الضفة الغربية | إصابات واعتقالات خلال اقتحام قوات الاحتلال رام الله
استمع إلى الملخص
- تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال عسكريًا فلسطينيًا في الخليل وتعرضت مناطق مثل مسافر يطا لاعتداءات المستوطنين.
- دعت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إلى تحرك دولي لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدة على ضرورة حماية الفلسطينيين ووقف التبادل الاقتصادي مع إسرائيل.
نفذ المستوطنون جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية بباحات الأقصى
تستغل جماعات متطرفة المناسبات الدينية لتنفيذ مخططات تهويد القدس
هاجمت مجموعات من المستوطنين تجمع شكارة قرب نابلس
أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن 33 فلسطينياً أصيبوا جراء اقتحام الاحتلال الإسرائيلي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، صباح اليوم الثلاثاء، وتوزعت الإصابات بين إصابات بالرصاص الحي والمطاطي والاختناق، بينها إصابة لطفل (13 عاماً) بالرصاص الحي في البطن وأُدخل إلى غرفة العمليات. وداهم الاحتلال مقر شركة العجولي للصرافة في وسط المدينة، حيث صودرت محتوياتها كافة واعتُقِل عدد من موظفيها، في وقت اقتحم فيه عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك وقاموا بجولات استفزازية وأدوا صلوات تلمودية.
وانسحب الاحتلال من المدينة بعد نحو ثلاث ساعات من عملية الاقتحام الموسعة التي تركزت في محيط وسط رام الله، وأطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي بشكل مكثف، وعلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل انسحابها ملصقاً على باب مقر شركة العجولي للصرافة، تضمن قراراً بمنع عمل الشركة مباشرة، أو من خلال وكلائها بزعم أنها غير قانونية. وأكد الهلال الأحمر أن طواقمه تعاملت مع 58 إصابة في رام الله، بينها ثماني اصابات بالرصاص الحي، و14 إصابة بالرصاص المطاطي، و5 إصابات بشظايا الرصاص الحي، و31 إصابة بالغاز السام المسيل للدموع.
وأفادت مصادر محلية بأن قوة خاصة من جيش الاحتلال تسللت، صباح اليوم، إلى وسط مدينة رام الله، ثم تبعتها تعزيزات عسكرية إسرائيلية كبيرة انتشرت في شوارع المدينة وعلى دوار المنارة. وبحسب المصادر، فقد اعتقلت قوات الاحتلال طفلاً من وسط مدينة رام الله، إضافة إلى اعتقال رجل مسن بعد إصابته خلال عملية الاقتحام، علاوة على اعتقال سائق سيارة عمومية. وأشارت المصادر إلى وقوع عدد من الإصابات بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع، فيما داهمت قوات الاحتلال خلال الاقتحام شركة العجولي للصرافة. وفي وقت لاحق، أسقط شبان فلسطينيون خلال اقتحام قوات الاحتلال رام الله طائرة مسيّرة صغيرة يستخدمها الاحتلال في المراقبة والتجسّس.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقمه تمكنت من الوصول إلى رجل مسن (71 عاماً) في حسبة رام الله، وجارٍ نقله إلى المستشفى. وأكد الهلال الأحمر أيضاً إصابة فلسطيني بالرصاص الحي في اليد من منطقة المنارة وسط مدينة رام الله، كما قال الهلال الأحمر إنه تعامل مع خمس حالات اختناق بالغاز السام المسيل للدموع بيهم حالتان حوامل في منطقة دوار المنارة وسط مدينة رام الله. وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط على سيارة طاقم قناة رؤيا الأردنية خلال تغطيته اقتحام مدينة رام الله دون وقوع إصابات.
واضطر القائمون على اعتصام الأسرى وفعالية للمطالبة باسترداد جثامين الشهداء في مركز البيرة الثقافي، في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله، إلى إخلاء المكان، بينما غادر المشاركون جميعاً باستثناء أمهات الشهداء اللواتي بقين محاصرات في المنطقة بسبب كثافة الاقتحام.
