الصين قلقة من نشر صواريخ أميركية مضادة للسفن في الفيليبين

21 ابريل 2025
جنود فيليبينيون خلال مناورات مشتركة مع واشنطن في لاواغ، 6 مايو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت مناورات "باليكاتان" بين الولايات المتحدة والفلبين، بمشاركة 5000 جندي فلبيني و9000 جندي أمريكي، مع مراقبة من أستراليا واليابان، ومراقبين من جمهورية التشيك وبولندا وكولومبيا، مما أثار قلق الصين بسبب نشر نظام NMESIS في مضيق لوزون.
- وسائل الإعلام الصينية تعتبر أن الفلبين تستغل قوى خارجية لتعزيز توسعها في بحر الصين الجنوبي، والخبير تشانغ جون شي يرى أن نشر نظام NMESIS يهدد السفن في قناة باشي.
- الصين تعارض بشدة نشر الأنظمة الصاروخية الأمريكية في الفلبين، معتبرة أنها تهدد السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، وأعلنت عن اقتحام غير قانوني لسفينة حربية فلبينية لمياهها الإقليمية.

من المقرر أن تنطلق اليوم الاثنين مناورات "باليكاتان" المشتركة السنوية بين واشنطن ومانيلا في الفيليبين، حيث سينشر الجيش الأميركي نظامه الصاروخي المضاد للسفن، المعروف باسم نظام اعتراض السفن الاستكشافي البحري (NMESIS)، في مضيق لوزون شمال الفيليبين كجزء من التدريبات، مسجلاً بذلك أول انتشار له على الإطلاق في المنطقة، وهو الأمر الذي يثير قلق بكين.  

واعتبرت وسائل إعلام صينية، أن الفيليبين تسعى إلى استغلال قوى خارجية لتعزيز توسعها الإقليمي غير القانوني في بحر الصين الجنوبي. وحذرت من أن مثل هذه المناورات لن تفشل في تحقيق أهدافها فحسب، بل ستؤدي أيضًا إلى عواقب وخيمة. وكانت القوات المسلحة الفيليبينية قد أكدت الأسبوع الماضي وصول نظام صواريخ NMESIS إلى البلاد، ونظراً لمداه البالغ 185 كيلومتراً، فإن تمركزه عبر جزر باتانيس قد يهدد السفن التي تدخل مضيق لوزون الذي يبلغ عرضه 250 كيلومتراً، بحسب ما أشارت إليه وسائل إعلام فيليبينية.

وتستمر المناورات العسكرية الأميركية الفيليبينية السنوية حتى التاسع من مايو/أيار المقبل في مواقع استراتيجية في الفيليبين، بما في ذلك المناطق والمقاطعات المواجهة لبحر الصين الجنوبي، وستشمل مناورات باليكاتان لهذا العام، والتي وصفها مسؤولون عسكريون من كلا البلدين بأنها اختبار معركة كامل، 5000 جندي فيليبيني و9000 فرد أميركي. وفي الوقت نفسه، ستكون أستراليا واليابان مراقبتين نشطتين خلال التدريبات، بينما سترسل جمهورية التشيك وبولندا وكولومبيا مراقبين أيضًا، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام فيليبينية.

لماذا تنشر واشنطن نظاماً صاروخياً مضاداً للسفن في شمال الفيليبين؟

من جهتها، نقلت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية، عن الخبير في الشؤون العسكرية الصينية تشانغ جون شي، قوله إن نشر القوات الأميركية لنظام NMESIS في شمال الفيليبين يحمل أهدافًا واضحة. وأضاف أن هذا النظام يُشكل تهديدًا للسفن المارة عبر قناة باشي، وأنه خلال العمليات المحتملة لجيش التحرير الشعبي الصيني التي تستهدف القوات الانفصالية "لاستقلال تايوان"، قد يُهدد النظام الصاروخي الأميركي الأصول البحرية في المنطقة الجنوبية الغربية من الجزيرة.

وأشار تشانغ إلى أن هذا يُمثل نشرًا آخر لنظام صاروخي جديد في الفيليبين، بعد النشر السابق لنظام صواريخ تايفون الأميركية متوسطة المدى. ولفت إلى أنه في إبريل/ نيسان 2024، استغلت الولايات المتحدة التدريبات العسكرية المشتركة لشحن نظام تايفون إلى الفيليبين، واستمرت في الاحتفاظ به هناك لفترة طويلة بعد انتهاء التدريبات. وأضاف: "من خلال نشر نوعين من أنظمة الصواريخ، أنشأت الولايات المتحدة شبكة هجوم شاملة طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى، بمدى أقصى يبلغ 1800 كيلومتر، تغطي المناطق الساحلية الجنوبية الشرقية للصين، ومضيق تايوان، وقناة باشي، وشمال بحر الصين الجنوبي".

وقال تشانغ: "تُعارض الصين بشدة، شأنها شأن الدول الأعضاء الأخرى في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، نشر الولايات المتحدة أنظمة صواريخ مضادة للسفن متوسطة المدى وبرية في الفيليبين، لأنه سيُقوّض بلا شك السلام والاستقرار في منطقة بحر الصين الجنوبي". وأضاف: "في حال نشوب صراع، ستصبح هذه المواقع التي تُنشر فيها الصواريخ أهدافاً حتمية لضربات مضادة"، مشيراً أن نهج مانيلا يُمثّل في جوهره فتح الباب أمام "عدو مُفترس"، ولن يُؤتي إلا بنتائج عكسية.

في سياق متصل، أعلن تشاو تشيوي، المتحدث باسم البحرية في قيادة مسرح العمليات الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني، أمس الأحد، أن السفينة الحربية الفيليبينية كورفيت 36، اقتحمت دون موافقة الحكومة الصينية، المياه الإقليمية لجزيرة هوانغ يان داو الصينية بشكل غير قانوني. وقال إن البحرية التابعة لقيادة مسرح العمليات الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني نظّمت قوات لتعقبها ومراقبتها وتحذيرها وطردها من المنطقة وفقاً للقانون.