الضفة الغربية | إنشاء حي استيطاني جنوب الخليل

31 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 20:21 (توقيت القدس)
مستوطنون على طريق جنوب الخليل، 18 أغسطس 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن مجلس مستوطنة كريات أربع عن إنشاء حي استيطاني جديد يُدعى "أفيعاد" لتعزيز الربط بين مستوطنتي كريات أربع ومعاليه حيفر، ومنع التواصل الجغرافي الفلسطيني بين الخليل وصحراء النقب، ووصفت الخطوة بأنها "تاريخية".

- تصاعدت التوترات في الضفة الغربية والقدس مع اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال وشن هجمات على أراضٍ زراعية فلسطينية، مما يزيد من حدة التوترات.

- شهدت الضفة الغربية احتجاجات تطالب باسترداد جثامين الشهداء، وكشفت محافظة القدس عن عمليات تكسير وحفريات غير مشروعة تستهدف آثارًا إسلامية أسفل المسجد الأقصى.

أعلن مجلس مستوطنة كريات أربع، السبت، إنشاء حي استيطاني جديد في محيط المستوطنة جنوب مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، وذلك للمرة الأولى منذ عقود. وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، السبت، أن 10 عائلات إسرائيلية استوطنت خلال الأيام الأخيرة في الحي الاستيطاني الجديد المقام قرب مفرق بلدة بني نعيم جنوب مدينة الخليل، ضمن الحدود البلدية للمستوطنة. وأضافت الصحيفة أن المشروع جاء بمبادرة المجلس المحلي، وبالتعاون مع حركة "أمانا" الاستيطانية.

ويقع الحي الاستيطاني الجديد، الذي أطلق عليه اسم "أفيعاد"، في موقع استراتيجي على الطريق الرابط بين الخليل والمستوطنات جنوب جبل الخليل. وبحسب المجلس الاستيطاني، فإن الهدف "منع تواصل جغرافي فلسطيني من الخليل حتى صحراء النقب والحدود الشرقية"، إضافة إلى "تعزيز الربط بين مستوطنتي كريات أربع ومعاليه حيفر".

ووصف رئيس مجلس كريات أربع، إسرائيل برمسون، إقامة الحي بحسب ما نقلت وكالة الأناضول، بأنها "خطوة تاريخية تحقق رؤية أجيال"، وزعم أنها "رسالة واضحة بأن يهودا (الضفة الغربية) تعود لشعب إسرائيل". وتقع مستوطنة كريات أربع عند المدخل الشرقي لمدينة الخليل، وتُعد من أكبر البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية وأكثرها حساسية، سياسياً وأمنياً.

ويأتي الإعلان بينما يستعد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت)، الأحد، لمناقشة خطوات تصعيدية عقابية ضد الفلسطينيين، بينها ضم أجزاء من الضفة، رداً على موجة الاعترافات الدولية المتوقعة بدولة فلسطين. وبحسب ما نقلت هيئة البث الرسمية عن مصادر سياسية مطلعة، فإن الخطوات التي سيبحثها الكابنيت قد تشمل فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، إلى جانب إخلاء تجمع خان الأحمر البدوي شرق القدس، والدفع بمشاريع استيطانية في مخطط "إي 1".

إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأدوا طقوسًا تلمودية ونفذوا جولات استفزازية في أرجاء المسجد. ووفق مصادر محلية، فإن مجموعات من المستوطنين أقامت احتفالًا بزفاف أحد الحاخامات داخل باحات الأقصى، حيث رددوا الأغاني بشكل علني واستفزازي. وأكدت المصادر أن أحد المستوطنين ارتدى "التيفلين" (صناديق جلدية سوداء صغيرة تحتوي على نصوص مقدسة من التوراة)، وأدى طقوسًا تلمودية ورقصات تهويدية في المنطقة الشرقية من المسجد، بمشاركة مستوطنين آخرين وتحت حماية قوات الاحتلال.

من جانب آخر، هاجم مستوطنون، غرفة زراعية قرب قرية المغير شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وحاولوا تخريب محتوياتها، فيما حرث آخرون، الليلة الماضية، عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين الزراعية في الأغوار الشمالية.

الاحتلال يقمع فعالية بالخليل تطالب باسترداد جثامين الشهداء المحتجزين

في غضون ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم الأحد، دوار ابن رشد وسط مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، عقب انتهاء وقفة دعا إليها الحراك الوطني لاسترداد جثامين الشهداء وشارك فيها عشرات المواطنين، وذلك ضمن فعاليات اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء. وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأن ثلاث مركبات عسكرية داهمت الموقع بعد انتهاء الوقفة، وأطلقت قنابل الغاز السام المسيل للدموع والقنابل الصوتية باتجاه من تبقى من المشاركين داخل الحديقة المحاذية للدوار، كما منعت الصحافيين من التغطية في المكان.

وكانت قوات الاحتلال قد نفذت، فجر اليوم، حملة مداهمات طاولت منازل مواطنين في الخليل، من بينهم مديرو مدارس، إذ أجرت معهم تحقيقات ميدانية، وأبلغتهم بمنع رفع أي مظاهر وطنية أو خريطة أو علم فلسطين، في سياق حملة استهدفت الخميس الماضي 17 مدرسة في المحافظة.

وفي السياق ذاته، نفذت الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، وقفة جماهيرية أخرى وسط مدينة نابلس، بمشاركة رسمية ومن ممثلي لجنة التنسيق الفصائلي، وأهالي الشهداء والأسرى في المحافظة. وطالب المشاركون المجتمع الدولي بضرورة التدخل للإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى سلطات الاحتلال في مقابر الأرقام والثلاجات. وقال علي شعار في كلمة عن الحملة: "إن حكومة الاحتلال تحتجز 721 شهيداً في مقابر الأرقام وثلاجات الموت، منهم 256 في مقابر الأرقام، و465 شهيداً منذ العام الجاري، منهم 67 طفلاً، و82 من شهداء الحركة الأسيرة، وعشر شهيدات". وأكد شعار أن احتجاز هذه الجثامين أمر مخالف للقانون الدولي، وجريمة حرب، ونوع من العقاب لأسر الشهداء والمجتمع، وأداة ابتزاز سياسي.

تدمير آثار إسلامية أموية أسفل المسجد الأقصى

إلى ذلك، أكدت محافظة القدس، اليوم الأحد، أن فيديوهات مسرّبة كشفت عن عمليات تكسير وحفريات غير مشروعة تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أسفل المسجد الأقصى، تستهدف عمداً آثاراً إسلامية تعود للفترة الأموية، وتشكل شاهداً حياً ودليلاً قاطعاً على أحقية المسلمين بالمكان.

وقالت محافظة القدس في بيان لها: "إن سلطات الاحتلال تعمل على تدمير هذه المعالم الأثرية الإسلامية بهدف طمس الهوية التاريخية للأقصى وتزييف الحقائق لصالح رواية (الهيكل المزعوم). وأكدت أن هذه الجرائم تمثل "اعتداءً مباشراً على التراث الإنساني والحضارة الإسلامية، وانتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية واتفاقيات حماية الآثار".