الشرع يلتقي عائلات أميركية فقدت أقاربها في سجون الأسد: العدالة والمساءلة أولوية

25 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 22:09 (توقيت القدس)
خلال أحد لقاءات أحمد الشرع في نيويورك، 22 سبتمبر 2025 (الرئاسة السورية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك، التقى بعائلات أميركية فقدت أقاربها في سجون نظام بشار الأسد ومعتقلين أميركيين سابقين، بحضور المبعوث الأميركي الخاص توماس برّاك، لمناقشة قضايا إنسانية مثل المفقودين والعدالة الانتقالية.

- مريم كم ألماز، مديرة شؤون المفقودين في "المنظمة السورية للطوارئ"، أكدت على أهمية المساءلة والعدالة في سورية، مع وعود بعقد اجتماعات مستقبلية لدعم العدالة الانتقالية ومحاسبة مجرمي الحرب.

- تسعى الحكومة السورية الجديدة للكشف عن مصير المفقودين، بالتعاون مع "المنظمة السورية للطوارئ" ووزارة العدل الأميركية، لتحقيق العدالة ومعرفة مصير المفقودين.

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع لقاءات على هامش زيارته إلى نيويورك للمشاركة في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة مع عائلات أميركية فقدت أقاربها في سجون نظام بشار الأسد المخلوع، إضافة إلى معتقلين أميركيين سابقين، بحضور المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس برّاك. وتطرقت اللقاءات إلى ملفات إنسانية شائكة في سورية، على رأسها قضية المفقودين والعدالة الانتقالية، وسط وعود رسمية بمقاربة جديدة تختلف عن نهج نظام الأسد.

وكشفت مريم كم ألماز، مديرة شؤون المفقودين في "المنظمة السورية للطوارئ"، وابنة المعالج النفسي مجد كم ألماز الذي اختطفه نظام الأسد عام 2017 وقضى تحت التعذيب، لـ"العربي الجديد" اليوم الخميس، أن اللقاء مع الشرع "كان اجتماعاً إنسانياً يهدف لتوصيل معاناة العوائل الأميركية"، مشيرة إلى أنه شارك فيه معتقلون أميركيون سابقون. وأوضحت كم ألماز أن النقاط الرئيسية في الاجتماع تمحورت حول "أهمية المساءلة والعدالة في سورية، وأهمية العثور على جثامين الشهداء ليتسنى لعائلاتهم معرفة مصير أحبائها ودفنهم بكرامة".

وأضافت مريم كم ألماز أن الشرع "أبدى اهتماماً كبيراً بمساعدة مئات آلاف العوائل السورية، إضافة إلى عائلات من دول أخرى، بينها الولايات المتحدة، على الوصول إلى العدالة والكشف عن مصير أبنائها"، على الرغم من ازدحام جدول أعماله. أما اجتماعها مع برّاك فوصفته بـ"المثمر للغاية"، مشيرة إلى أنه "تناول أهمية العدالة الانتقالية، ومحاسبة مجرمي الحرب في سورية، إلى جانب مناقشة آلية العمل والتنسيق لرفع قانون قيصر (العقوبات الأميركية على سورية) في الكونغرس الأميركي"، مضيفة أن المبعوث الأميركي "وعد بعقد اجتماع آخر والإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع المنظمة لتحقيق العدالة ودعم سورية".

ملف المفقودين: عقدة مستمرة

وحول ملف المفقودين الأميركيين في سورية، قالت كم ألماز إن القضية "لا تختلف عن ملف المفقودين السوريين، فهي معقدة وتشمل مئات الآلاف من الشهداء والمفقودين"، لكنها أشارت إلى أن الملف الأميركي "يحمل أبعاداً سياسية مهمة، حيث تولي واشنطن اهتماماً خاصاً بمعرفة مصير رعاياها، مثل قضية المراسل أوستن تايس، وملفات أخرى بينها قضية والدي". وأضافت: "نرى اهتماماً من الحكومة السورية الجديدة بهذا الموضوع، سواء عبر اجتماعاتنا الخاصة أو تصريحات عامة، لكن حتى الآن لم يبدأ العمل على فتح المقابر الجماعية التي تضم عشرات الآلاف من الجثث. ونأمل أن يتم قريباً استخدام فحوص الحمض النووي (DNA) والتعاون مع الخبراء لمساعدة العائلات على الوصول إلى رفات أحبائها، كما جرى في البوسنة".

