الضفة الغربية | مستوطنون يقتحمون الأقصى ويهاجمون قرى فلسطينية
استمع إلى الملخص
- في الضفة الغربية، نفذت قوات الاحتلال عمليات اعتقال ومداهمات، مما أدى إلى إصابة فلسطينيين واستشهاد الشاب سعيد مراد نعسان في قرية المغير.
- شهدت الضفة اعتداءات من المستوطنين، حيث دمروا محاصيل زراعية وممتلكات، ومنعت "الإدارة المدنية" تقديم الكهرباء في ضاحية بورين الجديدة، مما يعكس التضييق المستمر على الفلسطينيين.
شهد المسجد الأقصى، صباح اليوم الثلاثاء، اقتحامات من قبل مستوطنين بحراسة شرطة الاحتلال، تزامناً مع أول أيام ما يسمى بـ"عيد رأس السنة العبرية"، فيما واصلت قوات الاحتلال عملياتها الميدانية في الضفة الغربية شاملة اعتقالات، ومداهمات، وتحويل منازل فلسطينية إلى ثكنات عسكرية، وسط حصار مستمر لبلدة يعبد، فيما استشهد شاب باعتداء للمستوطنين في بلدة المغير شرقي رام الله.
مجموعات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال في أول أيام ما يسمى "رأس السنة العبرية". pic.twitter.com/TRiA6HAbXr
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) September 23, 2025
وبحسب مصادر محلية، فقد بدأ المستوطنون اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك منذ صباح اليوم الثلاثاء، في أول أيام ما يسمى "عيد رأس السنة العبرية"، وسط الغناء والتصفيق الجماعي، فيما اقتحم عضو الكنيست السابق المتطرف يهودا غليك المسجد مرتدياً اللباس الديني التوراتي بحماية شرطة الاحتلال. ومنذ الليلة الماضية، بدأ المستوطنون يقتحمون حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى، وأدوا طقوساً تلمودية مع بدء ما يسمى بـ"عيد رأس السنة العبرية".
عضو كنيست الاحتلال السابق يهودا غليك يقتحم المسجد الأقصى بلباس ديني توراتي بحماية شرطة الاحتلال. pic.twitter.com/VG49YJzoEl
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 23, 2025
من جانب آخر، واصلت قوات الاحتلال صباح اليوم اعتقالاتها ومداهماتها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وفي سلفيت، شمالي الضفة، حوّلت قوات الاحتلال اليوم منزلين لمواطنين فلسطينيين إلى ثكنتين عسكريتين، هما منزل المواطن جهاد مرزوق مرعي في بلدة كفر الديك، حيث أُبلغ أصحاب المنزل بضرورة مغادرته والعودة إليه يوم غد الأربعاء، ومنزل المواطن سعيد صالح شاهين في مدينة سلفيت، بينما أغلقت قوات الاحتلال المدخل الشمالي للمدينة، ونشرت قواتها بشكل مكثف في محيط المكان.
وحوّل جنود الاحتلال البناية المكونة من شقتين لمرعي وابنه الذي كان قد تزوج قبل شهر واحد فقط، إلى ثكنة عسكرية، وأغلقوا البوابة الخاصة به وبقوا في المكان لثماني ساعات قبل الانسحاب. وقال مرعي لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله بعد خلع بوابته الرئيسية، "وفجأة اقتحم الجنود غرف النوم، ثم أجبروني مع عائلتي على الخروج من المنزل مع إبلاغنا بعدم العودة حتى مغرب يوم غد الأربعاء"، لكن "لحسن حظنا أن الجنود غادروا المنزل عند الساعة الحادية عشرة صباحا دون أي سبب ودون إبلاغنا بأي شيء، ودون أن يستخدم الجنود المنزل لأي غرض سوى البقاء فيه لعدة ساعات".
من جانبه، قال رئيس بلدية كفر الديك يوسف الأحمد لـ"العربي الجديد": "لا توجد تقديرات لسبب هذا الاقتحام والمكوث في المنزل لساعات، ولم تبلغ البلدية بأي شيء سواء من جيش الاحتلال أو الارتباط الفلسطيني"، مؤكدا تكرار اقتحام البلدة. وتقع كفر الديك غرب سلفيت وتعاني من الاستيطان الذي يسيطر على مساحات من أراضيها، ويخنقها من الجهتين الشمالية والغربية، حيث تقام على أراضيها أربع مستوطنات وبؤرة استيطانية رعوية. وتعاني محافظة سلفيت من انتشار واسع للاستيطان على أراضي مدينتها وبلداتها وقراها، حيث يقام فيها 24 تجمعا استيطانيا على الأقل، من بينها مناطق صناعية كبيرة ومستوطنة أريئيل التي تشكل إصبعا استيطانيا يمتد من الخط الأخضر إلى وسط الضفة، بينما يبلغ عدد التجمعات السكانية الفلسطينية في المحافظة 19 بين مدينة سلفيت وقراها وبلداتها.
إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصارها بلدة يعبد، جنوب غربي جنين، لليوم الخامس على التوالي، عبر إغلاق المداخل بالسواتر الترابية، ومنعت أي شخص من الدخول أو الخروج، مهددة كل من يقترب من السواتر بإطلاق الرصاص، حسب ما أكده مدير البلدية محمد العبادي، في حديث مع "العربي الجديد". وحذر العبادي من خطورة استمرار الحصار المفروض على بلدة يعبد على حياة الأهالي، والنقص في المواد التموينية والغذائية والأدوية، والخطر على انتقال المرضى.
