الضفة الغربية | الاحتلال يقتحم البيرة والجلزون وبلدات عدّة في رام الله

07 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 22:33 (توقيت القدس)
قوات الاحتلال في البيرة وسط الضفة، 7 أكتوبر 2025 (عصام ريماوي/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الضفة الغربية تصعيداً من قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمل اقتحامات واعتقالات في مدن مثل رام الله والقدس، واعتداءات على الصحافيين والمواطنين، بما في ذلك اعتقال شبان وأطفال وهجمات على بلدة ترمسعيا.
- في مخيم الجلزون، استمرت عمليات الاقتحام لأكثر من 6 ساعات، مع اعتقال تسعة فلسطينيين وإغلاق قرى غربي رام الله، مما أدى إلى أزمة مرور خانقة. تعرض تجمع عرب المليحات في أريحا لتفتيش واعتداءات.
- اقتحم 537 مستوطناً المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال، في محاولة لفرض واقع جديد، مما يشكل انتهاكاً للوضع التاريخي. حذرت محافظة القدس من خطورة هذه الممارسات ودعت لتحرك دولي عاجل.

شهدت مناطق عدة من الضفة الغربية المحتلة، صباح اليوم الثلاثاء، تصعيداً ميدانياً واسعاً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي نفذت سلسلة اقتحامات وعمليات دهم واعتقال في مدن وقرى بمحافظات رام الله، والبيرة، والقدس، وأريحا، وسط إجراءات عسكرية مشددة وإغلاق للطرق الرئيسية.

وبعد ساعات من الاقتحام، انسحبت قوات الاحتلال من مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام وسط الضفة الغربية ومن مخيم قلنديا وبلدة كفر عقب المجاورة، بعد تنفيذها اعتقالات طاولت عدداً من الشبان. وخلال مواجهات اندلعت عقب الاقتحامات في كفر عقب أصيب فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فيما استهدفت قوات الاحتلال الصحافيين بقنابل الغاز المسيل للدموع لمنعهم من تغطية اقتحام كفر عقب ومخيم قلنديا.

من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، الطفل عبد الله ذيب عمر وهدان (15 عاماً) من قرية تياسير شرق طوباس شمال الضفة الغربية، بينما اندلعت مواجهات بين الشبان وجنود الاحتلال من دون وقوع إصابات. كذلك هاجم مستوطنون بلدة ترمسعيا شمال رام الله، واعتدوا على منازل الفلسطينيين، وهاجموا عدداً من عمال البناء في منازل قيد الإنشاء، فيما اعتقل جنود الاحتلال خلال اقتحامهم الشاب محمد نواف عواد (33 عاماً).

وانسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء، من مخيم الجلزون شمال مدينتي رام الله والبيرة، بعد اقتحام دام لأكثر من 6 ساعات، تخللته مداهمات واعتقالات. وكان مدير مركز الجلزون للإعلام المجتمعي محمد حمدان لـ"العربي الجديد"، أفاد في وقت سابق اليوم، بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الجلزون، ونفذت عمليات مداهمة واعتقال داخل المخيم، موضحاً أن عدد المعتقلين بلغ تسعة فلسطينيين على الأقل، فيما صادرت قوات الاحتلال مركبة خلال اقتحامها للمخيم، بينما اضطرت المدارس لتعليق دوامها.

وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر محلية باقتحام قوات الاحتلال قرية كفر نعمة، غربي رام الله، حيث فرضت إغلاقاً كاملاً على مداخل القرية، وانتشرت في وسطها بشكل مكثف، ومنعت الأهالي من التنقل، كما شهدت بلدتا بلعين وبيت عور التحتا وبيت عور الفوقا، غربي رام الله، وجوداً مماثلاً لجيش الاحتلال، الذي منع مرور الفلسطينيين إلى القرى والبلدات الغربية.

وشددت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على الحواجز المقامة شمالي رام الله، ما تسبب بأزمة مرور خانقة. وعلى صعيد متصل، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"، أن قوة من جيش الاحتلال اقتحمت صباح اليوم تجمع عرب المليحات المهجر في منطقة البلقاء، شمالي أريحا، شرقي الضفة الغربية المحتلة، وأجرت تفتيشاً لمنازل الفلسطينيين، وأخضعت عدداً منهم لتحقيق ميداني، واعتدت عليهم بالضرب أثناء التحقيق.

وأوضح مليحات أن تجمع عرب المليحات كان قد هُجّر قسرياً في بداية يوليو/ تموز 2025 من منطقة المعرجات، شمال غربي أريحا، مشيراً إلى أن الاحتلال يلاحقهم مجدداً لتهجيرهم للمرة الخامسة منذ عام 1967. وأكد مليحات أن التجمعات والقرى البدوية في الأغوار ومحيط أريحا تتعرض لهجوم واسع من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين، في إطار سياسات التهجير القسري والتطهير العرقي التي تستهدف تفريغ المنطقة من سكانها الأصليين.

من جانب آخر، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني ظهر اليوم الثلاثاء، أن طواقمه استلمت إصابة برصاص قوات الاحتلال الحي لطفل يبلغ من العمر 12 عاماً، أصيب خلال اقتحام بلدة عرابة جنوبي جنين.

ومساء اليوم، أكّدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينية ونادي الأسير الفلسطيني أن الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية أبلغتهما باستشهاد المعتقل الإداري أحمد حاتم محمد خضيرات (22 عاماً) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل. وبحسب بيان مشترك لها، استشهد خضيرات في مستشفى "سوروكا" الإسرائيلي، وهو معتقل منذ 23 مايو/أيار 2024.

محافظة القدس: اقتحام 537 مستوطناً للأقصى

من ناحية أخرى، اعتبرت محافظة القدس أن اقتحام 537 مستوطناً للمسجد الأقصى، اليوم في أول أيام ما يُسمى "عيد العُرش"، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وبالتزامن مع سماح الأخيرة لـ 460 شخصاً بالدخول تحت مسمى "السياحة"، يشكّل استمراراً متصاعداً في النهج الإسرائيلي الهادف إلى فرض واقع جديد داخل المسجد وتكريس السيطرة عليه، في انتهاكٍ فاضحٍ للوضع التاريخي والقانوني القائم.

وأكدت المحافظة في بيان لها أن هذه الاقتحامات تأتي ضمن مخططٍ استعماري منظّم تقوده جماعات "الهيكل" المتطرفة، بدعمٍ مباشر من حكومة الاحتلال اليمينية التي تتبنّى فكر هذه الجماعات وتوفّر لها الغطاء السياسي والقانوني.

وحذّرت محافظة القدس من خطورة هذه الممارسات التي تستغل المناسبات الدينية اليهودية لتصعيد الاعتداءات على المقدسيين والمقدسات الإسلامية، عبر فرض القيود والعقوبات الجماعية على المواطنين، وإغلاق الحواجز ومنع المصلين من الدخول للأقصى والتضييق عليهم، في الوقت الذي تُسهّل فيه اقتحامات المستوطنين. ودعت المجتمع الدولي، ومنظمات الأمم المتحدة ذات الصلة، والأمتين العربية والإسلامية، إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة.

المساهمون