الضفة الغربية | الاحتلال ينسحب من طولكرم بعد حظر للتجوال واعتقالات

12 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 12:42 (توقيت القدس)
قوات الاحتلال الإسرائيلي في طولكرم، 11 سبتمبر 2025 (نضال اشتية/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من طولكرم بعد حظر تجوال وعمليات اقتحام واعتقالات واسعة، مع استمرار تفتيش المنازل في بعض المناطق.
- نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في طولكرم، ووصفت مؤسسات الأسرى الفلسطينية هذه الممارسات بأنها جريمة حرب، مطالبة بتدخل دولي لوقف الانتهاكات.
- شهدت مناطق أخرى في الضفة الغربية اقتحامات واعتداءات، حيث أصيب شبان في دير جرير واعتقل فلسطينيون في جنين، مما يعكس استمرار التصعيد الإسرائيلي.

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، من مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية المحتلة، بعد يوم من فرض حظر للتجوال فيها، تزامناً مع اقتحامات ومداهمات واعتقالات، عقب عملية تفجير عبوة ناسفة بجنود الاحتلال، نفذها مقاومون وقعت على أحد الحواجز المحيطة بالمدينة. وبالتزامن، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحام مخيمي نور شمس وطولكرم شرقي مدينة طولكرم، للشهر الثامن على التوالي، بالتوازي مع تهجير سكانهما، وهدم وتضرر منازل المخيمين.

وأكد أمين سر حركة فتح في طولكرم إياد جراد لـ"العربي الجديد"، أنه بحسب الارتباط العسكري الفلسطيني، تم رفع حظر التجول عن مدينة طولكرم، لكن ما زالت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم منطقة شارع مخيم نور شمس - مدينة طولكرم، وحارة السلامة القريبة، حيث تقوم قواته بتفتيش المنازل واحداً تلو الآخر، لكن الاقتحام من داخل المدينة انتهى، وانسحبت قوات الاحتلال من غالبية أحيائها.

وكان جراد أكد في وقت سابق اليوم، أن قوات الاحتلال فرضت منع التجوال بشكل كامل على المدينة يوم أمس، حيث منعت حركة السيارات والتجول بالشوارع. ويوم أمس، نفذت قوات الاحتلال اعتقالات ومداهمات واسعة، طاولت منازل ومحال تجارية ومواقف سيارات، بحسب جراد. وأشار إلى أن قوات الاحتلال احتجزت أكثر من ألف مواطن، وأفرجت عن غالبيتهم، فجر اليوم، فيما أبقت على عشرات المعتقلين قيد الاحتجاز حتى اللحظة، بعد أن جمعتهم في ملعب جامعة فلسطين التقنية - خضوري، وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية حول العملية، كما صادرت كاميرات مراقبة من عدة محال ومناطق، وتركت المحال التجارية مفتوحة والسيارات مشغلة.

وبحسب مصادر محلية، سمح جيش الاحتلال اليوم، بفتح الصيدليات والمخابز وبعض المتاجر في طولكرم، ابتداءً من الساعة العاشرة من صباح الجمعة، ضمن حركة محدودة سيراً على الأقدام فقط.

نحو ألف حالة اعتقال في ساعات

وفي السياق، أكدت مؤسسات الأسرى الفلسطينية أنّ حملة الاعتقالات الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال في طولكرم، واعتُقل خلالها ما يقارب ألف مواطن، تشكل تصعيداً خطيراً، وامتداداً لسياسة الاعتقال الممنهجة المتصاعدة منذ بدء الحرب، مؤكدة أنّ هذه الممارسات ترتقي إلى جريمة حرب تستهدف كسر صمود الفلسطينيين. وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، رائد أبو الحمص، في تصريح صحافي، إن "حملة الاعتقالات الجماعية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة طولكرم مساء أمس الخميس، وأسفرت عن اعتقال ما يقارب ألف مواطن فلسطيني، تمثل دليلاً واضحاً على بطش هذا الاحتلال وهمجيته، واستهتاره بكل القوانين والأعراف الدولية".

وأكد أبو الحمص أن "قوات الاحتلال اقتحمت الأحياء والمنازل والمحال التجارية بأعداد كبيرة من الجيش والسيارات العسكرية والجرافات، وبدأت عملية اعتقالات عشوائية طاولت معظم من وجدتهم أمامها، مستخدمة القوة المفرطة والعربدة والكلاب البوليسية، وأجبرت المعتقلين على السير في طوابير مشياً على الأقدام بطريقة مهينة وعنصرية". وأوضح أبو الحمص أن ما شهدته طولكرم هو جريمة حرب مكتملة الأركان، تعكس العقلية الانتقامية للاحتلال، خاصة في ظل صمت المجتمع الدولي، وعجزه عن اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الانتهاكات اليومية، مطالباً المؤسسات الدولية، وعلى رأسها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بضرورة الخروج من حالة الصمت، والتدخل الفوري لوضع حد لهذه الممارسات اللاأخلاقية واللاإنسانية.

وأكد أبو الحمص أنه أعطى التعليمات لكافة محامي الهيئة للاستنفار التام في متابعة عمليات الاعتقال، ونقل من تبقى من المعتقلين، ممن جرى نقلهم إلى معسكرات الجيش والحواجز واحتجازهم، محذراً من تعرضهم للتعذيب والتنكيل أو الإخفاء القسري. وشدد على أن هذه الهمجية الإسرائيلية لن تفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، وعمليات القمع والتنكيل والاعتقال بهذا الشكل، بل ستزيده إصراراً وتصميماً على مواصلة نضاله حتى تتحقق حريته الكاملة برحيل هذا الاحتلال بلا رجعة.

وفي رام الله، وسط الضفة الغربية، أصيب خمسة شبان برصاص قوات الاحتلال في قرية دير جرير شرقي المدينة فجر اليوم، وجرى نقل أربعة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما احتجز الجيش أحد المصابين، ووُصفت إصاباتهم بالمتوسطة والطفيفة، وفق ما أفادت مصادر محلية.

إلى ذلك، ذكر الناشط أسامة مخامرة أن مستوطنين شرعوا فجر اليوم، بأعمال حفريات جديدة في منطقة "إخلال العَدْرَة" التابعة لواد الجوايا بمسافر يطا جنوب الخليل. وفي سياق آخر، أشارت مصادر محلية إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت عدة منازل في أحياء بمدينة دورا جنوبي الخليل فجر الجمعة، واعتدت بالضرب على السكان، بمن فيهم النساء والأطفال، وكسرت محتويات المنازل والسيارات، ما أدى إلى إصابة شاب نُقل إلى المستشفى الحكومي في الخليل.

وواصلت قوات الاحتلال فجر اليوم تنفيذ اقتحامات ومداهمات في عدة محافظات في الضفة الغربية، طاولت منازل ومرافق مختلفة، وتم اعتقال عدد من الفلسطينيين، بينهم الأسير المحرر غسان الزغيبي، والنائب السابق في المجلس التشريعي الفلسطيني خالد سليمان عقب دهم منزليهما في مدينة جنين.

المساهمون