أعلنت الصين، الثلاثاء، أنّها ستواصل "تحديث" ترسانتها النووية، مطالبة كلاً من الولايات المتحدة وروسيا بخفض مخزونهما من الرؤوس النووية، وذلك غداة تعهّد الدول الخمس الكبرى بمنع انتشار الأسلحة الذرية.
وقال فو تسونغ، المدير العام لإدارة الحدّ من التسلّح بوزارة الخارجية الصينية، إنّ "الصين ستواصل تحديث ترسانتها النووية من أجل مسألتي الموثوقية والسلامة"، مؤكّداً أنّ "الولايات المتّحدة والصين ما زالتا تمتلكان 90% من الرؤوس الحربية النووية في العالم. عليهما خفض ترسانتهما النووية بطريقة ملزمة قانوناً ولا رجوع عنها".
يأتي ذلك بعدما تعهدت خمس قوى نووية عالمية، من بينها الصين، الإثنين، بمنع انتشار الأسلحة الذرية وتجنب صراع نووي، وذلك في بيان مشترك نادر أصدرته قبل مراجعة مؤتمر معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، في وقت لاحق من العام الحالي.
وقالت الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيانها: "نعتقد أنه يجب منع زيادة انتشار هذه الأسلحة ... لا يمكن كسب حرب نووية ويجب عدم خوضها إطلاقا".
وصدر البيان بعد تأجيل المراجعة الأخيرة لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي بدأ العمل بموجبها في العام 1970، بعدما كانت مقررة في 4 يناير/كانون الثاني إلى وقت لاحق خلال السنة بسبب جائحة كوفيد-19.
وبغضّ النظر عن الخلافات الحالية التي تسببت بتوتر كبير بين كل من الصين وروسيا وشركائهما الغربيين، قالت القوى الخمس إنها تعتبر "تجنب الحرب بين دول تملك أسلحة نووية وخفض الأخطار الاستراتيجية، مسؤولياتنا الأولى".
وأوضحت، بحسب النص الإنكليزي الذي أصدره البيت الأبيض: "بما أنّ الاستخدام النووي له عواقب بعيدة المدى، نحن نؤكد أيضاً أنّ الأسلحة النووية، طالما وجدت، يجب أن تخدم أغراضاً دفاعية ولردع العدوان ومنع الحروب".
وتابع النص: "يسعى كل منا للحفاظ على إجراءاتنا الوطنية وتعزيزها لمنع الاستخدام غير المصرح به أو غير المقصود للأسلحة النووية".
كما تضمن البيان تعهداً بالتزام مادة رئيسية في المعاهدة تلزم بموجبه الدول بالتخلي عن السلاح النووي تماما في المستقبل.
وتابع البيان: "ما زلنا عند تعهدنا باحترام التزامات معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، بما في ذلك التزامنا بالمادة 6" حول معاهدة لنزع السلاح بشكل عام وتام تحت رقابة صارمة.
غوتيريس يرحّب بتعهدات الدول الخمس الكبرى بشأن منع الحرب النووية
من جهته، رحّب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بالبيان المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، الإثنين، بشأن منع الحرب النووية وتجنب سباق التسلح.
وقال غوتيريس، في بيان المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك: "نرحّب بالبيان المشترك للدول الحائزة للأسلحة النووية بشأن منع الحرب النووية وتجنب سباقات التسلح".
وأضاف البيان: "يقدّر الأمين العام اعتراف الدول الحائزة للأسلحة النووية بضرورة الامتثال لاتفاقاتها والتزاماتها الثنائية ومتعددة الأطراف بشأن عدم الانتشار ونزع السلاح، والتزاماتها بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية".
واعتبر غوتيريس أن "التزام الدول الحائزة للأسلحة النووية بمواصلة اتخاذ تدابير لمنع الحرب النووية، يتوافق مع دعوته طويلة الأمد؛ للحوار والتعاون لتحقيق هذه الغاية".
وقال البيان: "إنه يتطلع إلى مزيد من التفاصيل حول المبادرات المستقبلية".
وأضاف: "ينتهز الأمين العام الفرصة ليكرر ما قاله مراراً وتكراراً: "الطريقة الوحيدة لإزالة جميع المخاطر النووية هي إزالة جميع الأسلحة النووية".
وأكد غوتيريس، "استعداده للعمل مع الدول الحائزة للأسلحة النووية والدول الأعضاء لتحقيق هذا الهدف في أقرب وقت ممكن".
وبحسب الأمم المتحدة، فإن 191 بلداً انضمت إلى المعاهدة التي تدعو أحكامها إلى مراجعة عملها كل خمس سنوات.
(فرانس برس، الأناضول)