الصين تراقب عن كثب الصراع بين تايلاند وكمبوديا وتحذر من التصعيد
استمع إلى الملخص
- دعت الصين، كجار وصديق للبلدين، إلى حل النزاع عبر الحوار، مؤكدة على أهمية السلام والاستقرار في المنطقة، ومشيرة إلى دورها في مساعدة كمبوديا في إزالة الألغام.
- النزاع الحدودي بين البلدين يمتد لجذور تاريخية معقدة، حيث تشترك تايلاند وكمبوديا في حدود رسمها الفرنسيون، مما أدى إلى توترات سياسية وعسكرية متكررة.
حذرت صحيفة "غلوبال تايمز" الحكومية الصينية، اليوم الجمعة، من تصعيد الصراع والاشتباكات المسلحة بين تايلاند وكمبوديا، وقالت إن التطور الأخير المتمثل في نشر تايلاند طائرات مقاتلة من طراز إف-16 ونشر كمبوديا المدفعية الصاروخية يشير إلى تفاقم وضع الحدود بين البلدين والذي يتعرض لخطر المزيد من التصعيد، مشيرة إلى أنه من الناحية العسكرية، تتمتع تايلاند بميزة بسبب أسلحتها الأكثر تقدماً.
ولكن الصحيفة أكدت في الوقت نفسه أن كلاً من تايلاند وكمبوديا جارتان صديقتان للصين، وهذا التصعيد لا يفيد أياً من الطرفين ولا المنطقة بأكملها، وشددت على أن أفضل طريقة للخروج هي الحل السلمي من خلال المحادثات. وشاركت بكين بنشاط في مساعدة دول، بما في ذلك كمبوديا، على حل مشكلة الألغام الأرضية، وهي خطوة قالت الصحيفة الصينية إنها تُظهر مسؤولية الصين في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.
هذا، وتصاعد الصراع بين تايلاند وكمبوديا، أمس الخميس، مع نشر أسلحة ثقيلة، مثل الطائرات المقاتلة والمدفعية الصاروخية، عقب حوادث ألغام أرضية على طول الحدود المتنازع عليها. كما تبادل الجانبان إطلاق النار، ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً على الأقل. واتهمت الدولتان بعضهما بعضاً ببدء الاشتباكات العسكرية.
ويأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من فقدان جندي تايلاندي ساقه في انفجار لغم أرضي على الحدود، ما دفع كلًا من بانكوك وبنوم بنه إلى خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية، حيث تدهورت العلاقات إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون قد صرّح في إفادة صحافية أمس الخميس، رداً على سؤال حول الاشتباك الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، بأنّ كلاً منهما بلد جار صديق للصين وعضو مهمّ في رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان). وأضاف أنّ حسن الجوار وتسوية الخلافات بشكل سليم يخدم المصالح الأساسية والطويلة الأمد للجانبين.
وأعرب قوه عن قلقه العميق إزاء التطورات الجارية، وقال: "نأمل بأن يُعالج الجانبان القضايا بشكل سليم من خلال الحوار والتشاور". وأضاف: "مع مراعاة المصالح والمخاوف المشتركة لدول المنطقة، تلتزم الصين بموقف عادل ونزيه. لقد شجعنا، وسنواصل، محادثات السلام بطريقتنا الخاصة، وسنلعب دورًا بناءً في تعزيز خفض التصعيد".
من جانبها، ذكّرت السفارة الصينية في كمبوديا، أمس الخميس، المواطنين الصينيين في البلاد، وخاصة أولئك القريبين من مناطق الصراع، بمراقبة الوضع الأمني المحلي عن كثب، والبقاء يقظين وآمنين، واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وقالت في بيان نُشر على موقع السفارة الإلكتروني: "يجب عليهم أيضًا تجنب السفر إلى المناطق الحدودية الكمبودية التايلاندية".
يشار إلى أن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا ينطوي على قضايا تاريخية معقدة، إذ يشترك البلدان في حدود برية بطول 817 كيلومتراً، رسمها الفرنسيون في معظمها عندما كانوا يسيطرون على كمبوديا التي كانوا يستعمرونها، وقد شهدت هذه الحدود اشتباكات عسكرية بشكل دوري وكانت مصدراً للتوترات السياسية.