الضفة الغربية | مستوطنون يحرقون عشرات الدونمات الزراعية بالخليل
استمع إلى الملخص
- نفذت قوات الاحتلال اعتقالات ومداهمات في الضفة الغربية، وهدمت منزلاً في شقبا، وجرفت جدارًا في النبي الياس، واعتدى مستوطنون على فتى في بردلة.
- حذرت محافظة القدس من خطورة الاعتداءات على التجمعات البدوية، وأضرم مستوطنون النار في أراضٍ زراعية شمال شرق الخليل ضمن مخطط E1 الاستيطاني.
اقتحم مستوطنون، صباح اليوم الاثنين، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت مصادر محلية أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال، وأدت ما يعرف بـ"السجود الملحمي" في باحاته، في حين أعاد مستوطنون، بناء خيمة في المكان ذاته الذي شهد الليلة الماضية هدم بؤرة استيطانية في بلدة عطارة، شمال رام الله، وسط الضفة الغربية، حيث أقدمت الإدارة المدنية الإسرائيلية برفقة شرطة الحدود وحرسها على هدم ثماني خيام أقامها المستوطنون، ومصادرة الخيام والدعائم الحديدية، علما أن البؤرة الاستيطانية أقيمت قبل نحو شهر.
من جهة أخرى، قال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، "إن المزارع محمد صوافطة تعرض الليلة الماضية لاعتداء جديد من قبل مستوطنين اثنين من البؤرة الاستيطانية المقامة في منطقة قاعون بالأغوار الشمالية، بعد تهجمهما عليه وإقدامهما على تخريب محاصيله الزراعية عبر إدخال مواشيهما للرعي داخل أرضه".
كما قالت المنظمة في بيان آخر، إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي شرعت، بوضع مكعبات إسمنتية بالقرب من بوابة بلدة السموع في منطقة السيميا جنوب الخليل، بهدف تكريس واقع الحصار المفروض على القرى والبلدات في جنوب الخليل.
ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عمليات اعتقال ومداهمات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. واقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي، اليوم الاثنين، محيط مدرسة في سلوان، تزامناً مع وقفة احتجاجية للأهالي في المكان.
إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن قوات الاحتلال اقتحمت محيط مدرسة سلوان الإعدادية للبنين، بالتزامن مع وقفة احتجاجية نظمها الأهالي والطلاب رفضاً لسياسات الاحتلال التعسفية في نقل المدرسة، وأسرلة المنهج، وأمهلت المشاركين دقائق معدودة لمغادرة المكان.
هدم منزل في رام الله
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الاثنين، منزلاً قيد الإنشاء في قرية شقبا، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، وفق ما أفاد رئيس مجلس قروي شقبا عدنان شلش لـ"العربي الجديد". وأوضح شلش أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية شقبا برفقة جرافة ضخمة، وشرعت بهدم المنزل العائد للمواطن لؤي عبد ربه، قبل أن تنسحب من المكان.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال جرفت، اليوم الاثنين، جداراً إسمنتياً في قرية النبي الياس، شرق قلقيلية، شمال الضفة الغربية، كان يحيط بأرض زراعية تبلغ مساحتها أربعة دونمات. إلى ذلك، اعتدى مستوطنون، اليوم الاثنين، على الفتى مصعب أنور صوافطة أثناء رعيه الماشية في قرية بردلة بالأغوار الشمالية في الضفة الغربية.
من جانبها، حذرت محافظة القدس من خطورة الجريمة النكراء التي ارتكبتها مجموعات المستوطنين المسلحين بحق أهالي تجمع بدو العراعرة، شرق مدينة القدس، الاثنين الماضي، 25 أغسطس/آب 2025، والتي جرت تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، مبينة أن المستوطنين اقتحموا التجمع واعتدوا على المواطنين العزل داخل منازلهم، ما أدى إلى إصابة المواطن عطا الله عراعرة، وسط حالة من الرعب والهلع بين النساء والأطفال، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليه.
وأكدت المحافظة، في بيان، أن هذا الاعتداء الوحشي يأتي في سياق متصاعد من الانتهاكات التي تستهدف التجمعات البدوية في محافظة القدس، والتي يبلغ عددها 22 تجمعًا بدويًا، يقطنها أكثر من سبعة آلاف مقدسي، جميعهم مهددون بالتهجير القسري ضمن تنفيذ مخطط E1 الاستيطاني، الذي يهدف إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وعزل القدس عن امتدادها الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني، وفرض واقع استيطاني لا رجعة فيه.
وأشارت المحافظة إلى أن هذا المخطط لا يشكل فقط انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بل يُصنّف ضمن جرائم الحرب والتطهير العرقي، وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي.
واعتبرت محافظة القدس أن ما تتعرض له التجمعات البدوية في محيط المدينة، وعلى رأسها تجمع بدو العراعرة، يُشكّل انتهاكاً ممنهجاً لحقوق الإنسان، وجريمة تطهير عرقي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد ومخطط. وأكدت، في الوقت ذاته، أن "استمرار هذه الجرائم في ظل صمت المجتمع الدولي يُعد تواطؤاً غير مباشر، ويُشجع الاحتلال على التمادي في انتهاكاته، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من الجهات الدولية المختصة لوقف هذا النزيف القانوني والإنساني، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وفقاً لأحكام القانون الدولي".
مستوطنون يضرمون النار بالأراضي شمال شرق الخليل
إلى ذلك، أضرم مستوطنون مساء اليوم، النار في أراضي الفلسطينيين بمنطقة وادي سعير شمال شرق الخليل جنوب الضفة الغربية، ما أدى إلى إحراق عشرات الدونمات المزروعة بأشجار الكرمة واللوزيات والزيتون تعود لعائلتي الشلالدة والطروة وعائلات أخرى. وأوضح مدير بلدية سعير صبحي جرادات لـ"العربي الجديد"، أن المستوطنين اقتحموا الوادي بأعداد كبيرة وأشعلوا النيران في الأراضي الزراعية، كما اعتدوا على عدد من المزارعين بالضرب ورشق الحجارة خلال محاولتهم الوصول إلى أراضيهم.
وأشار جرادات إلى أن الحرائق امتدت إلى مناطق شاسعة فيها مئات الدونمات، بينما يمنع الاحتلال أصحاب الأراضي أو أيّ أحد من دخولها، والوصول إليها. وبيّن جرادات أن البلدة لا تتوفر فيها مركبة إطفاء، ما اضطرهم لطلب المساعدة من بلدة بني نعيم المجاورة لهم، ومن محافظة بيت لحم. ولفت إلى أن هذه الاعتداءات تأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف لتهجير السكان من المنطقة لصالح التوسع الاستيطاني، مشيراً إلى أن الاعتداءات تجري من مستوطني "أصفر" ومستوطنات أخرى جميعهم مسلّحون ويمارسون أشكالاً متعدّدة من الاعتداءات تهدف لتهديد حياة السكان.