الضفة الغربية | شهيد في رام الله ومصابون في القدس مع استمرار اعتداءات المستوطنين
استمع إلى الملخص
- واصل المستوطنون أعمال الحفر في بؤرة استيطانية جديدة في نابلس، ومنعت قوات الاحتلال فعالية ثقافية في المسعودية، مما يعزز الأطماع الاستيطانية.
- تصاعدت التوترات مع اعتداءات المستوطنين على محاصيل الزيتون والمركبات، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين ومخاطر النزوح والحرمان.
أصيب فتى فلسطيني (17 عاماً) برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الساقين، صباح اليوم السبت، كما أُصيبت مواطنة فلسطينية برضوض وجروح من جراء اعتداء مجموعة من المستوطنين عليها غرب بيت أمر شمال الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة. فيما أعلنت وزارة الصحة استشهاد الشاب حمدان موسى محمد أبو عليا (18 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية المغير، شمال شرق رام الله.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن طواقمه الطبية في بلدة العيزرية، جنوب شرق القدس، تعاملت، صباح السبت، مع إصابة فتى (17 عاماً) من جراء تعرضه لإطلاق نار حي في الساقين من قِبل قوات جيش الاحتلال بالقرب من جدار الفصل العنصري في منطقة الشيخ سعد في القدس، حيث جرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وفي محافظة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أكد المشرف العام لمنظمة "البيدر" للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات، لـ"العربي الجديد"، أن الفلسطينية نجلاء حسين عقيلان عقل أُصيبت، صباح اليوم السبت، برضوض وجروح عقب اعتداء مستوطنين عليها أثناء وجودها مع زوجها وأطفالهما في أرضهم الزراعية بمنطقة وردان غرب بيت أمر، شمال الخليل، ونُقلت إلى المستشفى للعلاج.
كما أكدت مصادر محلية إصابة شاب فلسطيني، مساء اليوم السبت، بجروح برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في البطن خلال اقتحام قرية المغير شمال شرق رام الله، وسط الضفة الغربية.
وفي سياق الاقتحامات لمدن الضفة الغربية وقراها، اقتحمت قوات الاحتلال، السبت، عدة مناطق في محافظة بيت لحم، وقالت الوكالة الفلسطينية للأنباء (وفا) إن قوات الاحتلال اقتحمت قرى وبلدات: رفيديا، العساكرة، بيت تعمر، بيت فالوح، حرملة، تقوع والخضر. من دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وأفادت "وفا" بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، فجر السبت، مدينة نابلس ودهمت عدة منازل في مخيم العين، وعدة أحياء بالمدينة، وسط عمليات تفتيش والعبث بمحتويات المنازل. وأضافت أن قوات الاحتلال اعتقلت الشاب محمد القيسي من مخيم العين، وعامل دويكات من امتداد شارع السكة في المدينة.
وفي نابلس أيضاً، واصل مستوطنون، مساء اليوم السبت، أعمال الحفر والتجريف في بؤرة استيطانية جديدة، أقيمت أمس الجمعة، على بعد 400 متر فقط من تجمّع شكارة البدوي شرق بلدة دوما جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، بحسب ما أكده المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات في حديث مع "العربي الجديد". وشدد مليحات على أن أهالي التجمّع قلقون من تأثير هذه البؤرة على حياتهم اليومية وممتلكاتهم، مؤكدين حقهم في البقاء والحفاظ على أراضيهم وسط تصاعد التوترات في المنطقة.
منع فعالية ثقافية في "سكة الحجاز" بالمسعودية
وفي السياق، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم السبت، فعالية تراثية وثقافية في منطقة المسعودية شمال غرب نابلس، وأجبرت المشاركين فيها على المغادرة، وحولتها إلى منطقة عسكرية مغلقة، وسط مخاوف من تنامي الأطماع الاستيطانية في المنطقة.
وقال عضو اللجنة الشعبية التابعة لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية ورئيس مجلس قروي برقة السابق، سامي دغلس، لـ"العربي الجديد"، "إن الفعالية التي جاءت بمشاركة نحو 400 شخص بينهم 100 طفل من مخيمات صيفية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى مشاركة 20 مؤسسة فلسطينية ووزير السياحة والآثار هاني حايك ومحافظ نابلس غسان دغلس، كانت تهدف إلى إعادة إحياء منطقة المسعودية وتعزيز صمود سكانها وحمايتها من التوسع الاستيطاني".