قوات الاحتلال تعتقل مسنًا بعد إصابته بالرصاص في رام الله. pic.twitter.com/iKvXwqTV8o
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 26, 2025
في سياق متّصل، طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في بيان اليوم، بتحرك فوري وعاجل لوقف مسلسل الاعتداءات المتصاعدة التي تقوم بها دولة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقالت الشبكة، إنها "تنظر لما جرى من اقتحام واسع ووحشي قبل ظهر اليوم الثلاثاء لوسط مدينة رام الله ومداهمة المحالّ التجارية بما فيها محلات الصرافة ومصادرة محتوياتها، واعتقال العاملين فيها بأنه امتداد للأعمال العدائية التي تواصلها بحقّ الشعب الفلسطيني في قرصنة ممنهجة هدفها تدمير مقومات الاقتصاد المحلي".
وأكّدت الشبكة أنّ ما يجري هو "عدوان ممنهج وشامل على أبسط مقومات الحياة بهدف تطبيق خطة التهجير والمحاولات الرامية لاقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه"، معتبرة أنّ "استمرار الاقتحامات المتتالية للمدن الفلسطينية بما فيها رام الله والبيرة حيث مركز السلطة والقيادة الفلسطينية بأنه ضمن مخطط إنهاء السلطة ذاتها، وزعزعة وجودها وهو ما يستوجب العمل على المستويات الدولية لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، والضغط لوقف العدوان المفتوح بما في ذلك حرب الإبادة على قطاع غزة والتوجّه بمذكرات واضحة للمؤسّسات الدولية لوقف اتفاقيات التبادل الاقتصادي والتجاري معها".
وفي مدينة القدس المحتلة، اقتحمت مجموعات من المستوطنين، صباح الثلاثاء، المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونفذوا جولات استفزازية وأدّوا طقوساً تلمودية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، الثلاثاء، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقام المستوطنون بأداء طقوس تلمودية ورقصات، ورددوا أغنيات بأصوات عالية. ويأتي ذلك بعد تجمع عشرات الآلاف من المستوطنين عند حائط البراق مساء أمس الاثنين، بدعوة من "مؤسسة تراث الحائط الغربي" الاستيطانية التي أعلنت إقامة صلاة (سليخوت) طوال شهر سبتمبر/أيلول المقبل استعداداً لرأس السنة العبرية، الذي يوافق الثالث والعشرين من الشهر ذاته.
ونظراً للأعداد الكبيرة، قالت المؤسسة إنها ستقيم 19 منصة رئيسية أمام حائط البراق لإقامة تلك الصلاة، وسيُدعى المقتحمون إلى الانضمام إلى جولات في البلدة القديمة. وتواصل "جماعات الهيكل" استهداف الأقصى، مستغلة المناسبات الدينية في مسعى لتهويده، ويشهد المسجد اعتداءات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لتغيير الواقع الديني والتاريخي القائم فيه وفرض وقائع تهويدية عليه.
مستوطنون يقتحمون #المسجد_الأقصى ويرقصون في باحاته ويؤدون طقوسًا استفزازية pic.twitter.com/z9S0Iqj5SA
— المسجد الأقصى (@AqsaMosq) August 26, 2025
إلى ذلك، قال المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة في فلسطين، حسن مليحات، لـ"العربي الجديد" إن "مجموعات من المستوطنين اقتحمت تجمع شكارة شرق دوما جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية، فجر اليوم، مستهدفة المواطنين وممتلكاتهم". وأوضح مليحات أن هذه الاعتداءات تتكرر يومياً في ساعات الليل، في جزء من سياسة تهدف إلى التضييق على الفلسطينيين وتهجيرهم لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني، مشيراً إلى تصاعد هذه الهجمات بعد إعلان مخطط E1 الاستيطاني.
