيلي، وأفادت التقارير بأن المستوطنين ينتمون إلى مجموعة "شبيبة التلال" الإرهابية، مما يعكس تصعيداً خطيراً يهدف إلى تهجير الفلسطينيين.
- فرضت قوات الاحتلال حصاراً على أريحا، وأغلقت الطرق، مما أدى إلى شلل الحركة، وشهدت مناطق أخرى اعتداءات، بينما شيع الفلسطينيون جثمان الطفل أحمد الشولي.
شنّ عشرات المستوطنين هجوماً واسعاً مساء الاثنين على قرى فلسطينية شرق مدينة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية، تخلله إحراق منازل وممتلكات. وقال شهود عيان إن مستوطنين ملثمين هاجموا قريتي الفندق وجينصافوط وأحرقوا عدة منازل ومحال تجارية ومركبات، فيما وصلت قوات الاحتلال إلى المنطقة وأطلقت النار على الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي للهجوم. وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد جراء حرائق واسعة في القريتين. واندلعت مواجهات عنيفة بين المستوطنين المهاجمين وأهالي القريتين الذي حاولوا الدفاع عن منازلهم.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مستوطنين اثنين أصيبا بجروح حرجة بعد أن أطلق شرطي إسرائيلي النار عليهما ظناً أنهما فلسطينيين على ما يبدو، وذلك خلال مهاجمة قوات الاحتلال الأهالي الذين هبّوا للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم.
גורם צבאי: עשרות ישראלים רעולי פנים מציתים כלי רכב ומספר מבנים בכפר פונדוק בשומרון pic.twitter.com/6Wyb1dRxE3
— הוד בראל Hod Barel (@hod_barel) January 20, 2025
وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن المستوطنين المدججين بالسلاح قدموا من مستوطنات "كرمي شمرون"، و"عمنائيل"، و"كدوميم"، والبؤرة الاستيطانية "حافات جلعاد" المقامة على أراضي بلدة عصيرة، وهاجموا المنازل والمركبات الفلسطينية في قريتي "الفندق" و"جينصافوط"، وسط ترديد شعارات عنصرية تهدد بقتل العرب، وتدعوا إلى إبادتهم وطردهم من أرضهم. وأشار أبو الشيخ إلى أن أغلب هؤلاء المستوطنين ينتمون إلى المجموعة الاستيطانية الإرهابية المعروفة بـ"شبيبة التلال".
وحاول سّكان القرى المجاورة من كفر لاقف وكفر قدوم الوصول إلى قريتي الفندق وجينصافوط لمساعدة الأهالي وإخماد الحرائق التي أشعلها المستوطنون، إلا أن قوات الاحتلال هاجمتهم بالرصاص الحيّ وقنابل الغاز المسيّل للدموع، ومنعتهم من الوصول وإسناد القرى المستهدفة، وفق أبو الشيخ. وأشار أبو الشيخ إلى أن من يقود هجمات المستوطنين على القرى الفلسطينية في قلقيلية هما رئيس مجلس مستوطنة "كدوميم" ورئيس مجلس مستوطنة "كرمي شمرون"، اللذان ينفذان حملة تحريض ممنهجة لإبادة قريتي الفندق وجينصافوط، حيث يطالبان جيش الاحتلال بشق طريق التفافي يستهدف 290 دونمًا من أراضي القريتين، إضافة إلى إغلاق المحال التجارية الواقعة على شارع "قلقيلية - نابلس" أو هدمها بالكامل بحجة أنها في مناطق مصنفة "C" وفق اتفاقية أوسلو.
ولفت أبو الشيخ إلى أن قوات الاحتلال تعزز وجودها في شمال محيط محافظة قلقيلية، وسط تصاعد هجمات المستوطنين. كما نصبت حواجز عسكرية في المناطق المحيطة بالقرى الشرقية للمحافظة. وأغلق الاحتلال العشرات من بوابات القرى، وفرض إجراءات صارمة على الحواجز الأخرى، ما أدى إلى شلل في حركة الفلسطينيين وتنقلهم، وسط دعوات مستمرة لتنفيذ اقتحامات للبلدات الفلسطينية، خاصة بعد مسيرة استفزازية نفّذها المستوطنون مساء الأحد في شارع قرية الفندق، وذلك بالتنسيق مع قوات الاحتلال، في تصعيد خطير يستهدف تهجير السكان الفلسطينيين من أراضيهم.
وقبيل هجوم المستوطنين على قرى قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال قرية عزون بالمحافظة في وقت صلاة العشاء، حيث قامت بمحاصرة المسجد واحتجاز المصلين داخله، بالإضافة إلى تفتيش عشرات المنازل والمحال التجارية في القرية. وأسفر الاقتحام عن اعتقال حوالي 60 مواطنًا فلسطينيًا واقتيادهم إلى معسكر جيش الاحتلال المقام على الأراضي الشمالية للبلدة. وتعرض المعتقلون للتنكيل والتفتيش والتعذيب الجسدي، بما فيه الضرب وتكبيل الأيدي وإجبارهم على خلع بعض ملابسهم، إلى جانب إخضاع عدد منهم للتحقيق الميداني.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن قوات الاحتلال، أحكمت مساء اليوم حصارها على مدينة أريحا ومخيميها، وقريتي الديوك والنويعمة، وأغلقت الطرق الفرعية والترابية المؤدية إليها. وأضافت أن قوات الاحتلال أغلقت جميع الطرق الفرعية على طول شارع 90 المؤدية لمدينة أريحا بسواتر ترابية وعسكرية، ودققت في مركبات المواطنين وأجبرتهم على الرجوع. وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت الحواجز والبوابات العسكرية المقامة على مداخل أريحا منذ أمس الأحد، ومنعت الخروج عبرها.
وفي وقت سابق الاثنين، أصيب راعي أغنام فلسطيني، بعد أن هاجمه كلب أطلقه مستوطنون باتجاهه في قرية كيسان شرق بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، ونقل للمستشفى لتلقي العلاج.
وتجمهر مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، عند مدخل قرية عين سينيا شمال رام الله، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية بأن مجموعة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال تجمهرت عند مدخل بلدة عين سينيا قرب الشارع الرئيسي، وحاولوا مهاجمة مركبات المواطنين، ما أعاق حركة المواطنين في المنطقة. وفي السياق، أضافت المصادر ذاتها أن قوات الاحتلال أغلقت البوابة الحديدية على مدخل قرية عابود شمال غرب رام الله، ما يجبر المواطنين على سلوك طرق بديلة التفافية.
من جانب آخر، شيع الفلسطينيون، ظهر اليوم الاثنين، جثمان الشهيد الطفل أحمد رشيد الشولي "جزر" (14 عاماً) بمسقط رأسه في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد يوم من استشهاده برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي. وكان الطفل أحمد الشولي "جزر" أصيب برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي الليلة الماضية، بجروح حرجة في صدره، ما أدى لاستشهاده بعد وقت قصير من نقله للمستشفى. وأوضح رئيس بلدية سبسطية محمد عازم لـ"العربي الجديد"، أن موكب تشييع جثمان الشهيد جزر انطلق من أمام مستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، ونقل إلى مسقط رأسه في سبسطية.
بعد ذلك، وصل جثمان الشهيد إلى منزل عائلته في سبسطية، حيث ألقت نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه، قبل أداء صلاة الجنازة عليه، وبعدها حمله المشيعون على الأكتاف وجابوا به شوارع البلدة، وصولاً إلى مقبرة البلدة حيث ووري جثمانه الثرى.