الضفة الغربية | اعتقالات واسعة وسط تصاعد اعتداءات المستوطنين

07 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 16:21 (توقيت القدس)
قوات الاحتلال تمنع الأهالي من الوصول إلى أراضيهم في الخليل، 18 أغسطس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الضفة الغربية اقتحامات واعتقالات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شملت اعتقال الناشطة هناء البيدق وزوجها في رام الله، ومدير هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في جنين، مع مواجهات عنيفة في مناطق مختلفة.
- في القدس، أصدرت سلطات الاحتلال قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى واقتحمت منزل نائب مدير دائرة الأوقاف، كما غيرت تسمية حائط البراق، مما أثار استنكارًا دوليًا.
- بدأ مستوطنون بشق طريق استيطاني جديد غرب رام الله، مهددين بعزل القرى الفلسطينية وتدمير الأراضي الزراعية، رغم قرار سابق بوقف العمل.

شهدت مدن وبلدات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية فجر اليوم الأحد، اقتحامات واعتقالات نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، تخللتها مواجهات أوقعت إصابات بالرصاص، فيما شن مستوطنون اعتداءات بحق الأهالي وممتلكاتهم في عدة مناطق من الضفة. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اعتقلت الناشطة السياسية هناء البيدق وزوجها بشار الطويل خلال اقتحام منزلهما في منطقة رام الله التحتا بمدينة رام الله فجر اليوم، كذلك أصيب شاب برصاص الاحتلال في اليد خلال مواجهات رافقت اقتحام الاحتلال مدينة رام الله.

واعتقلت قوات الاحتلال مدير هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية إبراهيم الراشد عقب مداهمة منزله في بلدة اليامون غرب مدينة جنين شمال الضفة، إلى جانب اعتقال الشابة سلام إبراهيم علي من قرية كفيرت جنوب غرب جنين، والشاب جمال عبد الكريم راشد من جنين بعد تعرضه للضرب الشديد، فيما اعتقلت تلك القوات والد المطارد (مُلاحق إسرائيلياً) عيسى أبو شرار في مخيم بلاطة شرق نابلس، واقتحمت المسجد الحنبلي بالبلدة القديمة من مدينة نابلس وخربت بعض محتوياته.

كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ظهر اليوم، شاباً فلسطينياً عقب إطلاق الرصاص عليه قرب مستوطنة "بسغوت" المقامة على أراضي مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال بعد إطلاق الرصاص تجاه الشاب اقتحمت محيط السياج الأمني المحيط بالمستوطنة، ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى الشاب المستهدف، ثم اعتقلته، فيما لم يعرف حتى اللحظة ما إذا كان قد أصيب جراء إطلاق النار أم لا.

وفي الخليل، أفادت مصادر محلية بأن مستوطنين أضرموا النار فجر اليوم، في أراضي الفلسطينيين بمنطقة خلة العيص شمال شرقي البلدة، ما أدى إلى إصابة اثنين فلسطينيين بالرصاص، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه تعاملت مع إصابة لشاب في بيت عنون بالخليل نُقل إلى المستشفى من قبل جيش الاحتلال، فيما نُقل مصاب آخر بعد تعرضه لعدة رصاصات أطلقها المستوطنون.

كما أطلق مستوطنون، ظهر اليوم الأحد، النار صوب مواطنين وممتلكاتهم، وهاجموا منزلاً في بلدة سنجل، شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية خلال تصدي الأهالي لاقتحامهم البلدة. إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الشابين صخر سلمي، وحمزة وليد الطيطي، فيما استولت على مركبة، خلال اقتحامها مخيم الفوار جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية.

من جهة أخرى، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمه وصلت الليلة إلى منطقة واد السبع في الخليل، حيث اعتدى المستوطنون على عائلة فلسطينية، وتم اعتقالهم من جيش الاحتلال، ثم تسلمتهم طواقم الهلال الأحمر ونُقلوا إلى المستشفى. كذلك هاجم مستوطنون، فجر اليوم، منزل المواطن عماد معالي في قرية دير دبوان شرق رام الله، حيث قطعوا أسلاك الكاميرات وحاولوا فتح باب المنزل لترويع ساكنيه، وهجموا منزل المواطن نظير عبد الرحيم شلالدة في منطقة المنيا شرق بيت لحم جنوب بيت لحم، وسرقوا جميع أغنامه.

أكدت محافظة القدس اليوم الأحد، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وزعت الخميس الماضي، سبعة إخطارات هدم لمنازل في منطقة ضاحية الأقباط برأس الحيّ في بلدة الرّام شمال القدس المحتلة.

