الضفة الغربية | قوات الاحتلال تنسحب من نابلس بعد 16 ساعة من الاقتحام
استمع إلى الملخص
- في الخليل وبيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين وأغلقت طرقاً، بينما اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى وأراضي شلال العوجا. في الأغوار الشمالية، سرق مستوطنون خيمة، وتواصل شق الطرق الاستيطانية.
- دعا نبيل أبو ردينة إلى فرض عقوبات على الاحتلال بسبب التصعيد، محذراً من تدمير المنطقة. أشار إلى رحيل قسري لعائلات من عرب الكعابنة، داعياً لحماية دولية للتجمعات البدوية.
قوات الاحتلال تعمدت إحداث أضرار عبر تخريب محتويات المنازل
عمليات تفتيش ومداهمات منذ ساعات فجر اليوم
تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيمات جنين وطولكرم منذ أشهر
انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الأربعاء، بشكل كامل من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد 16 ساعة من الاقتحام الذي تخللته مداهمات كبيرة للمنازل، وإجبار سكانها على المغادرة بالقوة، ومواجهات أدت لوقوع عشرات الإصابات. وفي التفاصيل، أفادت مصادر محلية، صباح اليوم، بأن قوات الاحتلال تعمدت إحداث أضرار عبر تخريب محتويات المنازل وخلع أبوابها، إضافة إلى خلع أبواب مدرسة ومتحف في المنطقة.
وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، في إحصائية نهائية لاقتحام البلدة القديمة من مدينة نابلس، أن طواقمه تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي، وإصابة بشظايا رصاص، و6 إصابات بالرصاص المطاط، وإصابة جراء السقوط، وأخرى جراء اعتداء بالضرب من قبل جيش الاحتلال، و28 إصابة جراء استنشاق الغاز. وأشار الهلال الأحمر إلى أنه جرى إخلاء ثلاث حالات مرضية من داخل البلدة.
وأدى الاقتحام إلى اضطرار عدد من المدارس والمؤسسات الرسمية في نابلس إلى تأجيل الدوام لهذا اليوم، في ظل مخاوف من استمرار العملية لفترة طويلة. يأتي ذلك بعد أن كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت وسط مدينة رام الله يوم أمس، ودهمت محال صرافة وصادرت كافة محتوياتها واعتقلت عددا من الموظفين، في حين اندلعت مواجهات أسفرت عن إصابة العشرات من الشبان بجروح.
من جهة أخرى، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي، اقتحام بلدة سبسطية شمال غربي نابلس، وسط مداهمة المنازل وتفتيشها، وتنفيذ عمليات تحقيق ميداني مع الشبان. وفي السياق، أكد الهلال الأحمر أنه نقل جريحاً جراء اعتداء جيش الاحتلال عليه بالضرب، أثناء الاقتحام. وبالتزامن مع هذه الاقتحامات، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيمات جنين وطولكرم منذ عدة أشهر، ما تسبب بتهجير عدد كبير من الأهالي بعد طردهم منها وتنفيذ عمليات تجريف واسعة وإعادة شق طرق جديدة تتيح لجيش الاحتلال التنقل بحرية تامة داخل المخيم، عدا عن سقوط مئات الشهداء والجرحى.
على صعيد متصل، أخطرت قوات الاحتلال بهدم ووقف بناء عدد من المنازل والمنشآت الزراعية، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن قوات الاحتلال أخطرت بهدم أكثر من 250 غرفة زراعية في قرية الجبعة، جنوب غربي مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، وعدد من المحال والمنشآت التجارية في قرية حوسان.
اعتقالات في الخليل وبيت لحم
وجنوبي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أربعة فلسطينيين من محافظة الخليل، عقب اقتحام منازلهم، وتفتيشها، والعبث بمحتوياتها، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). واقتحم جنود الاحتلال عدداً من المنازل في بلدات تفوح وصوريف وبيت أمر، وفتشوها، وعبثوا بمحتوياتها، واستجوبوا أصحابها ميدانياً، ونكلوا بهم، وأطلقوا قنابل الصوت والغاز السام صوب المواطنين.
كما نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل، وبلداتها، وقراها، ومخيماتها، وأغلقت عدداً من الطرق الرئيسية والفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية. وفي محافظة بيت لحم، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، 6 فلسطينيين بعد دهم منازل ذويهم، وتفتيشها. وذكر رئيس جمعية الأسرى المحررين محمد حميدة، أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر خالد الصيفي، في الستينيات من عمره، بعد دهم منزله في مخيم الدهيشة جنوباً.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون، اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في باحاته. كما أفادت مصادر محلية بأن مجموعات من المستوطنين اقتحمت، صباح اليوم، تجمع شلال العوجا شمالي مدينة أريحا، شرقي الضفة الغربية، وأطلقوا مواشيهم في أراضي التجمع، إلى جانب تنفيذ أعمال استفزازية واعتداءات لفظية بحق الأهالي وممتلكاتهم، في محاولة لبث الخوف والرعب بين السكان.
