"الشيوخ الأميركي" يبدأ دورته الجديدة.. ومرشحو ترامب للمناصب يواجهون تدقيقاً بين الجمهوريين
استمع إلى الملخص
- تواجه تولسي غابارد، مرشحة ترامب لإدارة الاستخبارات، تحديات بسبب تصريحاتها حول الحرب الروسية الأوكرانية ولقاءاتها مع بشار الأسد، مما يعرضها لعدم التأكيد.
- تشمل ترشيحات ترامب الأخرى بيت هيغسيث لمنصب وزير الدفاع وروبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة، وكاش باتيل لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، مما يثير جدلاً ومخاوف.
يبدأ مجلس الشيوخ الأميركي الجديد في الكونغرس رقم 118، اليوم الجمعة، أول اجتماعاته بأغلبية جمهورية 53 عضواً مقابل 47 عضواً ديمقراطياً، حيث يؤدي الأعضاء القسم، وسوف تقوم كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراء هذه المراسم. ويتولى زعامة أغلبية مجلس الشيوخ المؤقت السيناتور تشاك جراسلي (جمهوري من آيوا) لحين أداء القسم، وهو المنصب الذي يشغله عادة العضو الأقدم في حزب الأغلبية.
ومن المقرر أن يتولى السيناتور جون ثون من ساوث داكوتا، دور زعيم الأغلبية الجمهورية، إذ إنه على عكس انتخابات مجلس النواب تتم انتخابات مجلس الشيوخ بعيداً عن قاعات المجلس، وتم الاستقرار على الاختيار الشهر الماضي، كما سيعتمد مجلس الشيوخ قراراً تنظيمياً يحدد تخصيصات اللجان ويضع إجراءات أخرى للغرفة في العامين المقبلين.
ويعد السؤال الأهم في ما يخص مجلس الشيوخ هو موعد ظهور اختيارات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لملء حكومته في جلسات الاستماع، حيث يحاول المجلس إعداد تصويتات التأكيد بعد وقت قصير من أداء ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني الحالي، ومن المتوقع أن تبدأ هذه الجلسات في الأسبوع الذي يبدأ في 13 يناير، مع إخطار جلسات الاستماع قبل أسبوع.
وسيكون التصويت على تأكيد المرشحين الذين اختارهم ترامب للمناصب العليا في إدارته، والتي انسحب منها حتى الآن مرشحان هما النائب مات غيتز الذي كان مرشحاً لمنصب وزير العدل، ووتشاد كرونيستر الذي رشح لقيادة وكالة مكافحة المخدرات، غير أن هناك عدة أسماء مثيرة للجدل ما زالت الأضواء مسلطة عليها، ولا تحظى بتأييد الجمهوريين بالكامل والذين تعد أصواتهم كافية لتمرير اختيارات الرئيس المنتخب.
وفي العادة، يقيّد الدستور الأميركي تعيينات الرئيس من خلال منح مجلس الشيوخ سلطة تأكيد أو رفض مرشحيه من أجل "كبح المحسوبية لدى الرئيس، ومنع تعيين شخصيات غير مناسبة إلى حد كبير"، حيث يتم شغل المناصب العليا في الحكومة الفيدرالية عن طريق ترشيحات الرئيس، ثم الموافقة عليها في مجلس الشيوخ بالأغلبية البسيطة (50 زائد واحد)، ما يعني أن اختيارات ترامب تحتاج إلى موافقة الجمهوريين بمجلس الشيوخ.
تولسي غابارد
تواجه العضوة الديمقراطية السابقة في مجلس النواب تولسي غابارد، مرشحة ترامب لإدارة الاستخبارات الأميركية، معركة صعبة للتصويت لها في مجلس الشيوخ، لأسباب تتعلق بتصريحاتها السابقة في ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، واعتبار أن هذه التصريحات تتوافق مع الجانب الروسي، إضافة إلى اجتماعها في عام 2017 مع رئيس النظام السوري المخلوع والهارب إلى روسيا بشار الأسد، إضافة إلى فشلها في إقناع عدد من الجمهوريين خلال لقاءاتهم معهم الشهر الماضي، وخطط عدد منهم للتصويت ضدها. وطبقاً لصحيفة "ذا هيل"، نقلاً عن مصادر جمهورية، فهي الأكثر عرضة لعدم التأكيد.
