الصين تحذر في الأمم المتحدة من عودة "عقلية الحرب الباردة"

26 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 21:21 (توقيت القدس)
لي تشيانغ أثناء خطابه أمام الجمعية العامة في نيويورك، 26 سبتمبر 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حذّر رئيس وزراء الصين لي تشيانغ من عودة "عقلية الحرب الباردة"، مشيراً إلى التحديات التي تواجه النظام العالمي بسبب الأحادية والحمائية، وانتقد الرسوم الجمركية الأميركية التي تؤثر على التجارة العالمية.
- أكد لي على أهمية التعددية والتجارة الحرة، مشيراً إلى أن الصين تسعى للانفتاح والتعاون مع الدول الأخرى للدفاع عن القيم العالمية، في ظل التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة.
- شهدت العلاقات بين الصين والولايات المتحدة زخماً مع محادثات دفاعية وزيارات وفود أميركية، وسط توقعات بلقاء محتمل بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب.

حذّر رئيس وزراء الصين لي تشيانغ، اليوم الجمعة، من عودة "عقلية الحرب الباردة"، مدافعاً عن تعدّدية الأطراف والتجارة الحرّة، في انتقاد مبطّن للولايات المتحدة من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة. ولم يذكر رئيس الوزراء الصيني الرئيس الأميركي دونالد ترامب

بالاسم في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكنه قدّم بلاده بوصفها المدافع عن النظام العالمي الذي لطالما كانت واشنطن أبرز مؤتمنيه.

وقال لي: "دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطرابات والتحوّلات"، مشيراً إلى "عودة الأحادية وعقلية الحرب الباردة والتشكيك في القواعد والمنظومة العالمية المعتمدة خلال السنوات الثمانين الماضية والتقويض المستمرّ للنظام العالمي الذي سبق أن أثبت فعاليته". ولفت إلى أن "البشرية باتت مجدّداً عند مفترق طرق". وانتقد رئيس الوزراء الصيني خصوصاً الرسوم الجمركية الإضافية، فيما فرضت الإدارة الأميركية تعرفات أساسية بنسبة 10% على كلّ البلدان، مع نسب أعلى بكثير على عدد منها تتخطّى صادراتها إلى الولايات المتحدة وارداتها منها.

واشتدّت وطأة التعرفات الجمركية على أبرز الشركاء التجاريين لواشنطن مثل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي والصين التي ما زالت المفاوضات جارية معها في هذا الشأن. وقال لي: "من الأسباب الرئيسية وراء الركود الاقتصادي العالمي الحالي تعدّد التدابير الأحادية والحمائية، مثل زيادة الرسوم الجمركية وإقامة جدران وحواجز"، مشيراً إلى أن "الصين ما انفكّت تنفتح أكثر وأكثر على العالم". وصرّح بأنّ بلاده "تأمل العمل مع بقيّة بلدان العالم للدفاع عن القيم المثلى للأمم المتحدة"، في وقت تهتزّ أركان المنظمة الأممية.

يشار إلى أنه في خطابه الذي استمر 57 دقيقة أمام الجمعية العامة، الثلاثاء الماضي، ذكر ترامب الصين عدة مرات، بما في ذلك ضمن تعرضه لقضايا المناخ وأوكرانيا، وقال: "الصين والهند هما الممولان الرئيسيان للحرب الدائرة بمواصلتهما شراء النفط الروسي". ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، خصص ترامب قدراً كبيراً من اهتمامه لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل مباشر وعقد قمة معه في ألاسكا الشهر الماضي.

وشهدت العلاقات الثنائية بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً خلال الأيام الماضية مع عقد وزيري الدفاع في كلا البلدين، بيت هيغسيث ودونغ جون، محادثات متتالية في وقت سابق من الشهر الجاري. كما التقى وفد من المشرعين الأميركيين، الاثنين الماضي، مع وزير الدفاع الصيني دونغ جون في بكين، خلال زيارة نادرة لأعضاء من الكونغرس بهدف تعزيز التواصل. وفي ضوء ذلك، تزايدت التوقعات بشأن اجتماع محتمل بين الرئيس شي جين بينغ ونظيره الأميركي ترامب.

وتصاعدت التوترات بين بكين وواشنطن منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. وبذريعة مكافحة العجز التجاري، بدأ الرئيس الأميركي حملة اقتصادية على دول صديقة ومعادية، خصوصاً الصين التي فرض عليها رسوماً جمركية باهظة. وبالإضافة إلى التجارة، تشكل قضية تايوان، التي ترزح تحت ضغوط عسكرية واقتصادية من بكين، إحدى نقاط التوتر الرئيسية بين البلدين.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون