الضفة الغربية | اقتحام وسط رام الله وتصاعد إرهاب المستوطنين

04 نوفمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:42 (توقيت القدس)
قوات الاحتلال تستهدف مزارعين فلسطينيين بالغاز، الخليل 3 نوفمبر 2025 (وسام هشلمون/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة رام الله واعتقلت شابًا بعد إصابته بالرصاص، كما نفذت عمليات تخريب في تجمع العراعرة البدوي شمال شرق القدس، وحاصرت منازل في طمون شمالي الضفة وهدمت في أريحا.

- تصاعدت الهجمات ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023، حيث نفذت قوات الاحتلال والمستوطنون آلاف الاعتداءات، خاصة في محافظة القدس، بهدف تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.

- اعتدى المستوطنون على الفلسطينيين بإضرام النار في أشجار الزيتون وهاجموا المزارعين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية تحت حماية قوات الاحتلال، مما أدى إلى تدمير مئات الأشتال واعتقال مزارعين.

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، واعتقلت شاباً بعد إصابته بالرصاص، قبل الانسحاب. وقال شهود عيان إن قوة خاصة إسرائيلية اقتحمت وسط المدينة على مقربة من مقر الرئاسة الفلسطينية، بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة انتشرت في شوارع المدينة. ووفق الشهود، تخلل الاقتحام اعتقال الشاب علي أبو عطية من مخيم الأمعري بعد إصابته على يد القوة الخاصة، وإطلاق قنابل صوتية باتجاه الفلسطينيين لتفريقهم، في وقت كانت الأسواق مكتظة بالمواطنين والمتسوقين. واندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال خلال الاقتحام، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت وقنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما أوقع حالات اختناق عدة.

من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تجمع العراعرة البدوي شمال شرق القدس وسط الضفة الغربية المحتلة، ونفذت اعتداءات وعمليات تخريب واسعة بالتوازي مع عمليات تحقيق ميدانية. وقال رئيس تجمع عرب الجهالين، داوود الجهالين، لـ"العربي الجديد" إنّ "قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت فجر الثلاثاء تجمع العراعرة البدوي شمال شرق القدس، ونفذت عمليات تفتيش وتحقيق ميداني واعتداءات واسعة بحق الأهالي".

وأوضح الجهالين أن الاقتحام استمر نحو أربع ساعات متواصلة، منذ الساعة الرابعة والنصف فجراً بالتوقيت المحلي، بمشاركة أكثر من 150 جندياً مدعومين بكلاب بوليسية، إذ حاصر الجنود التجمع واحتجزوا العائلات داخل منازلهم، ووضعوا كل عائلة في غرفة منفصلة، قبل أن يباشروا بعمليات تدمير شامل لمحتويات المنازل، مشيراً إلى أن جنود الاحتلال عاثوا خراباً داخل البيوت، وحطموا المطابخ والأثاث وخربوا المواد التموينية وأعلاف الأغنام، في مشهد وصفه بالإبادة الكاملة للممتلكات، كما اعتدوا بالضرب على عدد من السكان بينهم كبار في السن، وسط حالة من الرعب بين النساء والأطفال، وأكد الجهالين أن قوات الاحتلال انسحبت بعد انتهاء عملية التفتيش التي خلفت دماراً واسعاً ومعاناة كبيرة بين السكان دون أن تعثر على شيء، ودون اعتقالات.

من جانبه، أكد المشرف العام لمنظمة البيدر الحقوقية للدفاع عن حقوق البدو في فلسطين، حسن مليحات، في حديث مع "العربي الجديد" أن وتيرة الهجمات ضد التجمعات البدوية في الضفة الغربية المحتلة تصاعدت على نحوٍ غير مسبوق منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، محذراً من أن ما يجري في المناطق المصنفة (ج) وفق اتفاقية أوسلو يمثل حرباً مفتوحة على الوجود البدوي الفلسطيني. وأوضح مليحات أن عصابات المستوطنين المدعومة من قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت، منذ ذلك التاريخ، آلاف الاعتداءات والانتهاكات ضدّ التجمعات البدوية في الضفة، ما أدى إلى ترحيل 69 تجمعاً بدوياً بالكامل، في إطار سياسة تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها الأصليين.

وأشار مليحات إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت تصاعداً ملحوظاً للهجمات في محافظة القدس، خصوصاً على تجمع العراعرة البدوي شمال شرق القدس، بالتزامن مع عمليات مصادرة أراضٍ جديدة شرق قرية عناتا، في المناطق التي تخطط إسرائيل لإقامة مشروع E1 الاستيطاني فيها، ضمن مخطط "القدس الكبرى"، وأكد مليحات أنّ الهدف من تلك الممارسات والاعتداءات خاصة في محيط القدس هو اقتلاع 46 تجمعاً بدوياً من بادية القدس وما حولها لإحلال المستوطننين مكانهم، ضمن سياسة منظمة من التطهير العرقي والمحو الوجودي ضد التجمعات البدوية الفلسطينية.