في سياق آخر، أصدرت سلطات الاحتلال قرارات بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع، قابلة للتجديد لعدة أشهر، بحق مجموعة من الشبان المقدسيين بعد استدعائهم للتحقيق في مركز شرطة "القشلة" بالبلدة القديمة من القدس، وهم: عبد الرحمن الركن، إبراهيم العباسي، بشار عبيد، أيوب عفانة، سليم الجعبة، ماجد الجعبة، ودجانة عطون.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال اليوم، منزل نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ ناجح بكيرات في بلدة صور باهر بالقدس المحتلة وسلمته استدعاءات له ولنجله داود للتحقيق معهم اليوم في مركز شرطة القشلة بالقدس القديمة

في سياق آخر، اعتبرت محافظة القدس في بيان، خطوة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي جرت بضغط مباشر من منظمات الهيكل المتطرفة، باستبدال التسمية التاريخية الأصيلة "حائط البراق" بالتسمية التلمودية المزورة "حائط المبكى" على الحافلات العاملة في القدس المحتلة، خطوة تمثل حلقة جديدة في مسلسل التهويد الممنهج الذي يستهدف مدينة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، كما تعكس إصرار الاحتلال على طمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة، وتزييف التاريخ والرواية الفلسطينية الراسخة.

وحذرت محافظة القدس من تداعيات هذا الإجراء الخطير، ودعت المجتمع الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، ومجلس الكنائس العالمي، إلى تحمل مسؤولياتهم في التصدي لهذه الانتهاكات، ومساءلة الاحتلال عن جرائمه بحق التراث الإنساني والديني في مدينة القدس.

من جانب آخر، اعتبرت محافظة القدس في بيان منفصل، أن مشروع توسعة شارع (437) الواصل بين حزما ومخماس، والذي شرعت سلطات الاحتلال بتنفيذه منذ مطلع عام 2024، حلقة خطيرة في المخطط الاستعماري الرامي إلى تفكيك محيط مدينة القدس وتحويل بلداتها إلى جزر معزولة. وأوضحت المحافظة أن المشروع يمتد على طول ستة كيلومترات، بدءاً من حاجز حزما وصولًا إلى مدخل مستعمرة "شعاري بنيامين"، ويقوم على الاستيلاء على نحو 76 دونماً من أراضي المواطنين لتنفيذ أعمال توسعة وبنية تحتية، بميزانية تصل إلى 190.8 مليون شيكل. وأكدت المحافظة أن الاحتلال يروج للمشروع باعتباره "حلاً للازدحام المروري" و"تطويراً للبنية التحتية"، بينما يكشف واقع التنفيذ أنه يهدف إلى محاصرة بلدات حزما وجبع، وتقطيع أوصالها، ومنع أي إمكانية للتوسع العمراني الفلسطيني، عبر بوابات حديدية ومناطق عازلة تفصلها عن محيطها الطبيعي.

مستوطنون يشرعون في شق طريق غربي رام الله

شرع مستوطنون، اليوم الأحد، بشق طريق استيطاني جديد على أراضي عدة قرى وبلدات غرب رام الله وسط الضفة الغربية، ما من شأنه أن يشكل خطورة على الأهالي وأراضيهم، وربما يعزل تلك القرى عن بعضها وعن مدينة رام الله. وقال رئيس مجلس قروي دير إبزيع، عماد الطويل، لـ"العربي الجديد" إن "مستوطنين بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، اقتحموا اليوم الأحد، منطقة بين قريتي دير ابزيع وعين عريك غرب مدينة رام الله، برفقة جرافة ضخمة "باغر"، وشرعوا بشق طريق استيطاني جديد".

وأوضح الطويل أن الطريق يبدأ من منطقة عين بوبين القريبة من مستوطنة "دولب" المقامة على أراضي قرى رام الله الغربية، ويتجه نحو منطقة جبل روبين، حيث تقام البؤرة الاستيطانية "بيت حورون" المقامة على أراضٍ تعود لعدة قرى فلسطينية. وأشار الطويل إلى أن هذا الشارع الاستيطاني سبق أن صدر قرار من محكمة الاحتلال بوقف العمل فيه وإعادة الأراضي إلى أصحابها قبل سنوات، إلا أن المستوطنين عادوا لاستكمال شقه باتجاه قريتي عين عريك ودير ابزيع، وبدأوا بتجريف أشجار الزيتون والأراضي الزراعية.

وبيّن الطويل أنه لدى توجه الأهالي إلى المستوطنين وجيش الاحتلال لمطالبتهم بوقف شق الطريق الاستيطاني الجديد، رفضت قوات الاحتلال طلبهم، رغم تواصلها مع قيادة "الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال في مستوطنة "بيت إيل"، ومطالبة المستوطنين بوقف العمل، لكن المستوطنين رفضوا واستكملوا شق الطريق. وحذّر الطويل من أن استكمال شق هذا الطريق سيؤدي إلى قطع أوصال عشرات القرى غرب رام الله عن بعضها وعن مدينة رام الله، إضافة إلى احتمالية وضع بوابة حديدية على الطريق، ما يشكّل خطراً على حياة الأهالي، ويؤثر على آلاف الدونمات الزراعية، ويحرم المزارعين من الوصول إلى أراضيهم.

المساهمون