الصين تردّ على بلينكن... وترفض أي مشاركة لتايوان في الأمم المتحدة

الصين تردّ على بلينكن... وترفض أي مشاركة لتايوان في الأمم المتحدة

27 أكتوبر 2021
بلينكن: استثناء تايوان من الأمم المتحدة يقوض عمل المنظمة (Getty)
+ الخط -

ردّت الصين، اليوم الأربعاء، سريعاً، على دعوة الولايات المتحدة دول العالم لدعم "مشاركة قوية" لتايوان في منظمات الأمم المتحدة، معتبرة أن الأخيرة "لا تملك الحق" في الانضمام إلى الأمم المتحدة، إذ تعتبر الصين تايوان، التي فرّ إليها القوميون المهزومون في البر الرئيسي نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949، جزءاً من أراضيها. وارتفع منسوب التوتر بين الصين والولايات المتحدة وتايوان، أخيراً، على خلفية تكثيف الجيش الصيني طلعاته الجوية قرب الجزيرة، وتأكيد واشنطن أنها ستدافع عن تايوان بحال حصول هجوم صيني عليها. 

بكين: تايوان لا تملك الحق في الانضمام إلى الأمم المتحدة

وأكدت بكين اليوم، أن تايوان "لا تملك الحق" في الانضمام إلى الأمم المتحدة، بعدما دعت الولايات المتحدة أمس، على لسان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى مشاركة أكبر لتايوان في المنظمة الدولية. وقال المتحدث باسم مكتب شؤون تايوان في بكين، ما شياوغوانغ، خلال إيجاز إعلامي، إن "الأمم المتحدة منظمة حكومية دولية تتألف من دول تتمتع بسيادة"، مشدداً على أن "تايوان جزء من الصين".

وكان بلينكن، أعرب في بيان لمناسبة مرور 50 عاماً على تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقديم مقعد لبكين وإخراج تايبيه، عن أسفه لاستبعاد تايوان بشكل متزايد عن الساحة العالمية. وقال الوزير الأميركي إنه "نظراً إلى أن المجتمع الدولي يواجه عدداً غير مسبوق من القضايا المعقدة والعالمية، من المهم في مكان ما أن يساعد جميع المعنيين في معالجة هذه المشكلات. ويشمل ذلك 24 مليون شخص يعيشون في تايوان". وأضاف بلينكن أن "مشاركة تايوان الهادفة في نظام الأمم المتحدة ليست قضية سياسية، بل براغماتية". واعتبر أنه "لهذا السبب، نشجّع كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على الانضمام إلينا في دعم مشاركة قوية وهادفة لتايوان في نظام الأمم المتحدة برمته وفي المجتمع الدولي". وأشار الوزير خصوصاً إلى استبعاد تايوان من الاجتماعات المرتبطة بمنظمة الطيران المدني الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لافتاً كذلك إلى أنه تمت الإشادة بتايوان لاستجابتها "العالمية" لوباء كورونا.

من جهتها، رحبت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين بتصريحات بلينكن، معربة عن امتنان تايوان للدعم الأميركي.

بلينكن: تايوان شريك أساسي للولايات المتحدة وتشكل نجاحاً ديمقراطياً

ولطالما دعت الولايات المتحدة إلى انخراط تايوان في نشاطات الأمم المتحدة. لكن البيان الأميركي الأخير (الصادر عن بلينكن) يضاف إلى تصعيد الخطاب الدبلوماسي والمواقف العسكرية بشأن تايوان. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد ردّ الأسبوع الماضي على سؤال حول احتمال حصول تدخل عسكري أميركي للدفاع عن تايوان في حال تعرضها لهجوم من الصين، بقوله: "نعم لدينا التزام في هذا الصدد". لكن البيت الأبيض سرعان ما تراجع عن هذه التعليقات بعد تحذيرات من الصين، استمرارا لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة منذ فترة طويلة، والمسماة "استراتيجية الغموض" التي تساعد واشنطن بموجبها تايوان في بناء دفاعاتها وتعزيزها، دون التعهد صراحة بتقديم مساعدتها في حال حدوث هجوم.

وقطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع تايوان في عام 1979، للاعتراف ببكين ممثلاً رسمياً ووحيداً للصين. لكن واشنطن لا تزال أقوى حليف لتايوان ومزودها الأول بالأسلحة، لا بل إن الإدارة الأميركية ملزمة من الكونغرس ببيع الجزيرة أسلحة لتمكينها من الدفاع عن نفسها.

وفي هذا الخصوص، أكد بلينكن أمس مجدداً أن بلاده لا تزال تعترف ببكين فقط، لكنه شدّد على المؤهلات الديمقراطية للجزيرة، وعلى أن تايوان "شريك أساسي للولايات المتحدة وتشكل نجاحاً ديمقراطياً". وقال: "نحن من بين العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التي تعتبر تايوان شريكا أساسيا وصديقا موثوقا".
(فرانس برس)

المساهمون