الصين تتحضّر لمواجهة القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات

21 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 04:06 (توقيت القدس)
عرض عن قنبلة "جي بي يو 57" بالبنتاغون، 26 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اقترح باحثون صينيون استهداف الجوانب الفولاذية الرقيقة للقنابل الخارقة للتحصينات الأميركية بقذائف مضادة للطائرات، حيث أظهرت دراسة أن هذه الجوانب قد تكون عرضة للتشققات، مما قد يحيد القنبلة قبل وصولها للهدف.
- أكد محرر الشؤون العسكرية لياو ليانغ على أهمية الدقة في الزاوية والمسافة لاستهداف القنابل، مشيراً إلى أن الاصطدام قد يؤدي لتفجيرها في الهواء، ضمن جهود الصين لتعزيز قدراتها الدفاعية.
- قلل الباحث جو فانغ من أهمية الدراسة، مشيراً إلى أن الضربات الأميركية تسبقها قصف للدفاعات الجوية، مما يقلل من فعالية التكتيكات المقترحة، وصعوبة التنبؤ بمسار القنابل بسبب قدرتها على المناورة.

يختبر باحثون صينيون إجراءات تهدف إلى ضرب النقطة الضعيفة في الرؤوس الحربية الأميركية الضخمة بقذائف مضادّة للطائرات. واقترح خبراء في مجال العلوم العسكرية في الصين طريقة لمواجهة القنابل الخارقة للتحصينات التي تستخدمها القوات الجوية الأميركية، من خلال الكشف عن عيب مزعوم في تصميمها، وذلك في دراسة نُشرت في مجلة إطلاق الأسلحة والتحكم الصينية في وقت سابق من الشهر الحالي.

ووجد فريق من العلماء بقيادة كوي شينغ يي، من معهد نورث وسترن للميكانيكا والهندسة الكهربائية، نقطة ضعف محتملة في قنبلة "جي بي يو 57" (GBU-57) التي قيل إنّ الولايات المتحدة استخدمتها في ضرب موقع فوردو النووي الإيراني في 22 يونيو/حزيران الماضي. وأشارت الدراسة إلى أنّه على الرغم من أن مقدمة القنبلة مُعزّزة كثيراً، إلّا أن سماكة جوانبها الفولاذية لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، ما يجعلها عرضة للقذائف المضادّة للطائرات. وبناء على ذلك اقترح هؤلاء إجراءً مضاداً يتمثل في ضرب الجانب الضعيف، ما يعني أن قذيفة أو اثنتين مضادتين للطائرات قد تُسببان تشقّق هذه الجوانب. وحسب الدراسة، فإنّه يمكن نشر مدافع مضادة للطائرات منخفضة التكلفة حول المواقع الرئيسية المستهدفة.


لياو ليانغ: فريق البحث الصيني وجد ثغرة في مقدمة القنبلة الأميركية


وباستخدام محاكاة حاسوبية، اختبر الفريق مدافع "أورليكون جي دي إف" السويسرية، المستخدمة على نطاق واسع في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران، إذ تستطيع هذه المدافع إطلاق 36 قذيفة في ثانيتَين، مع احتمال إصابة بنسبة 42% على مسافة 1200 متر. ومع ذلك، حذر الباحثون من أن هذا الإجراء المضاد يتطلب تتبعاً دقيقاً بالرادار، واستراتيجية فعّالة للحرب الإلكترونية، والدفاع ضدّ أي هجمات واردة.

وحول ذلك، قالت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست الصينية، أمس الأحد، إنه على الرغم من أن القنابل الخارقة للتحصينات موجهة بدقة، لكنّها تحلق ببطء، وتحمل رؤوساً حربية ضخمة مغلفة بدروع سميكة، والدول الصغيرة التي تفتقر إلى القوة الجوية تراقب بعجز سقوط هذه القنابل. ولفتت إلى أنه عندما ضربت قاذفات الشبح الأميركية موقع فوردو الإيراني بقنابل خارقة التحصينات في 22 يونيو الماضي، اتضح أن المقاومة كانت معدومة. لذلك؛ فإنّ الاختبارات الصينية الحديثة قد تمثل اختراقاً في قدرة الدول على المواجهة في المستقبل.

