استمع إلى الملخص
- أكد حسام زكي على إعداد تقرير شامل عن الوضع في سورية وعودة سورية لمقعدها في الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن العقوبات لم تعد مبررة، مع تطلعه لتعزيز التعاون العربي.
- أجرى الشرع اتصالًا مع الشيخ محمد بن زايد لتعزيز العلاقات، والتقى وفدًا من الاتحاد الأوروبي الذي أعلن عن مساعدات بقيمة 235 مليون يورو، وعودة سورية لمقعدها بالجامعة العربية.
التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، اليوم السبت، وفداً من جامعة الدول العربية برئاسة الأمين العام المساعد، والممثل الشخصي للأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي. وأكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زكي في دمشق عقب اللقاء، إنّ العمل جار لعقد مؤتمر وطني يجمع مختلف مكونات الشعب السوري، وتوفير البيئة الآمنة لعودة اللاجئين السوريين.
قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني يلتقيان مع وفد جامعة الدول العربية برئاسة حسام زكي الأمين العام المساعد والممثل الشخصي للأمين العام لجامعة الدول العربية.#سانا pic.twitter.com/rxVUq0QeJ6
— الوكالة العربية السورية للأنباء - سانا (@SanaAjel) January 18, 2025
ودعا الوزير "الأشقاء العرب للمساهمة في جهود إعادة الإعمار، خاصة في مجالات الاستثمار والطاقة"، مؤكداً استعداد الحكومة لتقديم جميع التسهيلات اللازمة للمستثمرين. كذلك جدّد التزام سورية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في العقوبات المفروضة على البلاد لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي.
من جهته، أكد زكي أن زيارة وفد جامعة الدول العربية إلى دمشق تهدف إلى إعداد تقرير شامل عن الوضع في سورية، "ليتم تقديمه لجميع الدول العربية، بغية الوصول إلى رؤية موحدة، ولتكون جميع الدول العربية على اتجاه واحد تجاه سورية". وأشار زكي إلى أنّ سورية تعدّ بلداً محورياً، وما يحدث فيها ينعكس على الدول العربية كافة، مشيراً إلى أنّ العقوبات المفروضة عليها لم تعد لها مبررات في الوقت الراهن.
وتابع "نتطلّع لتعزيز العمل المشترك مع أعضاء الجامعة العربية في مختلف المجالات، كما نتطلع لعودة سورية إلى مقعدها في الجامعة وحضورها جميع الفعاليات لتمثل صوت الشعب السوري الحرّ، ونثمن التزام الدول العربية الثابت بوحدة الأراضي السورية".
وكان الشرع قد أجرى، ليل أمس الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحث خلاله الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة. وأكد الطرفان خلال الاتصال، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية "سانا"، "أهمية التنسيق المستمر وتكثيف الجهود لدعم الشعب السوري وحماية وحدة أراضيه"، معربَيْن عن "التزامهما بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة". والتقى الشرع، يوم أمس الجمعة، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وفداً من مفوضية الاتحاد الأوروبي برئاسة حاجة لحبيب، المفوضة الأوروبية للمساواة والاستعداد وإدارة الأزمات.
اتصال هاتفي بين قائد الإدارة السورية الجديدة ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة#القيادة_العامة pic.twitter.com/AVtcnNPuVp
— إدارة العمليات العسكرية (@aleamaliaat_ale) January 18, 2025
وشددت المفوضية الأوروبية، خلال لقائها مع المسؤولين السوريين، على أهمية المرحلة الجديدة التي تمر بها سورية، مؤكدة أن الإدارة السورية الجديدة تتحمّل مسؤولية كبيرة في تحقيق السلام والاستقرار للشعب السوري. واعتبرت أن التغيير التاريخي في سورية يمثل فرصة للتغلب على عقود من المعاناة واليأس. وفي إطار دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لسورية، أعلنت عن تقديم حزمة مساعدات جديدة بقيمة 235 مليون يورو لدعم الشعب السوري والدول المجاورة المتأثرة بالأزمة، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي "لم يترك السوريين منذ عام 2011، وسيواصل العمل لتخفيف معاناتهم وتلبية احتياجاتهم الإنسانية".
