الصومال: أحكام بالإعدام والسجن على 5 جنود من قوات الاتحاد الأفريقي

الصومال: أحكام بالإعدام والسجن على 5 جنود من قوات الاتحاد الأفريقي

13 نوفمبر 2021
جنود أوغنديون من بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال (فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت محكمة عسكرية تابعة لبعثة قوات حفظ السلام الأفريقية (أميصوم)، الجمعة، أحكاماً مختلفة على 5 جنود من القوات الأوغندية بتهمة ارتكاب جريمة قتل مروعة رح ضحيتها 7 مدنيين صوماليين في مدينة جلوين جنوب البلاد في أغسطس/آب الماضي.

وبحسب مصادر صحافية محلية، فإن المحكمة العسكرية انطلقت في 5 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في قاعدة حلني التي تضم مقار بعثة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي وسفارات ومراكز عسكرية أجنبية، حيث شارك في جلسات استماع المتهمين العشرات من القوات الأفريقية وأهالي الضحايا.

وقضت المحكمة بإعدام اثنين من عناصر القوات الأوغندية، فيما أمرت بحبس ثلاثة آخرين من القوات الأفريقية 39 عاماً بعد أن ثبت ضلوعهم في جريمة قتل مروعة بحق سبعة مدنيين في 10 أغسطس/آب الماضي.

وقال الناطق باسم أهالي الضحايا حسين عثمان لوسائل إعلام محلية، "إن 6 جنود من القوات الأوغندية كانوا شهود عيان أثناء واقعة قتل المدنيين"، مشيرًا إلى أنهم أدلوا بشهاداتهم في المحكمة، إلى جانب شاب آخر قتل والده في هذا الاعتداء.

وبحسب عثمان الذي حضر جلسة المحكمة اليوم، فإن "المحكومين بالإعدام من القوات الأوغندية قاموا باعتقال المدنيين وأجبروهم على الجلوس فوق لغم أرضي ثم فجّروه، بينما قام آخرون بإطلاق الرصاص عليهم عشوائياً، حيث تناثرت أشلاؤهم في موقع الجريمة".

وأرسلت أوغندا عشرين شخصاً من بينهم محامون وقضاة، لمتابعة حيثيات المحكمة في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، واستمعوا إلى إفادات الشهود وبحثوا في أمر الجنود المتهمين بارتكاب الجريمة المروعة، قبل أن تصدر المحكمة أحكامها بحق المتهمين.

ارتياح محلي بقرار إعدام ومحاسبة 5 من قوات من الاتحاد الأفريقي

وفي السياق، أعرب أهالي الضحايا عن ارتياحهم لقرارات المحكمة العسكرية التابعة لقوات حفظ السلام الأفريقية، مؤكدين أن دماء ذويهم لن تذهب هدراً، وأنهم سيبحثون في رفع دعوى قضائية عالمية ضد الدولة الأوغندية، ما لم تدفع تعويضات مقنعة لذوي الضحايا.

وقال عثمان حسين الناطق باسم أهالي الضحايا في مؤتمر صحافي بمقديشو، إن القوات الأفريقية في معسكر حلني بمقديشو، حاولت في بداية الأمر إنكار القضية عبر عدم الاستجابة لمطالب متعلقة بالحصول على محكمة عادلة.

وأشار عثمان إلى أن "القوات الأفريقية لن تجرؤ بعد اليوم على الاعتداء على المواطنين"، مؤكدًا أن "المجتمع المحلي سيحاسب القوات الأفريقية، إذا ارتكبت جريمة أخرى بحق المواطنين (...) هذه خطوة إيجابية بعد سنوات من الاعتداءات المتكررة ضد الأبرياء في جنوب الصومال".

وأضاف أن أهالي الضحايا يشعرون بارتياح كبير بعد قرارات المحكمة العسكرية، والتي بدأت في تنفيذ جزء من قراراتها داخل قاعة الحكم، حيث تم نزع الرتب العسكرية من العسكريين الأوغنديين المحكومين، واعتقالهم بالأصفاد وزجهم في سيارة لنقلهم إلى السجن.

وبحسب مراقبين، فإن محاكمة جنود من الاتحاد الأفريقي في الصومال بتهم تتعلق بارتكاب جرائم قتل بحق المدنيين هي الأولى من نوعها؛ حيث كانت تواجه القوات الأفريقية في جنوب البلاد منذ عام 2007 تهما بارتكاب اعتداءات مختلفة بسبب القصف العشوائي في المناطق السكنية وخاصة في الفترة ما بين عام 2009 و2010، نتيجة شدة المعارك آنذاك في العاصمة مقديشو.
أخبار
التحديثات الحية
هذا واتهمت منظمات حقوقية عالمية القوات الأفريقية بارتكاب اعتداءات جنسية ضد الصوماليات عام 2014، إلى جانب ممارسة عمليات القتل بعد تعرضهم لهجمات من "حركة الشباب" المرتبطة بـ"تنظيم القاعدة"، أو تفجيرات بسيارات مفخخة في العاصمة مقديشو.

يذكر أن الاعتداءات الجنسية التي كانت تتهم بها القوات الأفريقية قد تراجعت في الفترة الأخيرة بعد شكاوى كثيرة قدمت للاتحاد الأفريقي في مقديشو من قبل الحكومة الصومالية، وهو ما حدّ من تلك الاعتداءات، بينما تحدث عمليات القتل العشوائية التي تستهدف المدنيين بين الحين والآخر في المناطق الريفية التي تنتشر فيها "حركة الشباب" بجنوب البلاد.