الضفة الغربية | الاحتلال يحاصر منزلين في رام الله ويفجر أحدهما
استمع إلى الملخص
- تعرض الفلسطيني جبريل العرفان لاعتداء من جنود الاحتلال، بينما نفذ المستوطنون جولات استفزازية وتدريبات عسكرية في مناطق مختلفة، وصادروا مركبات الأهالي.
- زعم جيش الاحتلال اعتقال مجموعة حاولت إطلاق قذيفة صاروخية، واعتقل 75 فلسطينياً خلال الأسبوع، وأفرج عن الشيخ محمد سرندح بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سردا شمال رام الله، اليوم الجمعة، وحاصرت منزلاً وأطلقت عليه قذيفة "إنيرغا" ما أدى إلى احتراق أجزاء منه، فيما حاصرت منزلاً آخر في بلدة بيتونيا واقتحمت مقهى في شارع ركب وسط مدينة رام الله.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة سردا شمال رام الله، وحاصرت منزلاً تحصّن فيه الشاب عبد الله محمود الريماوي، وأطلقت الرصاص الحي باتجاه المنزل وقذيفة "إنيرغا"، ما أدى إلى احتراق أجزاء من المنزل الخارجية، قبل أن يسلم الشاب نفسه. وعقب عملية الاعتقال، فجرّت قوات الاحتلال أجزاءً كبيرة من المنزل، إضافة إلى سيارة كانت بداخل مخزن فيه، قبل أن تنسحب من المكان.
عاجل| بعد انفجار ضخم.. اشتعال النيران في المنزل الذي يحاصره الاحتلال بقرية سردا شمال رام الله. pic.twitter.com/CC7VAlQGqC
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 19, 2025
وبحسب ما ذكرته مصادر محلية، فإن قوات الاحتلال تطارد الشاب الريماوي منذ أيام، واعتقلت والده خلال اقتحام منزل العائلة في بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، كما احتجزت والدته للضغط عليه لتسليم نفسه، قبل إطلاق سراحها في وقت لاحق.
وفي بيتونيا غرب رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة ودهمت عدداً من المحال التجارية بعد خلع أبوابها، فيما حاصرت منزلاً، واعتقلت الشاب منذر الشافعي، كما اقتحمت تلك القوات مدينة رام الله، ودهمت مقهى في شارع ركب، وعاثت فيه فساداً وخراباً.
وفي شمال الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة مواطنين فلسطينيين من مدينة نابلس فجر اليوم، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها، كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات ومداهمات في بلدة برقين غرب جنين وبلدة عرابة جنوب جنين، إذ اعتدت بالضرب المبرح على الطبيب نضال العارضة خلال اقتحام منزله، ما استدعى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.
إصابة فلسطيني خلال اعتداءات للمستوطنين
وأفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد"" بأن الفلسطيني جبريل جبر العرفان من منطقة واد السمان في البادية أصيب بجروح طفيفة، اليوم الجمعة، بعد تعرضه لاعتداء بالضرب المبرح من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين أقدموا على احتجازه عقب اعتداء المستوطنين عليه. واقتحمت قوات الاحتلال صباح اليوم بلدة خلة الميه شرق يطا وصادرت مركبات تعود لعدد من الأهالي، بينما نفذت مجموعات من المستوطنين جولات استفزازية في قرى وتجمعات مسافر يطا جنوب الخليل، تزامناً مع انتشار واسع لرعاة المستوطنين في محاولة لافتعال الصدامات مع المواطنين، وفق مليحات.
من جانب آخر، أشار مليحات إلى أن مجموعات من المستوطنين نفذت تدريبات عسكرية تخللتها عمليات إطلاق نار حي في منطقة أم الدرج بالبادية البدوية في الخليل، في حين شرع مستوطنون آخرون في أعمال تسييج في منطقة عساف بالأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية، بهدف السيطرة على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية والرعوية العائدة لنحو ثلاثين عائلة من بلدة طمون جنوب طوباس.