وكان مجلس وزراء الخارجية العرب أقر في اجتماع طارئ عقد في القاهرة في 7 مايو/ أيار 2023 عودة سورية لمقعدها بالجامعة، منهياً قراراً سابقاً بتعليق عضويتها صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، بعد ثمانية أشهر من اندلاع الاحتجاجات في سورية. وبدأ الموقف العربي تجاه النظام السوري السابق يتغير لصالح إعادة تعويمه اعتباراً من العام 2018، بعد إعلان القضاء على تنظيم "داعش" من التحالف الدولي، تزامناً مع تمكن قوات النظام من إعادة بسط سيطرتها على مناطق واسعة من الأراضي السورية، خاصة في ريف دمشق، وجنوبي البلاد.
وبادر الأردن حينذاك إلى إعادة فتح معبر جابر-نصيب الحدودي لاستئناف حركة التجارة التي توقفت منذ عام 2012، فيما أعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق، ثم عيّنت سلطنة عمان سفيراً لها في دمشق في أكتوبر/تشرين الأول 2020. وفي يوليو/ تموز 2021، طرح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال القمة التي جمعته بالرئيس الأميركي، جو بايدن، "خريطة طريق" للحل في سورية اشتملت تخفيف العقوبات الأميركية على سورية وإعادتها إلى جامعة الدول العربية، مقابل تعاون روسيا في إضعاف النفوذ الإيراني في سورية.
ومع نهاية العام 2021، تكثفت التحركات العربية للتطبيع مع نظام الأسد، ومحاولة إعادته إلى جامعة الدول العربية، فقد قام وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، بأول زيارة لوزير خارجية عربي إلى دمشق في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. وفي مارس/ آذار 2022، قام بشار الأسد بأول زيارة عربية له منذ عام 2011 إلى أبوظبي، فيما كثفت الجزائر جهودها لإعادة نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية خلال القمة العربية العادية بالجزائر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.
ووسط هذه التحركات، كان الموقف السعودي هو الحاسم في جهود الدفع لاستعادة النظام مقعده بالجامعة العربية، إذ بدأت السعودية تعطي إشارات واضحة حول استعدادها للانفتاح على نظام الأسد اعتباراً من مطلع 2023. وبعد توصل السعودية وإيران إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بينهما في العاشر من مارس/آذار 2023، كثفت الرياض من تحركاتها الإيجابية تجاه النظام السوري، ودعت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، إلى اجتماع تشاوري في جدة، في 14 إبريل/ نيسان 2023، لمناقشة الأزمة السورية.
وكانت السعودية دعت قبل ذلك وزير خارجية النظام السوري إلى جدة لمحاولة لانتزاع تنازلات تساعد بإقناع الدول العربية التي ستجتمع في جدة بعد يومين للقبول بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية لكن الاجتماع أخفق في التوصل إلى اتفاق، ما دعا إلى عقد اجتماع تشاوري آخر في عمَّان، حضره كل من الأردن مصر والعراق والسعودية ووزير خارجية النظام السوري. وصدر بيان عن الاجتماع ينص على تعاون نظام الأسد في مكافحة تهريب المخدرات وإنتاجها، وتسهيل العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين.
ورغم عدم التزام النظام بمخرجات ذلك الاجتماع، عقد في 7 مايو/ أيار 2023، وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً في القاهرة توافقوا فيه على استعادة سورية مقعدها في الجامعة العربية، وقامت بعد ذلك السعودية بتوجيه دعوة رسمية إلى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لحضور قمة جدة، لينهي بذلك نحو 12 سنة من غياب سورية عن الجامعة العربية.