من جانب آخر، أكد مليحات أن قوات الاحتلال اعتقلت صباح اليوم، الشاب معاذ الحمامدة من خربة المفقرة بمسافر يطا، جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية، عقب تصدي الأهالي لهجوم نفذه المستوطنون الذين حاولوا سرقة مواشي المواطنين. ولفت مليحات إلى أن قوات الاحتلال احتجزت عدداً من النشطاء الأجانب المتضامنين مع الأهالي ومنعتهم من توثيق الاعتداء، بينما وفرت الحماية الكاملة للمستوطنين. واعتبر مليحات أن هذا الاعتداء يمثل حلقة جديدة في مسلسل استهداف مسافر يطا، في محاولة لحرمان السكان مصادر رزقهم، وإجبارهم على الرحيل عن أرضهم لصالح الاستيطان. وأشار مليحات إلى أن مستوطنين بحماية جيش الاحتلال سرقوا، مساء أمس الاثنين، 20 ناقة تعود لعائلة القرب (أبو قربة) الكعابنة في منطقة "ادقيقة" بالبادية البدوية بمسافر يطا جنوب الخليل.
وفي الخليل، اعتقلت قوة خاصة إسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، عسكريًا في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني متهمًا بتنفيذ عملية إطلاق نار قبل أشهر، وفق ما أفادت به مصادر محلية في حديث مع "العربي الجديد". وأوضحت المصادر أن العسكري كان محتجزًا لدى جهاز الاستخبارات في رام الله، وأطلق سراحه أخيرًا، وكان موجودًا اليوم في الخليل، حيث اعتُقِل من داخل مبنى بنك القاهرة عمان وسط المدينة.
وقال رئيس لجنة تجار باب الزاوية في الخليل، يوسف أبو عيشة، في حديث مع العربي الجديد، "إن الاعتقال جاء بعد أت اقتحمت تسع جيبات عسكرية إسرائيلية منطقة وسط المدينة، حيث خرجت من شارع الشلالة وحاجز شارع الشهداء، واقتحمت منطقة باب الزاوية".
وأوضح أبو عيشة أن قوات الاحتلال وصلت إلى دوّار الصحة واعتقلت العسكري من داخل البنك، قبل أن ينسحب جزء منها باتجاه شارع الشلالة، المصنف ضمن المنطقة H2 الخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة. وأضاف أن عددًا آخر من الجيبات ما يزال يتمركز في محيط مناطق السوق، وتحديدًا عند دواريّ المنارة والصحة وسط مدينة الخليل، ما تسبب بحالة من التوتر في المنطقة التجارية، وبين المارة.
وقال رئيس لجنة تجار باب الزاوية في الخليل، يوسف أبو عيشة، في حديث مع "العربي الجديد" إن "تسع جيبات عسكرية إسرائيلية خرجت من شارع الشلالة وحاجز شارع الشهداء، واقتحمت منطقة باب الزاوية وسط المدينة". وأوضح أبو عيشة أن جيبات الاحتلال وصلت إلى دوّار الصحة وسط مدينة الخليل وداهمت أحد البنوك واعتقلت شاباً من داخله، قبل أن ينسحب جزء منها باتجاه شارع الشلالة، المصنف ضمن المنطقة H2 الخاضعة لسيطرة الاحتلال الكاملة. وأكد أبو عيشة أن عدداً آخر من الجيبات ما زال يتمركز في محيط مناطق السوق، وتحديدًا عند دواري المنارة والصحة وسط مدينة الخليل، ما تسبب بحالة من التوتر في المنطقة التجارية، وبين المارّة.
كما أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح ورضوض، الثلاثاء، بعد اعتداء قوات الاحتلال عليهم قرب مدخل بلدة إذنا غرب الخليل، تزامناً مع إطلاق قنابل الصوت. ونفذت قوات الاحتلال، الثلاثاء، عمليات اقتحام واعتقال في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، طاولت عدداً من الفلسطينيين.