الصين قلقة من تخصيص موازنة قياسية للإنفاق العسكري الأميركي
استمع إلى الملخص
- تعهد وزير الدفاع الأميركي بنشر قدرات متقدمة في آسيا لدعم حلفاء مثل الفلبين واليابان ضد "العدوان العسكري الصيني"، مما يزيد من التوترات في بحري الصين الشرقي والجنوبي.
- يرى مراقبون أن تحركات إدارة ترامب الاستفزازية قد تؤدي إلى تصعيد التوترات مع الصين، مما يهدد السلام الهش ويقلل من فرص عقد قمة بين زعيمي البلدين.
أثار اعتزام الولايات المتحدة تعزيز موازنتها العسكرية بمبلغ قياسي مخاوف الصين باعتبارها الجهة المستهدفة. وفي تعليقها على ذلك، قالت وسائل إعلام صينية، اليوم الجمعة، إن التزام واشنطن بميزانية دفاعية أعلى بكثير، إلى جانب التحولات السياسية الأخرى في عهد الرئيس دونالد ترامب، يعكس تخطيطاً استراتيجياً طويل الأجل، يهدف إلى تعزيز الردع العسكري ضد الصين.
وكان ترامب ووزير دفاعه بيت هيغسيث قد تعهدا، يوم الاثنين، برفع ميزانية البنتاغون إلى مستوى قياسي يبلغ تريليون دولار أميركي، وهي قفزة كبيرة من 892 مليار دولار أميركي التي خصصها الكونغرس للدفاع الوطني هذا العام. وتتناقض هذه الخطوة مع التخفيضات الشاملة في الإنفاق الفيدرالي التي أُمر بها منذ عودة ترامب إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي. وتأتي الخطوة أيضاً في وقت تدفع فيه الرسوم الجمركية المتصاعدة المتبادلة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى مستوياتٍ جديدة، حيث رفعت إدارة ترامب الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات من الصين إلى 125%، ليصل معدل الرسوم الجمركية الفعلي إلى حوالي 136% منذ ولاية ترامب الأولى.
في غضون ذلك، ارتفعت الرسوم الجديدة التي فرضتها بكين على السلع الأميركية إلى 84%، بالإضافة إلى الرسوم الجمركية السابقة، وقد أدى هذا إلى تفاقم المخاوف من مزيد من التوتر بين بكين وواشنطن، وكذلك ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، بما في ذلك الصراع المباشر المحتمل.
وفي سياق متصل، كان هيغسيث قد تعهد قبل أيام، خلال جولته الآسيوية الأولى، بنشر قدرات متقدمة إضافية لمساعدة الفيليبين في صدّ الصين، كما وصف اليابان بأنها شريك لا غنى عنه في ردع "العدوان العسكري الشيوعي الصيني". وخلال جولته، التي شملت توقفاً في طوكيو، ومانيلا، وهاواي، وغوام، شدد هيغسيث على الحاجة إلى إعادة إرساء الردع ضد بكين في بحري الصين الشرقي والجنوبي، المتنازع عليهما، وبالقرب من جزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ينبغي إعادة توحيدها يوماً ما، بالقوة إذا لزم الأمر.
في المقابل، توقع مراقبون صينيون أن تؤدي سلسلة من التحركات الاستفزازية التي اتخذتها إدارة ترامب إلى تصعيد التوترات بين بكين وواشنطن، ما يقلل الآمال في عقد قمة بين زعيمي البلدين. وأشار هؤلاء إلى أنه بعد شهرين فقط من بدء ولايته الثانية، هددت استراتيجية ترامب العدوانية، بما في ذلك اللعب بورقة تايوان، واستعراض العضلات من خلال حلفائه في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بانهيار أشهر من السلام الهش، ودفع الصين وأميركا إلى شفا المواجهة.
هذا وكان الباحث في العلاقات الصينية الأميركية ليو وانغ قد صرح في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، بأن التوترات الراهنة هي انعكاس لأجواء مشحونة بين بكين وواشنطن منذ ولاية ترامب الأولى، التي شهدت انطلاق شرارة الحرب التجارية بين البلدين، وما تبعها من عقوبات واتهامات متبادلة. ولكن مثل هذا التصعيد، حسب قوله، يكون في بعض الحالات "تكتيكاً يسبق القمم الكبرى، لرفع سقف مطالب كل طرف، وفي هذا المعنى قد نقرأ حيثيات التوتر ولغة التهديد والوعيد بأنها مؤشر على اقتراب موعد انعقاد القمة، وليس العكس".