الصين تمدد مناوراتها حول تايوان: "لا نتعهد بالتخلي عن استخدام القوة"

الصين تمدد مناوراتها حول تايوان: "لا نتعهد بالتخلي عن استخدام القوة"

10 اغسطس 2022
مددت الصين أكبر مناوراتها حول تايوان دون إعلان موعد انتهائها (هكتور ريتمال/فرانس برس)
+ الخط -

جددت بكين، اليوم الأربعاء، تهديدها باستخدام القوة العسكرية لضم جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، وسط مناورات عسكرية صينية صعّدت التوترات بين الجانبين إلى أعلى مستوى لها منذ سنوات.

جاء البيان الصادر عن مكتب شؤون تايوان بمجلس الوزراء وإدارة الأخبار التابعة له، عقب نحو أسبوع من إطلاق السفن الحربية والمقاتلات الصينية صواريخ وتوغل الصين في المجالين البحري والجوي لتايوان.

تسببت المناورات في تعطيل مسارات السفر الجوي والشحن في منطقة تشكل أهمية بالغة لسلاسل التوريد العالمية، ما أثار إدانة قوية من الولايات المتحدة واليابان ودول أخرى.

وقال البيان الصيني إنّ بكين تسعى إلى "توحيد سلمي" مع تايوان، لكنها "لا تتعهد بالتخلي عن استخدام القوة العسكرية وتحتفظ بجميع الخيارات اللازمة".

وقالت الصين إنها علّقت الحوار بشأن مجموعة من القضايا مع الولايات المتحدة، الداعم العسكري والسياسي الرئيسي لتايوان، تتنوع ما بين الأمن البحري وتغير المناخ.

كما ذكرت أنّ مناوراتها جاءت نتيجة لزيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان، الأسبوع الماضي، لكن تايوان ردت بأنّ مثل هذه الزيارات روتينية، وأنّ الصين استغلتها كذريعة لتصعيد تهديداتها.

وصباح اليوم الأربعاء، قال مصدر مطلع لـ"رويترز" إنّ سفن البحرية الصينية واصلت تدريباتها قبالة السواحل الشرقية والغربية لتايوان.

ومددت الصين أكبر مناوراتها على الإطلاق حول الجزيرة، إلى ما بعد الأيام الأربعة التي كانت مقررة في الأصل، دون الإعلان عن موعد انتهائها. وتضمنت تدريبات الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ باليستية، مرّ بعضها فوق العاصمة تايبيه، ومحاكاة لهجمات بحرية وجوية في الأجواء والمياه المحيطة بتايوان.

وأظهر تسجيل مصور بثه تلفزيون الصين المركزي الحكومي، اليوم الأربعاء، طائرات مقاتلة صينية تتزود بالوقود في الجو وسفنا تابعة للبحرية فيما قالت إنها تدريبات حول تايوان.

وقالت قيادة العمليات الشرقية لجيش التحرير الشعبي الصيني، إنّ التدريبات ركزت على عمليات الحصار وإعادة الإمداد اللوجيستي.

وقال مصدر مطلع لـ"رويترز"، إنّ نحو 20 سفينة تابعة للبحرية الصينية والبحرية التايوانية ظلت حتى صباح اليوم قريبة من الخط الفاصل لمضيق تايوان، وهو منطقة عازلة غير رسمية تفصل بين الجانبين.

وواصلت عدة سفن صينية أخرى القيام بمهام قبالة الساحل الشرقي لتايوان، بحسب المصدر الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته.

في المقابل، أصدرت وزارة الدفاع التايوانية، اليوم الأربعاء، لقطات مصورة تظهر قواتها المسلحة في التدريبات، قائلة إنّ جيشها "على أهبة الاستعداد للحفاظ على بلادنا آمنة" وإن الصين لم توقف "توغلاتها" في المناطق القريبة من تايوان.

وحذر وزير خارجية تايوان، أمس الثلاثاء، من أنّ المناورات الصينية تعكس طموحات بكين للسيطرة على مساحات شاسعة من غرب المحيط الهادئ، في الوقت الذي أجرت فيه تايبيه مناوراتها الخاصة للتأكيد على استعدادها للدفاع عن نفسها.

وقال جوزيف وو، في مؤتمر صحافي في تايبيه، إنّ استراتيجية بكين ستشمل السيطرة على بحار الصين الشرقية والجنوبية عبر مضيق تايوان، وفرض حصار لمنع الولايات المتحدة وحلفائها من مساعدة تايوان في حالة وقوع هجوم.

وزارت بيلوسي، المنتقدة للصين منذ فترة طويلة وهي حليف سياسي للرئيس جو بايدن، تايوان، الأسبوع الماضي، في أرفع زيارة لمسؤول أميركي إلى الجزيرة منذ عقود، على الرغم من التحذيرات الصينية. وقالت بيلوسي إنّ زيارتها تظهر التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم الديمقراطية في تايوان.

وتقول الصين إنّ علاقاتها مع تايوان شأن داخلي وتحتفظ بالحق في إخضاع الجزيرة لسيطرتها بالقوة إذا لزم الأمر. وترفض تايوان مزاعم الصين، قائلة إنّ شعب تايوان هو الوحيد الذي يمكنه تقرير مستقبله.

Image
جيشا الصين وتايوان على وقع نذر الحرب: لا مجال للمقارنة

وقال مسؤول في البنتاغون يوم الإثنين، إنّ واشنطن لم تغير تقييمها بأنّ الصين لن تحاول غزو تايوان خلال العامين المقبلين.

وانفصلت تايوان عن البر الرئيسي خلال الحرب الأهلية عام 1949، ويعارض سكان الجزيرة البالغ عددهم 23 مليون نسمة بأغلبية ساحقة التوحيد السياسي مع الصين، مع الحفاظ على الروابط الاقتصادية الوثيقة والوضع الراهن المتمثل في الاستقلال الفعلي.

(أسوشييتد برس، رويترز)