إصابتان برصاص الاحتلال شمالي الخليل
إلى ذلك، أصيب فلسطينيان عصر اليوم الثلاثاء بجروح، أحدهما وُصفت حالته بما بين المتوسطة إلى الخطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة حلحول شمال الخليل، جنوبي الضفة الغربية. وقال الصحافي عبد الرحمن البابا لـ"العربي الجديد"، إن أحد المصابين أصيب بالرصاص في البطن والقدم، ووصفت حالته بما بين متوسطة وخطيرة، فيما أصيب الآخر برصاصة في الأطراف وحالته مستقرة. وأشار البابا إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة حلحول وتجولت في شوارعها، كما أغلقت البوابات المحيطة بمداخلها، وأطلقت الرصاص بشكل عشوائي، ما أدى لإصابة فلسطينيين. ولفت البابا إلى أنه جرى نقل أحد المصابين إلى مستشفى حلحول، فيما نُقل الآخر إلى المستشفى الأهلي بمدينة الخليل لتلقي العلاج.
شهيد في المغير باعتداء لمستوطنين
وشهدت قرية المغير شمال شرق رام الله، مساء الثلاثاء، اعتداءً جديداً نفذه مستوطنون إسرائيليون بحماية قوات الاحتلال، وأدى إلى استشهاد الشاب سعيد مراد نعسان متأثراً بإصابته بالرصاص الحي، فيما أصيب فلسطينيان آخران بجروح خطيرة. وأكد نائب رئيس مجلس قروي المغير مرزوق أبو نعيم لـ"العربي الجديد"، أن المستوطنين أطلقوا الرصاص بشكل مباشر خلال تصدي الأهالي لاقتحام نفذوه على أطراف القرية.
وأوضح أبو نعيم أن المستوطنين جلبوا أغنامهم وشرعوا برعيها في أراضي القرية، الأمر الذي أثار مواجهات مع الأهالي الذين حاولوا منعهم، قبل أن يفتح المستوطنون النار، ما أدى إلى وقوع الإصابات. وأشار إلى أن قوات الاحتلال التي حضرت لاحقاً إلى المكان لم تمنع الاعتداء، بل وفّرت الحماية للمستوطنين المتجمّعين على أطراف الأراضي.
من جهته، ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي في المغير، إحداهما في الفخذ، بينما كانت الثانية خطيرة للغاية بعد إصابة مباشرة في الصدر. وأضافت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشاب سعيد مراد نعسان (20 عاماً) استشهد متأثراً بجروحه البالغة، وهو ما يعكس خطورة الاعتداءات المتواصلة التي ينفذها المستوطنون ضد الأهالي.
وفي سياق منفصل، أصيبت المواطنة شيماء الجبارين من مسافر يطا جنوب الخليل برضوض وكدمات، بعدما هاجم مستوطنون منزل عائلتها. وقال الناشط أسامة مخامرة إن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني قدمت العلاج اللازم لها في المكان، مشيراً إلى أن اعتداءات المستوطنين في مسافر يطا تتواصل بشكل شبه يومي، في محاولة لفرض مزيد من التضييق على السكان ودفعهم لمغادرة أراضيهم.
إلى ذلك، أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، بأن مجموعات من المستوطنين نفذت، منذ فجر اليوم الثلاثاء، سلسلة اعتداءات متفرقة استهدفت تجمعات سكنية وأراضي زراعية في محافظات عدة بالضفة الغربية.
وأوضح مليحات أن مستوطنين اقتحموا، فجرًا، تجمع شلال العوجا شمال أريحا بواسطة مركبات زراعية (تركتورات)، حيث تجولوا بين منازل المواطنين بصورة عدوانية واستفزازية، ما تسبب بحالة من الذعر بين الأهالي. وأكد أن مستوطنين أطلقوا صباحًا، مواشيهم داخل أراضي المزارعين في بلدة سعير شمال الخليل، ما أدى إلى إتلاف مساحات من المحاصيل الزراعية. وفي وقت لاحق، أقدم مستوطنون على تدمير مزرعة جوافة، تعود للمواطن صلاح عبد اللطيف رداد من بلدة الزاوية غرب سلفيت، حيث أتلفوا خطوط وخزانات المياه وهدموا الغرفة الزراعية داخل المزرعة، ما ألحق خسائر مادية فادحة بالمزارع.
إلى ذلك، أشار مليحات إلى أن ما يسمى بـ"الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال، وبمساندة مجموعات من المستوطنين، منعت ظهر اليوم الطواقم الفنية من تقديم خدمة الكهرباء للمواطنين في ضاحية بورين الجديدة جنوب نابلس، رغم أن المنطقة تقع ضمن التصنيف (B) الخاضع إداريًا للسلطة الفلسطينية. ويهدف المشروع، وفق مليحات، إلى تزويد السكان بالكهرباء في خدمة أساسية لتحسين أوضاعهم المعيشية، إلا أن التدخل المباشر حال دون ذلك، في انتهاك واضح للاتفاقيات الموقعة.