تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مناطق الضفة الغربية المحتلة وبلداتها، وسط تصعيد ميداني تخللته تعزيزات عسكرية، ومداهمات للمنازل واعتقالات في مدينة طولكرم ومخيمها، ومخيم نور شمس. وفي البلدة القديمة في مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، استُشهد شاب صباح اليوم الأربعاء برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها للبلدة.
واقتحمت قوات الاحتلال فجراً، مدينة نابلس من عدة محاور، وداهم الجنود عشرات المنازل، وأخضعوا سكانها لتحقيق ميداني من دون تسجيل اعتقالات. وتركزت المداهمات في حارات البلدة القديمة، فيما انتشر جنود الاحتلال على أسطح البنايات العالية، واعتدوا على الفلسطينيين، وأجبروهم على الخروج في العراء. وفي محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال سبعة فلسطينيين، كما نصبت عدة حواجز عسكرية على مداخل الخليل، وبلداتها، وقراها، ومخيماتها، وأعاقت حركة تنقل المواطنين.
في الأثناء، استأنف المستوطنون الإسرائيليون، صباح اليوم الأربعاء، اقتحام المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بعد توقف دام 14 يوماً، وذلك بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، وسط إجراءات مشددة من قوات الاحتلال. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أنّ عشرات المستوطنين بقيادة بن غفير اقتحموا الأقصى، على شكل مجموعات، من جهة باب المغاربة، وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية في باحاته.
وكان مستوطنون إسرائيليون، قد شنّوا، مساء أمس الثلاثاء، 3 هجمات على بلدة دوما جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة، وقرب بلدة أريحا شرقي الضفة، فأصابوا 7 فلسطينيين، وأحرقوا بعض الممتلكات، واستولوا على نبع مياه، وخربوا محاصيل زراعية. وبدورها، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان، أنّ الهجوم على دوما "ترجمة عملية لتصريحات كاتس وسموتريتش التحريضية".
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش إن إسرائيل "باقية" في الضفة الغربية المحتلة، مدافعاً عن توسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، على الرغم من أن القانون الدولي بها يعتبرها غير مشروعة. وأضاف سموتريتش أن عام 2024 شهد العدد الأكبر على الإطلاق من عمليات هدم المباني الفلسطينية، بزعم أنها بلا ترخيص في أراضي الضفة الغربية التي تحتلها منذ 1967.
وقال سموتريتش مستخدماً التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية إن "يهودا والسامرة هما مهد وطننا، وأرض التوراة. نحن هنا لنبقى". وتابع عقب جولة في الضفة برفقة وزير الأمن يسرائيل كاتس إنّ "الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى توسيع المستوطنات في يهودا والسامرة". وأضاف"خلال العام الماضي، حطمنا الرقم القياسي في هدم المباني العربية غير القانونية في يهودا والسامرة... لكي نكسب هذه المعركة، علينا استخدام أدوات استراتيجية إضافية".
كلّ التطورات في الضفة الغربية يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول: