استمع إلى الملخص
- تزايدت الاعتداءات على العمال الفلسطينيين، مع توثيق اعتداءات واعتقالات في يطا، واستشهاد العامل سند ناجح حنتولي، ليصل عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 9، و38 منذ اندلاع الحرب على غزة.
- اعتدى المستوطنون على مناطق مختلفة، وأطلقت النار على مركبات، وصادقت سلطات الاحتلال على مخطط استيطاني جديد في كفر قدوم، واحتجزت مزارعين في رنتيس.
شهدت الضفة الغربية المحتلة، اليوم الأحد، اعتداءات ومداهمات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، ما أسفر عن إصابات واعتقالات. وأُصيب سبعةُ عمّالٍ فلسطينيين على الأقل، ظهر الأحد، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة وادي الحمص ببلدة دار صلاح شرق بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، في أثناء محاولتهم اجتياز الجدار الفاصل المؤدي إلى بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة.
وبحسب مصادر طبية لـ العربي الجديد، فإن الطواقم التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعاملت مع الإصابات ميدانياً، قبل أن تُنقل إلى مستشفى بيت جالا الحكومي لتلقّي العلاج، وهي إصابات في الأطراف السفلية والعلوية، ووصفت حالة بعضهم بالمتوسطة، وأخرى بالخطيرة.
وقالت أمين سر مجلس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في بيت لحم منى جبران، خلال حديث مع "العربي الجديد"، إن "عدداً من الإصابات لم يتم التعامل معها لصعوبة الوصول إلى المنطقة المحاذية للجدار في بداية الحدث، ما أدى إلى تفاقم وضعها الصحي". وأشارت جبران إلى أن أغلب المصابين من منطقة دورا جنوبي الخليل، وإصابة وحيدة لعامل من قرية أرطاس غرب بيت لحم، وصفت بالخطيرة نتيجة إصابته بالرصاص المتفجر.
وتُعدّ المنطقة التي وقع فيها الحادث من أكثر النقاط خطورةً أمنياً، إذ تنتشر فيها كاميرات المراقبة الإسرائيلية على طول الشيك الفاصل، إلى جانب الدوريات العسكرية التي تجوب المنطقة على مدار الساعة، ما يجعل محاولات العمّال اجتياز الجدار محفوفة بالمخاطر والإصابات المتكرّرة. وبحسب جبران، فإنّ المنطقة التي أصيب بها العمال تعتبر طريقاً للعبور عن طريق التهريب للعمل في القدس والداخل.
وخلال الآونة الأخيرة، شهدت مدينة يطّا جنوب الخليل حملة اعتداء واعتقال طاولت عدداً من العمال، وثّقتها صور نُشرت عبر مواقع محلية تُظهر جنود الاحتلال وهم ينهالون عليهم بالضرب ويكبّلونهم قرب حاجز عسكري. وتزامن ذلك مع حادثة استشهاد العامل سند ناجح حنتولي في الخامس عشر من الشهر الماضي، بعد إصابته برصاص جنود الاحتلال قرب معبر قلنديا شمال القدس المحتلّة في أثناء محاولته العبور للعمل. ووفق الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، فإن عدد العمال الذين استشهدوا منذ مطلع العام الجاري ارتفع إلى 9 شهداء، فيما تجاوز عدد المصابين العشرات في مناطق متفرقة من الضفة، ولا سيما في محيط بيت لحم وقلقيلية والخليل.
وارتفع إجمالي عدد العمال الذين قُتلوا برصاص الاحتلال أو خلال عمليات الاعتقال والملاحقة إلى 38 عاملاً منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأوضح الاتحاد، في بيان صدر في الخامس عشر من الشهر الماضي، أن هؤلاء العمال قضوا "إما بإطلاق النار المباشر، أو خلال الاعتقال، أو أثناء محاولاتهم اجتياز الجدار الفاصل في طريقهم إلى أماكن عملهم، أو خلال اقتحام ورش العمل التي يعملون بها".
إلى ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة مواطن فلسطيني بالرصاص الحي على حاجز جلجولية المقام على أراضي محافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، من دون الكشف عن حالته الصحية حتى اللحظة.
وفي سياق آخر، أفاد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين حسن مليحات لـ"العربي الجديد" بأن مستوطنين أطلقوا النار باتجاه مركبة أحد المواطنين خلال مروره في منطقة واد سعير شمال شرق الخليل. وأوضح مليحات أن العملية لم تُسفر عن إصابات، لكنها أثارت حالة من الخوف والاستنفار في المنطقة، في ظل تزايد الاعتداءات على المركبات الفلسطينية قرب المستوطنات.
وأشار مليحات إلى أن عصابات المستوطنين شنت مساء السبت، عدة هجمات على التجمعات البدوية، إذ جرى الاعتداء على تجمع خلة السدر شرق مخماس ونكلوا بأهاليه، وتجمع المعازي البدوي شرق جبع شمال شرق القدس. ووفق مليحات، فقد هاجم نحو 60 مستوطناً تحت حماية جيش الاحتلال تجمع المعازي البدوي، مطلقين قنابل الغاز والرصاص الحي، ومعتدين بالضرب بالعصي والحجارة على المواطنين، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالممتلكات.
ولفت مليحات إلى أن منطقة قاعون قرب بردلة في الأغوار الشمالية تشهد انتهاكات يومية، حيث يدخل المستوطنون بمواشيهم إلى الأراضي الزراعية ويسبّبون تلف المزروعات. وأكد مليحات أن مستوطنين أقدموا صباح اليوم، على تقطيع أشجار في أراضي المواطنين بمنطقة مرج سيع الواقعة بين قريتي أبو فلاح وترمسعيا شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض عبر الضغط على الأهالي.
وفي تطور آخر، أكد مليحات مصادقة سلطات الاحتلال على مخطط استيطاني جديد يستهدف الاستيلاء على 35.31 دونماً من أراضي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، يقع في الحوض رقم (10) بمنطقة واد بروص شمالي القرية، تمهيداً لإقامة 58 وحدة استيطانية جديدة لصالح مستوطنة "متسبي يشاي". ووصف مليحات المخطط بأنه حلقة جديدة في سياسة الضم الزاحف التي تحرم السكان الأصليين من أراضيهم.
إلى ذلك، احتجزت قوات الاحتلال عدداً من المزارعين في بلدة رنتيس غرب رام الله في أثناء توجههم إلى قطف الزيتون، ومنعتهم من العودة إلا بعد الحصول على "تصريح دخول"، بحسب ما أكدته مصادر محلية. في حين، تواصل قوات الاحتلال لليوم الثاني على التوالي إغلاق مداخل قرية العرقة غرب جنين، ما دفع مديرية تربية جنين إلى تأجيل الدوام المدرسي في القرية إلى يوم الثلاثاء المقبل بسبب استمرار الإغلاق.
إلى ذلك، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد، عمليات اعتقال ومداهمات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وعلى صعيد آخر، سرق مستوطنون اليوم الأحد، ثمار الزيتون من أراضي عائلة العباسي في حي واد الربابة بالقدس المحتلة.