الضفة الغربية | شهيد في جنين واقتحام واسع لبلدة ترمسعيا في رام الله
استمع إلى الملخص
- تعرضت مناطق مختلفة لاعتداءات المستوطنين، حيث أصيب رئيس بلدية بيتا وعضو البلدية في نابلس، وأصيب ثلاثة فلسطينيين في الخليل، وقطع المستوطنون الكهرباء في شلال العوجا، واقتحموا المسجد الأقصى.
- شيّع الفلسطينيون جثماني الشهيدين سعيد النعسان وأحمد براهمة، وتعرض موكب تشييع النعسان لإطلاق نار من المستوطنين وجنود الاحتلال دون إصابات.
أبو سمرة: قوات الاحتلال اقتحمت بلدة ترمسعيا فجراً من جميع الجهات
مصادر محلية: إصابة 3 فلسطينيين نتيجة اعتداء مستوطنين عليهم بالضرب
مليحات: مستوطنون اقتحموا فجراً تجمع شلال العوجا شمالي أريحا
استُشهد شاب خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة عنزة جنوب جنين، في وقت يتواصل فيه اقتحام بلدة ترمسعيا شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة منذ فجر اليوم، وسط مداهمة للمنازل وتحقيقات ميدانية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب أحمد جهاد براهمة (24 عاماً) برصاص الاحتلال في بلدة عنزة جنوب جنين.
وفي رام الله، أكد الناشط عوض أبو سمرة من بلدة ترمسعيا لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة فجر اليوم من جميع الجهات، ووضعت حواجز عسكرية في شوارعها. وأوضح أبو سمرة أن جنود الاحتلال دهموا عشرات المنازل، سواء كانت مأهولة أم خالية من السكان، كما حطموا أبوابها، مع مصادرة أكثر من عشرين سيارة ووضعها في ساحة أحد المنازل. وأُبلغ بعض الأهالي بأن الاقتحام سيستمر لمدة 48 ساعة.
على صعيد آخر، أكد مدير بلدية يعبد، محمد العبادي لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال انسحبت صباح اليوم الأربعاء، من بلدة يعبد الواقعة جنوب غرب جنين، بعد مداهمة عدة منازل بينها منزل رئيس البلدية، أمجد عطاطرة، وتفتيشها والتحقيق مع أصحابها ميدانيًّا. وأوضح العبادي أن المدارس اضطرت إلى تأخير دوامها حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم، في ظل حصار مستمر للبلدة لليوم السادس على التوالي، عقب إغلاق مداخلها بالسواتر الترابية، كما اقتحمت قوات الاحتلال فجراً القرى المحيطة وانتشارها في شوارعها.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بعد الظهر، أن قوات الاحتلال تقتحم بين الحين والآخر شوارع بلدة يعبد، قبل أن تنسحب إلى محيط سواتر ترابية أقامتها على مداخل البلدة. وبحسب المصادر، فقد أطلقت قوات الاحتلال طائرات مسيّرة صغيرة (درون) ألقت منشورات تهديدية بحق الأهالي، متذرعة بأن بعض الشبان يشكلون "تهديداً لأمن الإسرائيليين".
إلى ذلك، أفاد نائب رئيس بلدية بيتا، محمد حمايل، لـ"العربي الجديد" بأن مستوطنين هاجموا اليوم، رئيس بلدية بيتا محمود برهم وعضو البلدية جميل السفير أثناء جولة تفقدية في منطقة جبل قماص، المهددة بالاستيطان، جنوب نابلس. وأوضح حمايل أن المستوطنين اعتدوا على برهم والسفير بالضرب، وقاموا برشهما بغاز الفلفل، كما حطموا مركبة رئيس البلدية، ما أدى إلى إصابتهما بجروح وكدمات، استدعت نقلهما للعلاج في لجنة طوارئ بيتا، ثم إلى مستشفى النجاح في مدينة نابلس لتلقي العلاج.
وأفادت مصادر محلية بأن ثلاثة فلسطينيين، بينهم سيدتان، أصيبوا اليوم الأربعاء، نتيجة اعتداء مستوطنين عليهم بالضرب المبرح في بلدة ومسافر يطا جنوب الخليل. إلى ذلك، أشار المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة، حسن مليحات، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن مجموعة من المستوطنين اقتحمت فجر اليوم، تجمع شلال العوجا شمال أريحا شرقي الضفة، وقامت بقطع خطوط الكهرباء، ما أدى إلى انقطاع التيار عن منازل الأهالي وإحداث اضطراب كبير في حياتهم اليومية.
وفي القدس المحتلة، اقتحمت مجموعة من المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في صبيحة ثاني أيام عيد "رأس السنة العبرية"، ونفذوا طقوسًا واحتفالات جماعية داخل ساحة حائط البراق من الجهة الغربية للمسجد الأقصى، شملت رقصات جماعية وأداء شعائر دينية.
تشييع جثماني الشهيدين النعسان وبراهمة
وظهر اليوم، شيّع الفلسطينيون، جثماني الشهيدين سعيد مراد النعسان (20 عاماً) في قرية المغير شمال شرقي رام الله، وأحمد جهاد براهمة (24 عاماً) في قرية عنزة جنوبي جنين، اللذين ارتقيا برصاص المستوطنين وقوات الاحتلال خلال اعتداءات واقتحامات منفصلة. وأفاد نائب رئيس مجلس قروي المغير، مرزوق أبو نعيم، لـ"العربي الجديد"، بأن الفلسطينيين شيّعوا جثمان الشهيد النعسان، الذي استشهد يوم أمس الثلاثاء، برصاص المستوطنين خلال مهاجمتهم أطراف القرية.
وأوضح أبو نعيم أن موكب التشييع انطلق من مركز طبي في قرية أبو فلاح المجاورة، حيث جرى استلام الجثمان، لكن المشيعين تعرضوا لإطلاق نار مباشر من المستوطنين وجنود الاحتلال الذين استهدفوا الموكب، دون أن تسجل إصابات. ورغم ذلك، واصل الأهالي والمشيّعون مراسم التشييع حتى وصول الجثمان إلى منزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة، ثم إلى مسجد القرية حيث أقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة الظهر.
وبعدها، حمل المشيعون جثمان الشهيد النعسان على الأكتاف وجابوا به شوارع قرية المغير وصولاً إلى المقبرة حيث ووري جثمانه في الثرى. وفي شمال الضفة الغربية، شيّع الفلسطينيون ظهراً، في قرية عنزة جثمان الشهيد أحمد براهمة، الذي ارتقى صباح اليوم، متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها برصاص قناص إسرائيلي خلال اقتحام قوات الاحتلال القرية وانتشارها في شوارعها.
وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد براهمة من أمام مستشفى جنين الحكومي باتجاه مسقط رأسه في عنزة، حيث ألقت عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ثم نُقل إلى مسجد القرية، وأُديت عليه صلاة الجنازة، قبل أن يُشيَّع محمولاً على الأكتاف في شوارع القرية، وصولاً إلى مقبرتها، حيث ووري جثمانه في الثرى، بحسب ما أفادته مصادر محلية لـ"العربي الجديد".