وأقدم مستوطنون كذلك ليل أمس الثلاثاء، على سرقة خيمة تعود للمواطن محمد دراغمة في منطقة الفارسية بالأغوار الشمالية. وفي سياق آخر، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين، حسن مليحات، لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منذ عدة أسابيع أعمال شق شارع يربط بين بلدتي حزما وجبع شمال القدس، ضمن مشاريع استيطانية تهدف إلى تثبيت المستوطنات وفرض السيطرة على الأراضي الفلسطينية، معتبراً ذلك تصعيداً جديداً في سياسة الاحتلال الهادفة إلى تهجير السكان وتغيير ملامح المنطقة الجغرافية والديمغرافية.
وفي سياق متصل، أخطرت قوات الاحتلال بهدم منزل المواطن علاء وجيه بشارة في قرية المغير شمال شرقي رام الله، وسط الضفة الغربية. إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال، الليلة الماضية، خيمة في عين الحلوة بالأغوار الشمالية الفلسطينية، تعود للمواطن قدري دراغمة واحتجزته.
أبو ردينة يطالب بفرض عقوبات على الاحتلال
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في تصريح صحافي: "إن التصعيد الإسرائيلي الخطير في المدن والقرى والمخيمات مدان ومرفوض، وآخره اقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس فجر اليوم، ومحاصرة البلدة القديمة، واستهداف المواطنين، وإجبارهم على ترك منازلهم، مترافقاً مع استمرار حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة".
وأكد أبو ردينة أن تصاعد اعتداءات جيش الاحتلال وإرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني تتحمل مسؤوليتهما الحكومة الإسرائيلية التي إذا استمرت في هذه السياسة فإنها ستدمر كل شيء وستقود المنطقة إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار. ودعا أبو ردينة الإدارة الأميركية إلى تحمل مسؤولياتها والضغط على حكومة الاحتلال لوقف هذه السياسات الخطيرة، المخالفة لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وإجبارها على وقف الحرب وسياساتها العدوانية.
وقال أبو ردينة: "إن على المجتمع الدولي التحرك الفوري لمواجهة التحدي الإسرائيلي للشرعية ورفضه الالتزام بالقانون الدولي، وعدم الاكتفاء بسياسة التنديد والاستنكار، وفرض عقوبات تجبر دولة الاحتلال على مراجعة سياساتها التدميرية للمنطقة والعالم".
إجبار 3 عائلات من عرب الكعابنة على الرحيل القسري
وفي سياق متصل، أفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين، مساء الأربعاء، بأن ثلاث عائلات من تجمع عرب الكعابنة البدوي شرق بلدة الطيبة، شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، بدأت مساء اليوم بالرحيل القسري عن منازلها، بعد حملة مضايقات واعتداءات متكررة نفذها مستوطنون. وأكدت منظمة البيدر، في بيان صحافي، أن ما جرى يشكل تصعيداً واضحاً يهدف إلى إخضاع الفلسطينيين وتهجيرهم من أراضيهم.
وأشار المشرف العام لمنظمة البيدر، حسن مليحات، إلى أن هذه العائلات اضطرت إلى هدم منازلها بأيديها بعدما أصبحت الحياة فيها غير ممكنة، نتيجة استمرار الاعتداءات والمضايقات المتواصلة من المستوطنين، والتي شملت محاولات مصادرة الأراضي وإتلاف الممتلكات وتهديد سلامة السكان بشكل دائم، ودفع هذا الوضع الأهالي إلى اتخاذ هذا القرار الصعب لمواجهة الواقع القاسي الذي يعيشونه يومياً، وسط شعور دائم بالقلق والخوف على حياتهم ومستقبل أبنائهم.
وأكد مليحات أن هذه الإجراءات تأتي ضمن سياسة ممنهجة لإفراغ التجمعات البدوية من سكانها وفرض السيطرة على أراضيهم، مشيراً إلى أن أهالي شرق الطيبة يواجهون ضغوطًا متصاعدة تهدد كل مظاهر حياتهم اليومية، بما في ذلك مصادر رزقهم وممتلكاتهم الزراعية. وشدد مليحات على أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًاً صارخاً للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، حيث إن استمرارها يزيد من معاناة السكان ويضعهم أمام واقع مأساوي من التشريد والحرمان، داعياً إلى توفير الحماية الدولية للتجمعات البدوية والتحرك العاجل لوضع حد لهذه الاعتداءات وحمايتهم من التهجير القسري الذي يهدد صمودهم في أرضهم.
كما أشار مليحات إلى أن مجموعات من المستوطنين شرعت، مساء اليوم، بتوسيع البؤرة الاستيطانية المقامة على قمة جبل الراس في قرية أم صفا شمال مدينة رام الله. وقال مليحات إن هذا التوسع يندرج ضمن مساعٍ لفرض السيطرة على مساحات إضافية من أراضي القرية، وهو ما يشكّل تهديدًا مباشرًا لأراضيها الزراعية ويزيد من الضغوط على الأهالي في المنطقة.