إلى ذلك، زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وما تُسمى وحدة مكافحة الإرهاب (اليمام)، اعتقال مجموعة في رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، ليل الخميس- الجمعة، حاولت إطلاق قذيفة صاروخية في الآونة الأخيرة باتجاه أهداف اسرائيلية، والعثور على قذائف في المكان. أعلن جيش الاحتلال في بيان عممه أنه "اعتقل أفراد الخلية الذين يُشتبه بتنفيذهم محاولة إطلاق قذيفة صاروخية من كفر نعمة الأسبوع الماضي".
وتحدث بيان جيش الاحتلال عن محاصرة المبنى الذي كانت المجموعة فيه، قبل إطلاق النار نحوه، واعتقال ثلاثة أشخاص بعد خروجهم من المبنى، مدعيا العثور على "عشرات القذائف الصاروخية والعبوات الناسفة والمواد المتفجرة، إلى جانب أدلة تربطهم ( أي المعتقلين) بعملية تصنيع ومحاولة إطلاق قذائف صاروخية. كما ضُبطت مخرطة لإنتاج القذائف الصاروخية في إطار العملية بمنطقة رام الله".
في سياق متصل، تكثّف قوات الاحتلال عملياتها المختلفة في الضفة الغربية بمشاركة مختلف أجهزتها وأذرعها الأمنية، وأعلن الجيش اليوم، اعتقال 75 فلسطينياً خلال الأسبوع الحالي، بحجة أنهم "مطلوبون". وذكر الجيش في بيان، أنه مع اقتراب فترة الأعياد اليهودية، تنتشر القوات في حماية المستوطنات، ومحاور الطرق، ومناطق التماس. وأضاف أن القوات الإسرائيلية عملت خلال هذا الأسبوع، في عشرات القرى الفلسطينية، ضمن عمليات على مستوى كتائب وألوية. ومن بين المعتقلين الذين أعلن عنهم، 10 فلسطينيين اعتقلهم من بلدة قباطية، و13 من بيت لحم، و9 في منطقتي طولكرم وسلفيت، زاعما مصادرة أسلحة وذخائر.
من جانبه، حاول وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، استغلال الحادثة بالتحريض على الضفة الغربية والسلطة الفلسطينية ودعا إلى تفكيكها. وقال بن غفير إن "ضبط الصواريخ في يهودا والسامرة (الاسم الإسرائيلي للضفة الغربية المحتلة) لا يفاجئني. كما حدث في غزة عشية 7 أكتوبر (تشرين الأول 2023)، حين كنت من القلائل الذين حذّروا من المفهوم السائد، كذلك الأمر في الضفة". وزعم أن "السلطة الفلسطينية هي كيان إرهابي، يتدرب لتنفيذ عملية مشابهة لـ7 أكتوبر في الضفة، وتدفع رواتب لمن يقتل اليهود، وتربي في مؤسساتها التعليمية على ذبح اليهود، وتحرّض في وسائل إعلامها على الإرهاب. إذا لم نقم بتفكيكها في الوقت المناسب، فسوف نستيقظ متأخرين كما حدث في غزة".
كما علّق وزير الخارجية جدعون ساعر، زاعماً أن "هذه دليل إضافي على الخطر الكبير في إقامة دولة فلسطينية. إذا لم تسيطر إسرائيل أمنياً على يهودا والسامرة، فإن دولة إسرائيل بأكملها ستكون في خطر".
في سياق آخر، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الجمعة، عن خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد سرندح، بشرط الإبعاد عن المسجد. وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإنه جرى الإفراج عن الشيخ سرندح بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، على أن يعود إلى مركز شرطة الاحتلال بعد انقضاء المدة لإمكانية تجديد قرار الإبعاد.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت الشيخ سرندح عقب انتهاء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى. وأدى عشرات الآلاف من المصلين اليوم صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى.