استمع إلى الملخص
- تناول الشيباني التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، مشددًا على ضرورة التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وأكد أن الجولان المحتل هو أرض سورية.
- بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع الشيباني قضايا إعادة الإعمار وتشكيل حكومة شاملة، مؤكدًا على أهمية وحدة الأراضي السورية وتوحيد الفصائل المسلحة لضمان الاستقرار.
أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن العقوبات الاقتصادية المفروضة على بلاده تعوق جهود إعادة الإعمار وتمكين السوريين من العودة إلى حياتهم الطبيعية، مشدداً على ضرورة رفعها بشكل كامل. جاء ذلك خلال جلسة حوارية، السبت، بمشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ضمن مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وأوضح الشيباني أن استقرار سورية مرتبط برفع العقوبات. وأشار إلى أن "العقوبات الاقتصادية فرضت على النظام المخلوع، وكان يجب أن تُزال مع سقوطه". وأضاف: "صحيح أنه كانت هناك استثناءات من الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها غير كافية، ولا بد من رفع جميع العقوبات لفتح الطريق أمام الشعب السوري، وهذه ستكون ضمانة لاستقراره".
وحذر الشيباني من أن استمرار العقوبات ومنع بلاده من الوصول إلى النظام المالي العالمي (سويفت) يعوقان عملية إعادة الإعمار وتمكين السوريين من العودة إلى حياتهم الطبيعية. وأشار إلى وجود "مليوني سوري في المخيمات، وبالتالي لا بد من رفع العقوبات، لتكون سورية قادرة على توفير حياة جيدة لشعبها في الداخل، أو إقناع اللاجئين في الخارج بالعودة إلى بلدهم".
وذكّر الشيباني، خلال الجلسة، بأن "الإدارة السورية الجديدة ورثت اقتصاداً مدمراً عن النظام المخلوع، وأن مداخيل المواطن العادي منخفضة جداً". وتعهد "بإدخال إصلاحات في وزارة المالية وغيرها من الوزارات، بهدف إصلاح الاقتصاد المنهك جراء سياسات النظام المخلوع".
وفي 7 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية تخفيف العقوبات المفروضة على سورية لمدة 6 أشهر، بهدف تسهيل استمرار الخدمات الأساسية في البلاد، قبل أن تعلن الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، في 27 من الشهر نفسه، اتفاق وزراء خارجية الاتحاد على خريطة طريق لتخفيف العقوبات على سورية.
وبحسب معلومات استقتها الأناضول من وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين، فإن العقوبات على سورية بدأت في ديسمبر/ كانون الأول 1979، عندما صُنفت سورية "دولة داعمة للإرهاب"، وأصبحت أكثر شمولاً مع بداية الثورة السورية في 2011.
التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية
وحول التوغلات الإسرائيلية في الأراضي السورية، أشار الشيباني إلى أن إسرائيل تزعزع استقرار المنطقة، وعليها التزام اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974. وأكد أن الجولان المحتل أرض سورية، ولا يملك أحد أن يمنحها لأحد.
واستغلت إسرائيل سقوط نظام الأسد، لتعلن انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سورية لعام 1974، وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
وبشأن العلاقات مع واشنطن، أعرب الشيباني عن تطلع سورية إلى أن تكون لديها علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية الجديدة. وقال إن البلدين لديهما مصلحة مشتركة في كثير من الأمور يمكن الاتفاق بشأنها، من أجل أمن واستقرار سورية ومصالح الولايات المتحدة والعالم كله.
إعادة إعمار سورية
في السياق ذاته، قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، إن فيدان بحث مع الشيباني، قضايا تخص إعادة إعمار سورية أيضاً، والمسار المستمر بشأن تشكيل الحكومة في سورية. وأكدت المصادر، للأناضول، أن فيدان والشيباني، بحثا أيضاً في اللقاء مكافحة التنظيمات الإرهابية، مثل "داعش"، و"بي كي كي/ واي بي جي".
من جانبه، أكد فيدان ضرورة ضمان وحدة أراضي سورية وسيادتها السياسية، وتشكيل حكومة شاملة في المرحلة الجديدة. وأشار فيدان إلى أن دول المنطقة اجتمعت بعد سقوط نظام بشار الأسد وناقشت تطلعاتها من الإدارة الجديدة في دمشق. وذكر أن الفرصة أتيحت أخيراً لحل المشكلات المتعلقة بالملف السوري الذي تسبب في اضطرابات بالمنطقة لأكثر من 10 سنوات. ولفت وزير الخارجية التركي إلى توافق في الآراء بين دول المنطقة بشأن قضية سورية.
وأوضح أن المبادئ المتفق عليها هي: "لا نريد رؤية تهديدات موجهة ضد الدول المجاورة. لا نريد أن يتطور الإرهاب ويجد قاعدة له. لا نريد أن تتعرض الأقليات لسوء المعاملة. نريد ضمان وحدة أراضي سورية وسيادتها السياسية. نريد أن نرى حكومة شاملة".
وشدد على أن الإدارة الجديدة في سورية تستجيب جيدًا لمطالب المجتمعين، الدولي والإقليمي، وأنه لم يتلق شكاوى كبيرة من نظرائه أو المسؤولين الآخرين بشأن الإدارة السورية. وأضاف فيدان: "هؤلاء الأشخاص يدركون التحديات التي يجب على سورية تجاوزها". وبيّن أن إحدى أهم القضايا المتعلقة بتحقيق الاستقرار في سورية، توحيد الفصائل المسلحة، مشيرًا إلى أن الإدارة الجديدة في البلاد تعاملت مع هذه القضية بشكل شامل.
وتابع: "إنهم يتخذون حالياً الخطوات الصحيحة في ما يتعلق بتوحيد الفصائل المسلحة، لأنه في رأينا يجب أن تكون هناك قوة مسلحة قانونية واحدة فقط في أي دولة". وأكد فيدان عدم إمكانية التسامح مع أي فصيل مسلح، مشيرًا إلى أن "التجربة أثبتت أن التسامح يجلب الفوضى وعدم الاستقرار إلى المنطقة".
فيدان يلتقي رئيس إقليم كردستان العراق
في سياق آخر، التقى وزير الخارجية التركي، رئيس إقليم كردستان بشمال العراق نيجيرفان بارزاني في مدينة ميونخ الألمانية. وبحسب منشور لوزارة الخارجية التركية، جرى اللقاء على هامش مؤتمر ميونخ للأمن بنسخته الـ61. ولم يذكر المنشور أي تفاصيل عن القضايا التي بحثها الجانبان.
(الأناضول، العربي الجديد)