وأشار دغلس إلى أن النشاط الثقافي التراثي أقيم تحديدًا في موقع "حديقة برقة الوطنية"، في "سكة حديد الحجاز التاريخية"، وهي منطقة مصنفة "ج"، إلا أن الفعالية نُظمت داخل منطقة مصنفة "ب" وفق اتفاقية أوسلو قريبة من السكة.
ورغم ذلك، اقتحم جيش الاحتلال الموقع بمساندة أمن مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي المواطنين وأبلغوا القائمين على الفعالية بمنعها، وفق دغلس. وأوضح أنه جرى التواصل مع الارتباط المدني الفلسطيني الذي أكد عدم وجود أي قرار إسرائيلي بمنع الفعالية، وتوجه المنظمون إلى الضابط الإسرائيلي الموجود في الموقع لإبلاغه بذلك، إلا أن الجنود رفضوا بشدة التعاطي مع الأمر، وأصروا على منع النشاط.
وقال دغلس: "كانوا متوحشين، صعد جنود الاحتلال إلى منصة الفعالية ونادوا عبر مكبرات الصوت على المشاركين بالمغادرة الفورية، ما أحدث حالة من الإرباك والخوف لدى الأطفال وذويهم، واضطررنا بعد ذلك للانتقال إلى مجلس قروي برقة القريب واستكمال الفعالية هناك".
وأكد دغلس أن هذه هي المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يتم فيها إعادة تنظيم نشاط من هذا النوع في المسعودية، بعد توقف طويل بسبب التضييقات الإسرائيلية. وتابع: "رغم ما جرى سنواصل الفعاليات التراثية والثقافية والسياحية في الموقع في المستقبل، بهدف تثبيت وجودنا وحماية المنطقة".
واعتبر المسؤول الثقافي أن منع الفعالية الثقافية يعزز من الأطماع الاستيطانية في المسعودية، التي تُعد موقعًا تاريخيًّا واستراتيجيًّا مهمًّا بالنسبة للمستوطنين، خصوصًا في ظل تكثيف الانتهاكات خلال الشهرين الأخيرين.
وأوضح أن المستوطنين شرعوا منذ شهرين، وبشكل ملحوظ خلال الشهر الماضي، في اقتلاع الأشجار على جانبي الطريق الواصل بين نابلس وجنين المحاذي لمنطقة المسعودية وقرية برقة، بحجة "تأمين مرور المستوطنين"، حيث أُزيلت نحو ألف شجرة زيتون ولوزيات خلال شهر واحد، إضافة إلى تخريب الأسيجة والمحاصيل الزراعية.
وبيّن دغلس أن محطة سكة الحديد التاريخية تقع على أراضي قرية برقة، ويوجد في محيطها نحو 12 منزلًا فلسطينيًّا، وتتعرض المنطقة لأطماع استيطانية بسبب موقعها الحيوي.
من جانب آخر، حذر دغلس من أن جيش الاحتلال أبلغ عددًا من العائلات الفلسطينية في المسعودية بضرورة هدم منشآتهم "ذاتيًّا" قبل يوم غد الأحد، وإلا فسيتولى الجيش عملية الهدم ويُجبرهم على دفع التكاليف، في مؤشر على احتمال تنفيذ عملية هدم واسعة.
في سياق آخر، أكدت مصادر محلية أن مستوطنين أضرموا النار ظهر اليوم السبت، داخل محاصيل الزيتون في مرج سيع بين قريتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية. وبحسب المصادر، فإن الأهالي تصدوا للمستوطنين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الأهالي وأولئك المستوطنين، واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ذلك المنطقة، وسُمعت أصوات إطلاق نار في المكان، من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
في غضون ذلك، أكدت مصادر محلية أن مستوطنين أحرقوا ظهر اليوم السبت، عدة مركبات ويحاولون إحراق منزل في منطقة مرج سيع بين قريتي المغير وأبو فلاح شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وسط محاولات الأهالي التصدي لهم.
في سياق آخر، هاجم مستوطنون مسلحون، ظهر اليوم السبت، تجمع أم الحسن البدوي جنوب شرق بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بحسب ما أكده لـ"العربي الجديد" المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات.
وأشار مليحات إلى أن تجمع أم الحسن تم تهجيره قبل أسبوعين من منطقة شعب تيما جنوب بيت لحم، نتيجة سلسلة من الاعتداءات من قبل المستوطنين والضغوط على الأهالي لترك أراضيهم. وأوضح أن هذا التجمع البدوي يعاني استهدافات مركبة من قبل عصابات المستوطنين، وأن الهجوم الأخير يزيد من معاناتهم ويضاعف مخاطر النزوح القسري وانتشار الفقر والحرمان.