وأكدت مديرة شؤون المفقودين في "المنظمة السورية للطوارئ" أن اللقاء مع الرئيس الشرع شارك فيه معتقلون أميركيون سابقون، بينهم سام غودوين الذي اعتقل لشهرين في دمشق، وكيفين دوز الذي قضى أكثر من ثلاث سنوات في سجون الأسد. وأوضحت أن المعتقلين السابقين "رووا للرئيس السوري معاناتهم في المعتقلات سيئة الصيت، وتحدثوا عن نشاطهم بعد الإفراج عنهم برفع قضايا أمام المحاكم الأميركية ضد النظام السابق، وفوزهم بها، إضافة إلى جهودهم في الدفع باتجاه فرض عقوبات على الأسد". وتابعت: "أكدوا رغبتهم في مساعدة الحكومة السورية على رفع العقوبات ودعم سورية الحرة، مشيرين إلى أن ما دفعهم لمناصرة القضية السورية هو العهد الذي قطعوه على أنفسهم داخل المعتقلات أثناء تعذيبهم إلى جانب المعتقلين السوريين".

وعن موقف القيادة السورية الجديدة من هذا الملف، قالت كم ألماز: "بكل تأكيد لا يوجد مقارنة بين النظام السابق والحكومة الحالية، فالأخيرة وضعت نصب أعينها الكشف عن مصير المفقودين ومساعدة العائلات السورية أولاً، ثم الأميركية وغيرها". ولفتت إلى أن "قنوات التواصل بين الخارجية الأميركية والخارجية السورية مفتوحة، خصوصاً عبر المبعوث برّاك". وأشارت إلى أن "المنظمة السورية للطوارئ تحافظ على تواصل دائم مع وزارة الخارجية الأميركية ومكتب التحقيقات الفيدرالي ومجلس الأمن القومي، من أجل مساعدة عائلات المفقودين على التواصل مع الحكومتين السورية والأميركية معاً، كما حصل في اجتماع أول أمس الثلاثاء".

العدالة الانتقالية على الطاولة

وأكدت كم ألماز أن العدالة الانتقالية حضرت بقوة في النقاشات، موضحة أن "المنظمة تعمل مباشرة مع وزارة العدل الأميركية والمحققين لدعم المحاكم الجنائية الجارية في الولايات المتحدة ضد رموز النظام السابق، مثل قضية ليلى شويكاني التي أعدمت على يد النظام، وقضايا مذكرات اعتقال بحق جميل حسن وعبد السلام محمود". وأضافت: "نساعد أيضاً في محاكمة سمير عثمان الشيخ، الرئيس السابق لسجن عدرا ومحافظ دير الزور وعضو اللجنة الأمنية بين 2011 و2013، وقد ساهمنا باعتقاله ونوفر للمحكمة وثائق وشهادات تثبت تورطه".

كما كشفت عن نشاط مكثف يتعلق بـ"كشف المقابر الجماعية وإيصال المعلومات إلى الحكومة السورية والأمم المتحدة، بهدف مساعدة عائلات الشهداء على معرفة مصير أبنائها"، مشيرة إلى أن عضو مجلس إدارة المنظمة ستيفن راب "موجود حالياً في دمشق ويعقد اجتماعات مع وزير العدل واللجان المعنية بملف المفقودين والعدالة الانتقالية". واختتمت حديثها برسالة للعائلات قائلة: "بعد سقوط نظام بشار الأسد ووجود حكومة جديدة من الشعب تشعر بألم المفقودين، هناك أمل حقيقي. يجب علينا جميعاً أن نتكاتف ونضغط على المسؤولين لمساعدة العائلات في معرفة مصير أحبائها. لقد شهدنا معجزة سقوط النظام، واليوم هناك جاهزية من الحكومة الجديدة للتعاون، وهذا الملف أصبح أولوية".

المساهمون