على صعيد آخر، أكدت مصادر محلية أن مستوطنين أضرموا، فجر اليوم الثلاثاء، النار في عدد من أشجار الزيتون في قرية مراح رباح جنوب بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع إغلاقهم الشارع الرئيس في المنطقة، ما تسبب في عرقلة حركة الفلسطينيين. وأوضحت المصادر أن مجموعات من المستوطنين تمركزت قرب بلدة تقوع جنوب بيت لحم المجاورة لمراح رباح، وهاجمت مركبات الفلسطينيين بالحجارة، ما أدى إلى تضرّر عدد من المركبات دون أن يبلغ عن وقوع إصابات بين الفلسطينيين.

مستوطنون يهاجمون منطقة العماير

أفادت مصادر محلية بأن مستوطنين هاجموا، صباح اليوم الثلاثاء، المزارعين الفلسطينيين في منطقة العماير الواقعة جنوب بلدة عقربا جنوب شرق نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، أثناء عملهم في أراضيهم الزراعية. ووفق المصادر، فقد اعتدى المستوطنون على المزارعين بالضرب وهددوهم بالسلاح، قبل أن يشرعوا بسرقة كميات من ثمار الزيتون التي كانوا قد جنوها، كما سرقوا أحد الهواتف المحمولة العائدة لأحد المزارعين.

وأكد مليحات أن سلطات الاحتلال نصبت خلال الساعات الماضية كرفانات استيطانية جديدة داخل تجمع مستوطنات "غوش عتصيون" جنوبي الضفة، في خطوة تهدف إلى توسيع المستوطنات القائمة، مشيراً إلى أن شاحنات إسرائيلية شوهدت وهي تنقل الكرفانات وسط حماية عسكرية مشددة. من جانب آخر، قال مليحات إن جرافات تابعة لجيش الاحتلال شرعت صباح اليوم، بهدم منشأة زراعية في قرية بُدرس غرب رام الله وسط الضفة، دون سابق إنذار، ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب من الموقع.

وهاجمت مجموعة من المستوطنين، اليوم الثلاثاء، الأطراف الشمالية من قرية ترمسعيا شمال رام الله، حيث رشقوا منازل الأهالي بالحجارة تحت حماية قوات الاحتلال. وأفادت مصادر محلية بأن مستوطنين هاجموا المزارعين الفلسطينيين وعدداً من المتضامنين في منطقة وادي عباس غرب دير استيا في محافظة سلفيت شمالي الضفة أثناء قطف الزيتون، كما اعتدى مستوطنون آخرون على المزارعين في المنطقة الجنوبية من بلدة قصرة جنوب نابلس، فيما هاجموا المزارعين في بيت دجن شرق نابلس قبل أن يقتحم جيش الاحتلال المنطقة.

إلى ذلك، دمّر مستوطنون، اليوم الثلاثاء، مئات الأشتال الزراعية في منطقة المسعودية الأثرية شمال غرب نابلس بعد أن أقدموا على رعي المواشي فيها، في حين هاجمت قوات الاحتلال قاطفي الزيتون في أراضي قرية شوفة جنوب شرق طولكرم وأجبرتهم تحت تهديد السلاح على مغادرة الأرض، واعتقلت المزارع هيثم عزمي صالح. كما اعتدت قوات الاحتلال والمستوطنون، اليوم الثلاثاء، على قاطفي الزيتون في بلدة الخضر جنوب بيت لحم وطردوهم تحت تهديد السلاح.

الاحتلال يقتحم بلدة طمون شمالي الضفة الغربية

وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر الثلاثاء، بلدة طمون جنوب طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وحاصرت منزلين يعودان لعائلتي سمارة وسليمان، وفق ما أفادت مصادر محلية. وأوضحت المصادر أن قوة خاصة إسرائيلية تسللت إلى بلدة طمون قبل أن تدفع بتعزيزات إضافية من جيش الاحتلال الذي انتشر في شوارع البلدة. كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، فيلا سياحية ومنزلاً وجداراً في منطقة "المطار" شرق مدينة أريحا، شرق الضفة الغربية.

وأصيب شاب فلسطيني اليوم الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال قرب بلدة حزما شمال شرق القدس وتم اعتقاله، دون معرفة حالته الصحية، فيما أصيب شاب آخر بجروح ورضوض بعد تعرضه لاعتداء من مستوطنين الليلة الماضية، في قرية رمّون شرق رام الله، وبالتزامن حطم المستوطنون محتويات محطة للطاقة الشمسية يعمل بها الشاب. واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم الثلاثاء، قرية المغير شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية وانتشرت في شوارعها.

وفي القدس المحتلة، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، الثلاثاء، تحت حماية قوات الاحتلال ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية داخل باحاته. ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، عمليات اعتقال ومداهمات للمنازل وتفتيشها وتخريب محتوياتها في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، وكان من بين المعتقلين الأسير المحرّر أحمد نوح هريش من مدينة بيتونيا غرب رام الله (وسط).