الصدر ينهي اعتصام أنصاره في المنطقة الخضراء: قراري الاعتزال نهائيّ

الصدر ينهي اعتصام أنصاره في المنطقة الخضراء: قراري الاعتزال نهائيّ

30 اغسطس 2022
أكد الصدر أنه اعتزل السياسة اعتزالاً شرعياً (كرار عيسى/الأناضول)
+ الخط -

وجّه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أنصاره بالانسحاب من مبنى البرلمان خلال ساعة واحدة فقط، منهياً اعتصاماتهم التي امتدّت لشهر كامل داخل المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، معتبراً أنها خرجت عن سلميتها، فيما توقف إطلاق النار داخل المنطقة الخضراء وبدأ أنصار التيار بالانسحاب منها.

وجاء ذلك بعد يوم كامل من المواجهات الدامية، التي اندلعت أمس على أثر اعتزال الصدر العمل السياسي، إذ تظاهر المئات من أنصاره داخل المنطقة الخضراء وخارجها وفي المحافظات الأخرى، واشتبكوا مع أمن "الحشد الشعبي"، ما تسبّب بمقتل أكثر من 22 متظاهراً وجرح أكثر من 200، وسط ارتباك أمني خطير.

وظهر اليوم الثلاثاء، عقد الصدر مؤتمراً صحافياً ببلدة الحنانة بمحافظة النجف، أكد فيه أنه "بغض النظر عمن بدأ الفتنة في الأمس، فأنا أمشي مطأطئ الرأس، وأعتذر للشعب العراقي الذي هو المتضرر الوحيد مما يحدث، فالقاتل والمقتول في النار".

وأضاف أن "وطني أسير للفساد والعنف معاً.. كنت آمل أن تكون احتجاجات سلمية وليس بالرصاص والقاذفات"، مشدداً على أنه "ما دام العنف شاب الثورة، فهي ليست بثورة أصلاً، ولا أقول بعد الآن ثورة، وأنا أنتقد ثورة التيار الصدري أيضاً".

وقال: "ما زلت أومن أن التيار مطيع، وإذا لم ينسحب من الاعتصام من أمام البرلمان خلال مدة 60 دقيقة، فسأبرأ من التيار"، مؤكداً أنه "لا توجد تظاهرات سلمية بعد الآن ولا نريدها". وعن قرار اعتزاله السياسية، قال إنه "قرار نهائي ولا عودة عنه".

في غضون ذلك، توقفت المواجهات وإطلاق النار داخل المنطقة الخضراء وغيرها، وبدأ أنصار الصدر بالانسحاب من داخل المنطقة والمناطق الأخرى بشكل مباشر عقب كلمته.

 وأعلنت قيادة العمليات المشتركة رفع حظر التجول في بغداد والمحافظات، وذكر بيان لخلية الإعلام الأمني أن "قيادة العمليات المشتركة قررت رفع حظر التجول في بغداد والمحافظات".

من جهته، أثنى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على موقف الصدر، وقال في تغريدة له إن دعوته لوقف العنف "تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، وكلمة سماحته تحمّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق، والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني، والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الأزمات".

بدوره، اعتبر رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري قرار الصدر "خطوةً باتجاه الحلّ السياسي".

وتعليقاً على التطور، قال الباحث بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي لـ"العربي الجديد"، إن خطوة زعيم التيار الصدري بسحب أنصاره وإدانة العنف والاشتباكات بشكل صريح وواضح، "تعطي انطباعاً بأنه سعى لاحتواء الموقف ومنع اندلاع اشتباكات واسعة في بغداد والمحافظات، خصوصاً مع سقوط قتلى من الطرفين".

ولفت إلى أنّ "الصدر والسيستاني كانا الشخصين الوحيدين القادرين على مواجهة الأزمة ووضع حد لها، ويظهر أنّ مبادرة الصدر غير بعيدة عن رغبة المرجع علي السيستاني في وقف انحدار الأمور إلى الأسوأ".

من جهته، قال المحلل السياسي أحمد الشريفي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن تدخل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، "كان متوقعاً بعد الدعوات المتكررة لتدخله منذ يوم أمس ومن أطراف مختلفة بشكل غير معلن".

وبيّن الشريفي أن "الكرة الآن في ملعب الإطار التنسيقي، فعليه المبادرة بشكل سريع لتحقيق ما يريده الصدر بعد سحب أنصاره من مجلس النواب، كما أن إصرار الإطار على المضي بتشكيل حكومة عكس ما يريدها قد يستفز الصدر وأنصاره من جديد، ويدفعهم إلى النزول للشارع مرة أخرى".

ولفت إلى أن "إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي لا يعني أنه لن يراقب المشهد من قريب وتكون له مواقف، حتى لو بصورة غير مباشرة لتحقيق ما يريده بحل مجلس النواب والذهاب للانتخابات المبكرة، فهذا المطلب لن يتراجع عنه التيار الصدري، حتى بعد انسحابه من المنطقة الخضراء بشكل كامل".