الصين تجد ثغرة في مقدمة القنبلة الأميركية

في تعليقه على الدراسة الصينية الحديثة، أوضح محرّر الشؤون العسكرية في صحيفة كانتون الصينية، لياو ليانغ، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن فريق البحث الصيني وجد ثغرة في مقدمة القنبلة الأميركية "جي بي يو 57" التي تأخذ الشكل البيضوي. وقال إنّ أي استهداف دقيق للجوانب الهشة قد يتسبب في تفادي مثل هذه الضربات، لكنّ ذلك يتوقف على زاوية الاصطدام والمسافة بين المضادات الصاروخية والقنابل الخارقة للتحصينات. ولفت إلى أن استهداف هذه القنابل في مرمى يقلّ عن أربعة آلاف قدم يسرّع من عملية تفجيرها في الهواء بسبب الحرارة العالية الناتجة عن عملية الاصطدام والتي تؤدي إلى اشتعال المتفجرات الخاملة في القنبلة، وتحييدها قبل وصولها إلى الهدف.


جو فانغ: عادة ما يسبق الضربات الأميركية قصف للدفاعات الجوية


وأشار إلى أن المحاكاة التي كشف عنها معهد نورث وسترن للميكانيكا والهندسة الكهربائية، هي جزء من جهود حثيثة يبذلها العلماء الصينيون في مجال العلوم العسكرية لتطوير آليات وتكتيكات تساعد الجيش الصيني على تعزيز قدراته الهجومية والدفاعية. وأضاف أن الصين ظلت خلال الفترة الماضية تراقب عن كثب المواجهات العسكرية سواء الإقليمية أو الدولية، لاستخلاص الدروس والعبر والتعلّم من الأخطاء التي وقعت فيها بعض الدول، وذلك من أجل سدّ الثغرات وتعزيز حالة الردع في أي مواجهة أو حرب محتملة.

تقليل من أهمية الدراسة الصينية

في المقابل، قلل جو فانغ، الباحث الزميل في جامعة آسيا (تايوان)، في حديث مع "العربي الجديد"، من أهمية الدراسة الصينية، وقال إنها مجرد محاكاة نظرية منفصلة عن الواقع. وقال إن مثل الضربات الأميركية الأخيرة للمنشآت النووية الإيرانية عادة ما يسبقها قصف للدفاعات الجوية للتأكّد من عدم وجود أي مخاطر محتملة، فضلاً عن قدرة هذه القنابل على المناورة في ارتفاعات متفاوتة، ما يصعّب من محاولات اعتراضها، إذ ليس من السهولة التنبؤ بمسارها واستهدافها عند مستوى معين كما أبرزت الدراسة الصينية. ولفت جو فانغ أيضاً إلى أن التكتيكات التي يجري بحثها وتطويرها بما يتلاءم مع الأنظمة الدفاعية الصينية قد لا تكون فعالة في مناطق أخرى بسبب الاختلافات في التضاريس الجغرافية، وتفاوت مستوى القدرات التكنولوجية بين دولة وأخرى.

يشار إلى أن الصين تابعت عن كثب الضربات الأميركية التي شنّتها الولايات المتحدة الشهر الماضي على المنشآت الإيرانية، خصوصاً القنابل المستخدمة "GBU-57"، وهي قنبلة قوية "خارقة للتحصينات" مصمّمة لاختراق الأهداف المدفونة على عمق كبير. وفي حين أشاد خبراء صينيون بنجاح قاذفات الشبح من طراز "بي-2" في إطلاق القنابل بعيدة المدى وأداء القنابل الخارقة للتحصينات، فقد أشاروا أيضاً إلى القيود التي تحدّ من فعالية القنبلة، خصوصاً ضد مواقع مثل فوردو التي تقع على عمق كبير تحت الأرض. ويعتقد أن الصين تمتلك أكبر أنظمة مخابئ تحت الأرض في العالم، كما طورت أسلحة قادرة على اختراق المخابئ العميقة، تتمركز حول أنظمة إطلاق الصواريخ الباليستية الأرضية، مع طموحات لاستهداف المنشآت، بما في ذلك تلك الموجودة في أعماق جبال تايوان.

المساهمون