استمع إلى الملخص
- رصدت وزارة الدفاع التايوانية تدريبات مشتركة لجيش التحرير الشعبي الصيني، بينما أكدت صحيفة غلوبال تايمز أن عبور السفينة الكندية يرسل إشارات خاطئة لتايوان.
- تعتبر بكين تايوان جزءًا من أراضيها وتعارض التدخل الأجنبي، بينما تلتزم واشنطن بالدفاع عن الجزيرة وتزويدها بالأسلحة.
دانت الصين عبور سفينة حربية كندية مضيق تايوان شديد الحساسية بالنسبة لبكين، واتهمت أوتاوا بإثارة التوترات في المنطقة، وتحريف المبادئ القانونية. وفي بيان صدر في وقت مبكر من اليوم الاثنين، قالت قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني، إن قواتها البحرية والجوية تعقبت وراقبت الفرقاطة التابعة للبحرية الملكية الكندية "إتش إم سي إس أوتاوا" طوال فترة مرورها يوم الأحد.
وقال المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي العقيد لي شي: "إن الجانب الكندي يتسبب عمداً في الاضطرابات وتقويض السلام والاستقرار في مضيق تايوان". وأدان لي أيضاً كندا بسبب تصريحاتها العامة التي أعلنت فيها حدوث العبور، واتهم أوتاوا بتحريف التفسيرات القانونية، وتضليل الرأي العام. وأكد بيان قيادة المسرح الشرقي أن قوات جيش التحرير الشعبي تظل في حالة تأهب قصوى وسوف تتصدى بحزم لأي تهديدات أو استفزازات في المنطقة.
من جهتها، أشادت وزارة الخارجية التايوانية بالخطوة التي اتخذتها كندا، والتي تُعدّ أول مرور لسفينة بحرية كندية هذا العام، ووصفتها بأنها دليل ملموس على التزام كندا بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان. وقالت إن فرقاطة كندية أبحرت عبر مضيق تايوان يوم الأحد. وقد تزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع التايوانية رصد 24 طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تجري تدريبات مشتركة مع سفن حربية في اليوم نفسه.
في المقابل، قالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية إن عبور السفينة الحربية الكندية لمضيق تايوان أرسل إشارات خاطئة إلى سلطات تايوان، مما خلق الوهم بأنهم يستطيعون الاعتماد على دول خارجية في السعي إلى "الاستقلال". وأضافت أن مسألة تايوان تتعلق بالمصالح الأساسية للصين، وأن الأخيرة قادرة تماماً على حل مسألة تايوان، ولا يمكن لأحد إيقافها. ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن سفينة حربية كندية واحدة لا تشكل تهديداً كبيراً للصين من الناحية العسكرية، ومن الطبيعي والمشروع أن يراقب جيش التحرير الشعبي تحركاتها على عتبات البر الرئيسي.
يشار إلى أنه قبل أقل من أسبوع، أعلن جيش التحرير الشعبي أنه راقب عبور سفينتين حربيتين أميركيتين عبر مضيق تايوان. وفي الفترة من 10 إلى 12 فبراير/ شباط، عبرت المدمرة الأميركية "يو إس إس رالف جونسون"، وسفينة المسح "يو إس إن إس باوديتش"، مضيق تايوان، في أول عبور أميركي للممر المائي منذ تنصيب الرئيس دونالد ترامب في 20 يناير/ كانون الثاني الماضي. وأعلنت قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني في حينه، أنها نشرت قوات بحرية وجوية لمراقبة مرور السفن الأميركية بالكامل، والاستجابة للوضع وإدارته بشكل فعال.
هذا وتعتبر بكين أن تايوان، التي تتمتع بحكم ذاتي، جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وقد أعلنت مراراً أنها ستعمل على استعادتها، حتى لو اضطرت إلى استخدام القوة، كما دأبت على تحذير واشنطن من التدخل في شؤون الجزيرة التي لا تعترف معظم دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بها دولةً مستقلة. ومع ذلك، عارضت واشنطن سابقاً أي تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن، وأبدت التزامها بالدفاع عن الجزيرة، إذ تُعتبر الولايات المتحدة المورد الرئيسي للأسلحة لتايوان.