وكانت غابارد انتقدت التدخل العسكري الأميركي في سورية، ودعم إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما للمعارضة السورية، وفي ما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، فقد دعت أوكرانيا للتراجع عن خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ودعتها أيضاً لأن تكون دولة محايدة، كما عارضت قرار إدارة ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020، لافتقاره إلى أي أساس قانوني ودستوري، على حد قولها آنذاك.
بيت هيغسيث
يتوقع أن تكون أولى جلسات الاستماع إلى مرشح ترامب لمنصب وزير الدفاع، بيت هيغسيث، في 14 يناير الجاري. وعلى مدار الأسابيع الماضية واجه هيغسيث تدقيقات بسبب مزاعم الاعتداء الجنسي، مع مقالين لوالدته أحدهما يؤكد معاملته السيئة للنساء، والآخر يدعمه. تغيرت حظوظ هيغسيث الذي كانت التقارير تشير إلى نية ترامب طرح بديل، وذلك بدعم من حلفاء الرئيس المنتخب قبل تدخله هو بنفسه، وبدا أن هيغسيث فاز بتأييد الجمهوريين الرئيسيين في مجلس الشيوخ، لكن ما زالت هناك ربما تساؤلات ستطرح في جلسات الاستماع وقد تؤثر بشكل ما على حظوظه.
روبرت كينيدي جونيور
جاء ترشيح دونالد ترامب لمنافسه الرئاسي السابق روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، مكافأة له على إعلانه انسحابه من بعض الولايات المتأرجحة وتأييده لترامب في الانتخابات الرئاسية. لكن هذا الاختيار لا يلاقي ترحيباً داخل الأوساط الجمهورية أو الديمقراطية خاصة في ظل إنكار كينيدي للقاحات، وكانت تقارير قد أشارت منذ أسابيع إلى أنه قدم التماساً للحكومة في 2022 لإعادة النظر في موافقتها على لقاح شلل الأطفال. وفي الأسابيع الماضية أعلن كينيدي أنه يدعم لقاح شلل الأطفال بشكل كامل.
ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية السابق الجمهوري، أصدر بياناً مؤخراً طالب فيه بالابتعاد عن هذه الثرثرة المشككة في اللقاح وقال: "لقد أنقذ لقاح شلل الأطفال ملايين الأرواح. إن الجهود المبذولة لتقويض ثقة الجمهور في العلاجات المثبتة ليست مجرد جهود غير مستنيرة، بل إنها خطيرة. وسيكون من الأفضل لأي شخص يسعى للحصول على موافقة مجلس الشيوخ من أجل الخدمة في الإدارة المقبلة أن يتجنب حتى ظهور الارتباط بمثل هذه الجهود".
كاش باتيل
جاء اختيار دونالد ترامب لكاش باتيل لقيادة مكتب التحقيقات الفيدرالي، مفاجئاً للعاصمة واشنطن، نظراً إلى قلة خبرته، وآرائه المتطرفة، لكن الاختيار في جوهره يمثل بالضبط خطط ترامب للوكالة التي لا ينسى أنها أجرت عدة تحقيقات في ادعاءات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وفي قضية الأوراق السرية. وشرح ترامب لماذا اختار باتيل للمنصب بقوله: "لعب باتيل دوراً رئيساً في الكشف عن خدعة روسيا (يقصد تحقيق وزارة العدل في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية 2016)، ووقف مدافعاً عن الحقيقة".
تثير خطط باتيل النابعة من تصريحات ترامب بالقضاء على "المتآمرين" في الوكالة، وعلى "الدولة العميقة"، ومحاسبة من أطلق عليهم "عصابة الحكومة" وغيرها، الكثير من المخاوف، لكن اجتماعاته في العاصمة واشنطن مع الجمهورين في مجلس الشيوخ مؤخراً أشارت إلى إمكانية قدرته في إقناع حزبه على اعتماد ترشيحه.